الآخر. . قصة قصيرة

الآخر. . قصة قصيرة

" ماذا أفعل أكثر من ذلك ؟ " . . سأل نفسه مستنكراً ، ثم انزوى بعيداً .
" منذ أن جئت هنا وأنا أحاول معهم ، أبحث لنفسي عن مكانٍ بينهم ، لكنهم بكل قسوةٍ يرفضونني . . ماذا لو أعطوني فرصة واحدة ؟ " .
" بمجرد أن اقترب من صخبهم وضجيجهم ينفضّون من حولي ، كأنها الكهرباء تسري في عروقهم ، فتُفقدهم صوابهم . . ماذا لو أعطوني فرصة واحدة ؟ . . ما أبشع أن يمارس الآخرون الظلم بسخاء . . "
وفي سخطٍ وانكسار صاح في وجه السماء " كيف لهذه القلوب الصماء أن تتغير ؟ " .
- " كن مثلهم يألفوك ويعتادوا عليك !! ، فالحقيقة تولد ناقصة "
" خاطبني هاتفٌ ومضى ، قلت متلهفاً لجواب ربما يأتي : كيف ؟ دلّني أرجوك !! " . . نظر حوله وانتظر حتى يئس من الإجابة .
" حتى الأفكار تهرب مني مثلهم ، كأنها ربيَتْ في أدمغتهم القاسية " . .
لبِس مثلهم وتعلّم كلامهم ، وحاول مرة أخرى ، لكن شيئاً لم يتغيّر .
" بكل قسوة يرفضونني " . . هربوا جميعاً ، إلا طفل صغير بقي نائماً في سيارة والده .
" ما أظلم هذا الكون ! كلما اقتربتُ خطوة إليهم ازدادوا خوفاً وفزعاً "
في محيطٍ من السكون ، رمته قدماه أمام سيارة توقفت بلا هدى في وسط الطريق ، فتح الباب ، والتقط الطفل الصغير الذي كان لتوّه نائماً . . وفجأة وقعت عيناه على المرآة. . حدّق في صورته فصرخ في فزعٍ شديد ، كأنها الكهرباء راحت تسري في عروقه فأفقدته صوابه . . ترك الطفل دون أن يدري وهرب مثلهم . .
هي الحقيقة كلها ، جاءته هذه المرة دفعةً واحدة فانفجرت في وجهه القبيح .
" أين سأهرب مني ؟ " قالها في يأسٍ وانكسار ، ثم انزوى بعيداً . .

أبو فريد

أخي العزيز أ. أبو فريد

الحمدلله على سلامة عودتك إلى منتدانا الحبيب .
قصة جميلة جدا تترك أثراً كبيراً في النفس .. الحقيقة مؤلمة لكنك رسمتها لنا بلوحة بديعة جداً .
شكرا لك أخي وبارك الله فيك .

بوح جميل في رسم مبدع ..قصة تحاكي ثنايا الواقع باعجاز قلم مميز
سلمت أخي

حلفت ما أعلق لك أستاذ خالد لأنك تغيب كثيرا عنا ولكن ما قدرت القصة شدتني إليها وأوجعتني قصتك جدا , ربما أغفر لك هذا الغياب . دمت أخي الكريم .

ابو فريد 
اسمك موجود وأنت غائب يا صديقي 
اشتقنا لك ولقصصك الجميلة 
ما الذي يأخذك منا 
أتمنى أن تكون بخير 
وأن تعود إلينا بقصصك الجميلة والهادفة