بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
هدي النبي
صفحة 1 من اصل 1
هدي النبي
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أحباب الله ورسوله يا من لكم المنزلة العُليا عند الله في الدنيا ويوم لقياه يا من هنأكم الله في قلوبكم بالإيمان وقواكم وأعانكم على خدمته وطاعته في كل وقتٍ وآن
نحتاج إلى لمسة حنان نتبِّع بها هدى النبي العدنان ليكون حبنا صادقاً عند الله ويملأ الله حياتنا الدنيا بتحقيق الآمال ويجعلنا فيها أعزة على جميع خلق الله جعل الله لنا برهاناً واحداً في القرآن على صدق الحب {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي} آل عمران31
والآفة التي ظهرت في هذا الزمان ونرجوا تصحيحها لجماعة المؤمنين هي أنهم أخذوا جانباً من متابعة النبي صلي الله عليه وسلم تابعوه في العبادات فقط وقد يكونوا تابعوه في الصورة الظاهرة لكن ينبغي أن نتبعه في كل ما جاءنا به من عند الله وخاصة في الجانب الذي مدحه عليه الله في كتاب الله
فإنه صلي الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتورم منه الأقدام وكان لا يقوم إلا على ذكرٍ لله ولا يجلس إلا على ذكرٍ لله ولا يتحرك ولا يسكن بل حتى كان لا ينام إلا ذاكراً لمولاه {إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلا يَنَامُ قَلْبِي}[1]
ومع ذلك عندما مدحه الله قال {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم4
تحتاج أمتنا في هذا الزمن إلى الإقتداء به في أخلاقه الكريمة وفى معاملاته الحسنة العظيمة هذه هي الجوانب التي جعلت مجتمعنا الآن في قلقٍ وضجرٍ مستمر
المسلمون في بيوت الله كُثرٌ وحريصون على متابعة النبي في الركوع والسجود وتلاوة القرآن والصيام وذكر الله والحج والعُمرة لكن أين متابعة النبي في الأخلاق؟ أين خُلُق الرجل مع أهله والنبي صلي الله عليه وسلم قال {خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي}[2]
أين خلق المسلم مع جيرانه؟ أين خلق المسلم مع زملاءه في العمل؟ أين خلق المسلم في أي مكان يذهب إليه؟ وهو العنوان الذي يدل على جمال إتباعه للنبي وحُسن عمله بكتاب الله البهي
فإن النبي صلي الله عليه وسلم عندما عرَّف المسلم لنعرفه عرفه بذلك لا أحتاج إلى معرفة المسلم في الشارع بأن أدخل المسجد وأطلع عليه وهو يعبد الله لكنى أعرفه بقول رسول الله ومُصطفاه {الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ}[3]
وعرَّف المؤمن فقال {إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ وَلا الطَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ}[4]
هذه بطاقة التعارف التي أعرف بها المسلم والمؤمن في المجتمع أما في المسجد فلنفسه {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} الجاثية15
ستصلي الليل كله فهو لنفسك ستصوم الدهر كله فهو لنفسك ستحُج كل عامٍ وتعتمر كل عامٍ خمس مرات أو أكثر فهو لنفسك لكن ما ينبغي أن أراه منك ويراه المجتمع منك هي أخلاق الإسلام وأوصاف الإيمان التي ذكرها الله في القرآن وبيَّنها في سنته النبي العدنان صلي الله عليه وسلم
وهل ينبغي لمسلم يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبمحمدٍ صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولاً أن يتعامل في بيعه وشرائه على غير شريعة الله؟ أو يظن أنه مسلم لأنه يدخل المسجد ويؤدي ما عليه لله
ثم بعد ذلك يتعامل بالربا ويغُش في الكيل ويغُش في الوزن ويغش في السلعة ويكذب ولا يبالي ويظن أن هذه فهلوة وأنه بذلك يضحك على الآخرين مع أنه داخلٌ في قول رب العالمين {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} البقرة9
نحتاج يا أمة النبي إلى الإقتداء بأخلاق النبي والإقتداء بهدى النبي في البيع والشراء والزواج والطلاق والميراث وكل المعاملات التي بيننا نُحكِّم شرع الله ونمشي على منهج حبيب الله ومُصطفاه
إذا فعلنا ذلك فإن الله سينظر إلينا بعين الرضا نظرةً تُغير حالنا إلى أحسن حال وسيُطبق علينا قوله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} الأعراف96
وهذا الذي نحتاجه الآن
[1] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[2] صحيح ابن حبان وسنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[3] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو
[4] سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مسعود
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
يا أحباب الله ورسوله يا من لكم المنزلة العُليا عند الله في الدنيا ويوم لقياه يا من هنأكم الله في قلوبكم بالإيمان وقواكم وأعانكم على خدمته وطاعته في كل وقتٍ وآن
نحتاج إلى لمسة حنان نتبِّع بها هدى النبي العدنان ليكون حبنا صادقاً عند الله ويملأ الله حياتنا الدنيا بتحقيق الآمال ويجعلنا فيها أعزة على جميع خلق الله جعل الله لنا برهاناً واحداً في القرآن على صدق الحب {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي} آل عمران31
