هنا عصفورة الشجن .

هل الوطن كالقبر متر في متر ؟ 
هل الوطن جدران وشوارع وأزقة ؟ 
هل الوطن زنزانة كبيرة كل من فيها أسرى ؟
الوطن علاقة حب ممتدة إلى ما لانهاية .. كل شخص فيها يعبر عن حبه كما يرتأي هو .. ليس بالقوة ولا الإجبار ولا الإكراه ..
الوطن مفتوح للجميع .. 
الوطن لا يكره أبناءه أبداً ..
الوطن كحضن الأم يحب أبناءه إن بقوا .. وإن غادروا .. 
فليختر كل إنسان حياته كما يشاء .. 
أما الوطن فهو متجذر في مسامات الروح .. مكتوب على جبين المواليد .. 
الوطن يا أخي ليس مجموعة من الجدران تطبق على مسامات الروح فتخنقها ..
بل هو فضاءات ممتدة .. تجذب إليها كل الفراشات المهاجرة لتعود بعد طول غياب تقبل أيادي ووجنات الوطن .
الوطن هوية وعنوان وقبلة الروح .. فلا تخنقوا أبناءكم بجدران الوطن .

أنا وجه التاريخ الممتلىء بالتجاعيد .. وبثور الظلم .. وشرايين الدماء ..
 ينعتني الكثيرون بالقبح ..
 ويوصدون في وجهي أبوابهم .. 
فيًّ تذبل ورودهم .. وتسقط أوراقهم ..وتكثر مآسيهم .. وتتجدد أحزانهم ..ويلعنون التاريخ ألف لعنة .. 
لكنني أبقى أنا أيلول .. رغم كل المحن .. واقف على باب التاريخ .. لا يمر صيف ولا شتاء دون أن ينحني إليَّ كلاهما مسلماً ..
 أنا أيلول وسأبقى ...

إلى جميع الأيلوليات والأيلوليين .. بعيداً عن صوت المجازر .. لبعض الوقت فقط .. وحتى لا نجزُّ عنق أيلول ونرفعه على أعواد المشانق .. لبعض الوقت فقط .. 
لكل أيلولي منا رجع أيلول بصوت الملائكة ..

https://www.youtube.com/watch?v=O7YN_8NEWcE

ساعات تفصلني عن ذكرى مولدي 
" عدت يا يوم مولدي 
عدت أيها الشقي " 

بقيَّ من أيلول ..
الله يسهل عليه 
حاولت أن أكون إلى جانبه .. وفي صفه .. لكن أيلول طرفه متقلب المزاج .. صعب جداً أن يصفى إليك أيلول وألا يلدغك في أوقات الصفا .. ومع كل حبي لأيلول .. أدعوه الآن أن يلملم أيامه ويرحل .. وأعده بأنني سأشتاق إليه كثيراً ...

في زحمة الغياب نسيت أن أتفقد غيابك ..
كل غياب وأنت بخير ..
شكراً لأنك أشعلت الشموع في غياب القمر  ..
وأعلنت حالة السهر  ..
تحت النافذة ..
وخلف الأبواب الموصدة  ..
وتركت هناك قصيدة محتارة ..
تشرح فيها كم يتعبك طول السهر !!

الثرثرة من طبع أيلول 
وكذلك وخز الإبر ..
إن كانت الشمس تهجع مبكرة في أيلول ..
فليس لأنه يطيب لها النوم
أو تداعب عينيها ألسنة الكرى ..
بل لأنها تخشى عواصف أيلول ..
وتخشى ثرثرته .. ووخز الإبر ..
هذا حال الشمس ..
أما حالك فأصعب !