بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
غـابـريـيـل غـارسـيا ماركـيـز : أعـظـم الأدباء في الـقـرن العـشرين الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
غـابـريـيـل غـارسـيا ماركـيـز : أعـظـم الأدباء في الـقـرن العـشرين الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
غـابـريـيـل غـارسـيا ماركـيـز : أعـظـم الأدباء في الـقـرن العـشرين
الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
غـيـَّـبَ الـمـوت يوم الـخـميـس الماضي الروائي الكولومبي الـكـبيـر غابرييل غارسيا ماركيز في منزله بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي عن عـمر يناهز 87 عاما. ويعتبر غارسيا ماركيز من أعظم المؤلفين باللغة الإسبانية على مرَّ العصور. واشتهر المؤلف برواية "مئة عام من العـزلة". وكان لها تأثير هائل لدرجة أن صـحـيـفـة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت إنها "أشـهـر عمل أدبي، مـنـذ سـفـر الـتـكـويـن، ويجب على البشرية كلها قراءته". وحصل غارسيا ماركيز في عام 1982 على جائزة نوبل في الأدب.
عاش غارسيا ماركيز 30 عاما في المكسيك، لكنه لم يظهر في مناسبات علنية في السنوات القليلة الماضية إلا نادراً. ومنذ نحو عامين، أعلن أخوه الأصغـر جايمي لأول مرة أن غارسيا ماركيز "أصيب بالخرف" وأنه "توقف عن الكتابة".
ولد غابرييل خوسيه غارسيا ماركيز عام 1928 في بلدة أراكاتاكا، شمال كولومبيا. ونشأ برعاية أجداده، في طفولة وصفها لاحقاً في مذكراته الأولى Living to Tell the Tale "عشت لأروي" بأنها سبب كل أعماله. ومنحه جده، الناشط السياسي الليبرالي وبطل حربين أهليتين، وعـياً سياسياً منذ صغـره.
تعلم ماركيز من جـدته الحكايات الشـعـبـيـة والخـرافـية. وحـدَّثـتـه عن الأسلاف الموتى والأشباح والأرواح الراقـصة بأسلوب تجريدي تبناه لاحقا ًفي أعظم رواياته.
وبعد أن أتم دراسته الجامعـية عـمـل في الصحافة فـكـتـب في عـدة مجلات في قرطاجنة وغـيرها من المدن الكولومبية إلى أن اسـتـقـر في إحدى يوميات العاصمة بوغـوتا التي حقق فيها نجاحاً كبيراً ونال شهرة واسعة في بلاده ساعـدته في العـمـل كمراسل لهذه الصحيفة في أوروبا وخاصة في باريس. بعـد إغـلاق الصحيفة، لأسباب سياسية، ذهب إلى كراكاس في فـنزويلا، عام 1957، ليـعـمـل في صحافـتـها أيضاً.
في العام 1959 عـاد مـاركيز إلى بوغـوتا حيث ساهم في إنشاء "وكالة الأنباء الكوبية" في ظلّ الثورة الـفـتـيـة، وعـاش في كوبا لفترة من الزمن لينـتـقـل بعدها إلى المكسيك (1961) وشارك بفاعـلية في الحياة السياسية للقارة الأمريكية مسانداً الحركات المناهـضة للإمبريالية التي انتمى إليها منذ وقت طويل. في آب 1980، قـرَّر ماركيز مـغـادرة بلاده لكنه حافظ على علاقـتـه بها من خلال مقال أسبوعي ينشر في جريدة معروفة لتأخذه عـنها مجموعة من الصحف الأخرى.
ترافق نشاطه الصحفي مع نشاط أدبي تمثل في نشر قصصه القصيرة الأولى التي جـمـعـها فيما بعد ونشرها عام 1974 تحت عنوان "أوجو آزول" سـجـَّـل فيها بدء رحلة كاتب سيغـدو سـيـّد الفن الروائي في أمريكا اللاتينية، وسيصبح كل عمل له ظاهرة مهمة على الصعـيد الأدبي وحدثاً لا مثيل له في مجال النشر والتوزيع.