والآفة التي ظهرت في هذا الزمان ونرجوا تصحيحها لجماعة المؤمنين هي أنهم أخذوا جانباً من متابعة النبي صلي الله عليه وسلم تابعوه في العبادات فقط وقد يكونوا تابعوه في الصورة الظاهرة لكن ينبغي أن نتبعه في كل ما جاءنا به من عند الله وخاصة في الجانب الذي مدحه عليه الله في كتاب الله
فإنه صلي الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتورم منه الأقدام وكان لا يقوم إلا على ذكرٍ لله ولا يجلس إلا على ذكرٍ لله ولا يتحرك ولا يسكن بل حتى كان لا ينام إلا ذاكراً لمولاه {إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلا يَنَامُ قَلْبِي}[1]
ومع ذلك عندما مدحه الله قال {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم4
تحتاج أمتنا في هذا الزمن إلى الإقتداء به في أخلاقه الكريمة وفى معاملاته الحسنة العظيمة هذه هي الجوانب التي جعلت مجتمعنا الآن في قلقٍ وضجرٍ مستمر
المسلمون في بيوت الله كُثرٌ وحريصون على متابعة النبي في الركوع والسجود وتلاوة القرآن والصيام وذكر الله والحج والعُمرة لكن أين متابعة النبي في الأخلاق؟ أين خُلُق الرجل مع أهله والنبي صلي الله عليه وسلم قال {خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي}[2]
أين خلق المسلم مع جيرانه؟ أين خلق المسلم مع زملاءه في العمل؟ أين خلق المسلم في أي مكان يذهب إليه؟ وهو العنوان الذي يدل على جمال إتباعه للنبي وحُسن عمله بكتاب الله البهي
فإن النبي صلي الله عليه وسلم عندما عرَّف المسلم لنعرفه عرفه بذلك لا أحتاج إلى معرفة المسلم في الشارع بأن أدخل المسجد وأطلع عليه وهو يعبد الله لكنى أعرفه بقول رسول الله ومُصطفاه {الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ}[3]
وعرَّف المؤمن فقال {إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ وَلا الطَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ}[4]
هذه بطاقة التعارف التي أعرف بها المسلم والمؤمن في المجتمع أما في المسجد فلنفسه {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} الجاثية15
ستصلي الليل كله فهو لنفسك ستصوم الدهر كله فهو لنفسك ستحُج كل عامٍ وتعتمر كل عامٍ خمس مرات أو أكثر فهو لنفسك لكن ما ينبغي أن أراه منك ويراه المجتمع منك هي أخلاق الإسلام وأوصاف الإيمان التي ذكرها الله في القرآن وبيَّنها في سنته النبي العدنان صلي الله عليه وسلم
وهل ينبغي لمسلم يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبمحمدٍ صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولاً أن يتعامل في بيعه وشرائه على غير شريعة الله؟ أو يظن أنه مسلم لأنه يدخل المسجد ويؤدي ما عليه لله
ثم بعد ذلك يتعامل بالربا ويغُش في الكيل ويغُش في الوزن ويغش في السلعة ويكذب ولا يبالي ويظن أن هذه فهلوة وأنه بذلك يضحك على الآخرين مع أنه داخلٌ في قول رب العالمين {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} البقرة9
نحتاج يا أمة النبي إلى الإقتداء بأخلاق النبي والإقتداء بهدى النبي في البيع والشراء والزواج والطلاق والميراث وكل المعاملات التي بيننا نُحكِّم شرع الله ونمشي على منهج حبيب الله ومُصطفاه
إذا فعلنا ذلك فإن الله سينظر إلينا بعين الرضا نظرةً تُغير حالنا إلى أحسن حال وسيُطبق علينا قوله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} الأعراف96
وهذا الذي نحتاجه الآن
[1] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[2] صحيح ابن حبان وسنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها
[3] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو
[4] سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مسعود
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
محمد حافظ- عضو جديد
- عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 13/09/2013
مواضيع مماثلة
» مقام النبي موسى
» عظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
» خطبة النبي الأكرم (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك .
» عظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
» خطبة النبي الأكرم (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 31 مايو 2024 - 11:54 من طرف هبة الله فرغلي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الجمعة 31 مايو 2024 - 11:49 من طرف هبة الله فرغلي
» رباعيات عمر الخيام .
الخميس 30 مايو 2024 - 11:27 من طرف عمر محمد اسليم
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
الخميس 30 مايو 2024 - 11:24 من طرف خيمة العودة
» اعشق البحر
الثلاثاء 21 مايو 2024 - 11:19 من طرف ريما مجد الكيال
» ليل وعسكر .
السبت 18 مايو 2024 - 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين