رد: حديث النفس

كلمة ونصف
أنتَ لا تستحق ...

أنا ليست كباقي البشر
احببتني لاني مختلفة
وسأبقي كذلك

أحببتك لدرجة أنك أصبحت كل أحلامي
قهرني هذا الحب
لم أعد أوؤمن بالأحلام
لأنك لم تعد من أحببت

ماذا تريد
وما الذي أتى بك الآن ..
أغادرت كتب التاريخ
وخرائط الجغرافية
وأتيت لمعانقة أشعة الشمس في أوج الاحتراق
قلت لك في سالف الزمان والمكان
لست تترية ولا من قبائل الغجر
أنا ألهو بالحروف
وألقها للهواء
فيتشكل منها هذا الأكسجين
الذي تستنشقه أنت
وتظنه قادم إليك من الجنان
أنا لا أنوي إغاثة الملهوف
ولا رد لهفة المشتاق
ولا أريد لي سكناً في قلبك
ولا في نيتي أبداً نسج أوهن البيوت
فلماذا عدت الآن
إنه ليس أوانك ..
لماذا عدت الآن
وماذا تريد من غجرية ألقت على وجهك
قميص السراب
ورحلت منذ زمن بعيد
رحلت في أيام الجاهلية الأولى
وأتيت أنت الآن
ماذا تريد الآن
ارحل ..
عد أدراجك إلى كتب التاريخ
هذا ليس آوانك ..
هذا ليس آوانك الآن

صفعتني الدهشة
وابتلعت أسئلتي وأجوبتي وكل الردود
تهت في بحر السؤال
فصفعني منك الجواب
وبقوة الزلزال
وقبل أن اسألك لماذا أتيت ..
والآن عد من حيث أتيت
واتركني ألملم بقايا دهشتي
تصر على أنني غجرية !
وأنتَ ملك المغول
ملك التتار
ملك كل العصور التي منها هربت

ماذا تريد ..
قل لي بربك ماذا تريد ؟
أيلول غاب خلف الأفق البعيد
لكن هذا لا يعني
أنَّ عليك الحضور !
قلبي هرم في الغياب ..
روحي تآكلت في الغياب ..
ولن يحتملا منك كل هذا الدفق الشاعري
ومن الدلال المزيد
أنا لم أدعك الفانوس بورق الورد
أنا لم أستدع علاء الدين من سبات الفصول
المصباح العتيق ألقيته في قاع البحر ..
ما الذي رمى بك على شواطئي من جديد
ما الذي أتى بك
وأنا في زمن الأفول ..
كثير عليَّ هذا الدلال
كثير على امرأة ودعت أيلول قبل قليل .

سلامتك من الآه
وسلامة العيون من فرط الدموع
وسلامة الخدود من تجاعيد القهر والحزن
سلامتك من الآه مشفوعة بخالص الدعاء
وثق يا قلب
لو لم يبق من هذه الإبجدية إلا حرف واحد
أرسلته إليك
ورجوته أن يبقى معك أثناء الغياب
ليس بيدي البقاء
ولكني لا أطيق أيضاً الغياب
وما في يدي هو الدعاء
الدعاء لله أن يحفظك من كل مكروه
وسلامتك من الآه
سلامتك يا قلب من كل آه .

انكسار كبير في داخلي
لا شيء يصلح هذا الانكسار
منذ اخلتفنا أنا والشمس في آخر لقاء
قلت لها بعصبية واضحة
أكره الأجواء الحارقة
وأكره الأشعة المتسلطة
وأكره أن تكوني منتشرة في مسامات صباحي
وأكره تواجدك دون أن أستدعيك
هل هذا يغضب حقاً ..
فلماذا إذا ًغضبت الشمس ؟
ومع ذلك حين أراها تسترخي فوق سماء البحر
أشعر بالغيظ بعض الشيء
ولكني أبداً لا أفكر بدعوتها
لتسترخي فوق سمائي
قلت لكم منذ البداية بداخلي انكسار كبير
لن تصلحه أشعة الشمس
ولا تلك الأجواء الحارقة .

بيَّ شيء من ضياع
شيء من شتات
شيء من التيه
أبحث عن نفسي داخل نفسي
أين أجدها ؟
ذات يوم أقفلت عليها أحد الأبواب
لم أعد أدري أي باب ...
لم تعد أحاديث المرآة تجذبني
لأن المرآة تكذب أحياناً
تكذب حين تقول أنا لم أعد أنا
لكن أين أنا ؟
المرآة تكذب
فأنا هنا داخل أحد الأبواب الموصدة .
ربما ذات يوم أفتح الباب
وألتقي بأنا
ربما
وربما أملُّ سريعاً من البحث عن أنا
وأصدق المرآة
قد لا تكون كذبت المرآة
وأكون أنا قد ضعت داخل صندوق أنا .

لا تأتِ
لا تقل شيئاً
أحب صمتك هكذا !
لا شيء يوازي هذا الصمت ..
في الماضي كان حضورك بطل أيامي
وكان عبق الياسمين في حضورك هو إكسير الحياة
أما اليوم بعد أن فقدت الكلمات معانيها
وأصبحت الحياة بلا نكهة
وأصبح الفراغ وحده يُصَبُ ويدور في الأقداح
ما عاد يجدي حضورك
ولا عاد يفيد منك الكلام
أحب صمتك هكذا أفضل من أي كلام .