تـتـعـدد شخـصية غابرييل غـارسيا ماركيز بتعدد أماكن إقامته، فهو فـنان في منفاه في المكسيك يتنقـل بين حديقة منزله ومكتبه حيث الكتب والأوراق والموسيقى، وهو الكولومبي الذي يقيم شمال العاصمة بوغوتا ويسير محاطاً بكوكبة من الحراس الشخـصيين، وهو الإسباني المقيم في برشلونة كـبرجوازي كاتالوني يقطن في الأبنية الحديثة الفخمة، وهو أيضاً الهافاني السياسي جليس الجنرالات حيث يلتقي في فيلته زعـمـاء الثورة الكوبية وعـلى رأسهم فـيـدل كاسـتـرو، وهو كذلك الباريسي سريع التأثر بالبرد، وهو أخيراً، وخاصة، ابن ساحل الكارايبي الكولومبي العامر بالحياة والذي يجمع بين حرارة قرطاجنة وأريجها.
كتب ماركيز أولى رواياته في سن 23، متأثرا فيها بأعمال الروائي الأمريكي ويليام فولكنر، لكنها قوبلت بالكثير من الـنـقـد. وفي عام 1965، لاحت لماركيز فكرة كتابة أول فصول رواية "مائة عـام من العـزلة" أثناء قيادته في الطريق إلى مدينة "أكابولكو". فاستدار في الطريق وعاد إلى مـنـزله وعـزل نـفـسـه في غـرفـتـه، "مستهلكاً ست عـلـب من السجائر في اليوم". وخـرج من عـزلـتـه بعـد 18 شهرا، لـيـجـد عـائـلـتـه مدينة بـ 12 ألف دولار. ولحسن حـظه، كان قد كتب روايته الرائعة المكونة من 1300 صفحة. وبيعـت الطبعة الإسبانية الأولى من روايته خلال أسبوع. وعلى مدار الثلاثين عاما التالية، بـيـعـت أكثر من ثلاثين مليون نسخة من الرواية وتُرجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة.
وتُظهر أعماله، مثل "الجنرال في متاهته" و"خريف البطريرك"، حماسه السياسي المتزايد بعـد متابعته للعنف المتزايد في كولومبيا. ونُفى إلى أوروبا بعد كتابته مقالا وضع الحكومة الكولومبية في مأزق شديد. وعـنـدما نشر رواية مبنية على قـصص لما مـَرَّ به لاجئ من شيلي أثناء عـودته لبلاده، أحرقت حكومة الجـنـرال بـيـنـوشـيه 15 ألف نسخة منها. واستمر ماركيز في تقديم أعمال ذات ميول يسارية، وأصبح صديقا شخصيا للرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران والزعيم الكوبي فيدل كاسترو.
توطدت الصداقة بين ماركيز وكاسترو مع الايام بـفـعـل إهـتـمـام الاثـنـيـن بالأدب. ويقول غارسيا ماركيز أنه اكتشف على الفور ما لا يعرفه الا قـلـيـلون، وهو أن فـيدل كاسترو "قارئ نهم محـب ومتابع للادب الجيد في كل وقت" حتى في أصعب المراحل، وان الكتاب "لا يفارقه في أي وقت فراغ." وظل غارسيا ماركيز مواليا لكاسترو على الدوام حتى في تلك الاوقات التي كانت جموع المـثـقـفـيـن في مناطق واسعة من العالم تـنـتـقـد الثورة الكوبية بسبب قـضايا مثل الرقابة ومعاملة المفكرين والفنانين وأصحاب الرأي. بل ان الكاتب البيروفي ماريو فارجاس يصف ماركيز بأنه "واحد من حاشية الرئيس الكوبي."
وانخرط ماركيز في الـعـديد من المناظرات السياسية، أبرزها مع الكاتبة سوزان سونتاغ، بخصوص دفاعه عما رآه النقاد القمع المتزايد في كوبا. وتسبب ذلك في منعه من دخول الولايات المتحدة لبعض الوقت. ورُفع هذا الـمـنـع لاحقا، وتلقى ماركيز العلاج من مرض سرطان الغدد الليمفاوية في كاليفورنيا.
ورغم مضي 32 سنة على نيله جائزة نوبل للآداب، ما يزال اسم غابرييل غارسيا ماركيز بين الأسماء الأكثر شهرة في عالم الأدب.
وفي مـفـابـلـة مـطـولـة أجـرتـهـا مـعـه صـحيـفـة Die Zeit"دي تسـايت" الألمـانية قـبـل عـامـيـن يأقأول مـاركـيـز:"الكتابة عـندي مهمة سهلة، فأنا أكتب حين يكون في رأسي حكاية كاملة، وأبحث عن أسماء لكل أبطالي قبل أن أبدأ، بعـدها يتقدم كل شيء براحة ودون تـعـقـيـد. حين أضع نقطة النهاية أعـود للقصة وأتابع العمل فيها باحـثاً عن تبديلات وتعـديلات أحياناً في الإيقاع، وأخرى في اللغة، وثالثة في التركيب... وغيرها. فالتصحيح عمل لا ينتهي."
وبالنـسـبة للـمـشـكـلـة التي تواجـهـه في كـتـابة الـمـذكرات يـقـول أنـه وجـد حلاً للمشكلة يتمثل في "الكتابة كل يوم، وكتابتها تعـني التوقـف عن الكتابة الإبداعـية من أجل اـلـتـفرغ للمـذكرات، لذلك أقيم توازناً بين الطرفين."
ويـشـير مـاركيـز إلى أن طموحه هو أن يـؤلـف كتاباً "كل سـطـر فـيه يثير التساؤل والشك، كتاب لا يستطيع القارئ تركه رغـبة منه في معـرفة ما يقوله ليس في الـفـصل أو المقطع التالي، بل في السطر القادم."
وبالنـسـبـة لـروايـتـه "مئة عام من العـزلة" يـقـول : " ربما كنت ما أزال أكتب هـذه الـروايـة حتى الآن لو لم أجد لي مخرجاً من متاهـتي، فـقـد تـقـدمت في حكايتي مع شخصية "ميلكياد" التي تكتب تحت ضوء المصباح... لم أكن أعرف ماذا تكتب لكنني كنت أحـب رؤيتها واكتشفت في آخر صفحة أن هذه الشخـصية تكتب العـمل الذي أشرفـت على إنجازه، وكان من الضروري أن أسجل ذلك كي ينتهي كتابي وإلا لكان استمر طويلاً."
ويـركـد مـاركيـز أنَّ الـحـب هـو محرك أعماله، وبرهانه الوحيد، وأيديولوجيته الوحيدة. "عـنـدما نكتب نهتم كثيراً بالتعـليقات النـقـدية لأنها وحدها القادرة على اتهامنا. عـند حصولي على جائزة نوبل اتُهمت بأن أعمالي ينقـصـها الحب. لكنني أعـتـقـد أن الحب هو الخطاب الأساسي في كتبي."
يعـطي كتاب "Living to Tell the Tale" أكثر من فرصة لاكتشاف عالم الكاتب الكولومبي. فالكتاب الذي اعـتـمـد على خطب وكلمات قـدَّمها مـاركيـز في مناسبات مختلفة يقدم مفاتيح لفهم عالمه ورؤاه في أمور سياسية واجتماعـية وثقافـية لا تـنـفـصل في القراءة النهائية عن عالمه الإبداعي، كما تقدم خطاً بيانياً متصاعـداً للقضايا التي شغـلته طوال رحلة مع الكتابة بدأها وهو في عامه السابع عشر وتواصلت حتى عامه السابع والثمانين.
في الكتاب أحاديث كثيرة عن الهمّ العام ورؤى نافذة عن الكتابة لا تغـيب فـيها نبرة السخرية التي ميـَّزت صوت صاحبها في كل ما قـدَّم خارج حدود الرواية. فالشهرة التي نالها لا تعـني له أي شيء سوى المسؤولية، إذ يـعـتـقـد أن الاحـتـفـاء العام بأي كاتب هو "بداية لـلـتـحـنـيـط"، والكُتاب أصبحوا كتاباً، لا لأنهم أرادوا ذلك بمحـض إرادتهم، بل لأنهم "ابتلوا بمصيبة العجز عن أن يكونوا شيئاً آخر"، كما أنهم "لا يـسـتـحـقـون أي مكافأة على ما يـقـدمون أكثر مما يُـقـدَّم لإسكافي بعـد صنع حذاء"، مشيراً إلى أن الكتابة ربما تكون "المهنة الوحيدة التي كلما مورست ازدادت صعوبتها".
يسخر مـاركيـز كذلك من حـمى المؤتمرات الأدبية التي تزداد كلما احـتـدت الأزمة العالمية، لكنها عـنـده "ليست أكثر من تسلية صالونات"، إلا أن الوقت تأخر لمنعـها بعد أن باتت عادة لمحترفي الثقافة. ولا يتحدث مـاركيـز بـصيغة من يـقـدم الوصايا أو وصفات جاهزة للكتابة، بل يـُركز على خبرته الذاتية، فـتـأملاته هي أيضاً "إبنة الحـظ" بما في ذلك نصّ يقدمه لدارسي الصحافة التي يراها أفضل مهنة في العالم...
ولا ينسى ماركيز الإشارة إلى دور الشعـر في إثراء مخيلته، فــلـيـسـت الأسطورة وحـدها التي جعـلت لنصوصه سحـرها الخاص، فـبالإضافة إلى هـذه الميزة ظلَّ مـُصراً على بناء جملة سردية ذات نفس شعري لا يخيب. وفي النص الذي قُدم أمام الاكاديمية السويدية عـقـب فـوزه بجائزة نوبل عـام 1982 بعـنوان "الإحـتـفـاء بالشعـر" تتجلى هـذه القـدرة عـبـر إعـتـراف يـقـدمه ماركيز، مؤكداً أن الشعـر في النهاية هو "هـذه الطاقة السرّية للحياة اليومية التي تـسـلق الـحـُمـّص في المطبخ وتكرر الصور في المرايا". وفي الـنص أيضاً كشف عن الآباء الذين يدين لهم بالفضل وأبرزهم وليم فوكنر، كما يحـتـل الشاعر بابلو نيرودا مكانة خاصة.
وإضافة إلى الكتابة يـعـيـد ماركيز تأكيد اعـتـزازه بالانـتـمـاء إلى أمريـكا اللاتينية، التي تـخـتـلـط أخبارها بالأساطير. فـفي نص سياسي بامتياز بـعـنوان "عـزلة أميركا اللاتينية" (1982) يقدم كشفاً بالجرائم التي ارتكبت بحق قارته، من حكامها، وهو أمر دفع مواطني هذه القارة إلى "المقاومة بالحـيـلة أو بالخيال"، كما يؤكد في النص ذاته فكرة ارتكز عليها طويلاً ترتبط بمبدأ الـتـحـرُّر من وهم المركزية الغـربية، وكما يشير: "ليس من العـسير إدراك أن المواهـب الـعـقـلـيـة لهذا الجانب من العالم والمستغـرقة في التأمل في ثـقـافـتـها الخاصة، بقيت من دون أي منهـج صالح من أجل الـتـعـبـير عـنا، فـقـد كانوا يـقـيـسـوننا [يقصد مفكري الغرب] بالعـصا نفسها التي يـقـيـسون بها أنـفـسـهم، من دون تذكر أن مصائب الحياة لم تـوزَّع بالتساوي على الجميع ، وأن البحـث عـن هـوية هو أمرٌ شاقٌ ودمويٌ جداً بالنسبة الينا كما كان بالنسبة اليهم". ولا يكتفي ماركيز بذلك وإنما يدعـو أوروبا صراحة في النص ذاته إلى مراجعة سياستها في تلك المنطقة، فالتضامن مع أحلامنا "لن يـجـعـلـنا أقـل عـزلة ما لم تدعـم ذلك أفعال ذات سـنـد شرعـي للشعـوب التي تحلم بأن تكون لها حياة خاصَّة في مكانها من العالم".
ويؤكد مـاركيز أن العـنـف والألم المفرط الخاصَّين بتاريخ أمـتـه هما نتيجة الظلم والمرارة التي لا تحكى، وهي أمور جرت مقاومتها دائماً بالرغبة في الحياة، فـبـقـوة الحياة وعـبـر الأساطير وحدها أوجدت أميركا اللاتينية "يوتوبيا مـُضادة"، إذ أمكن خلق فرصة ثانية فوق الأرض. فـثـقـافة الحياة اليومية التي تملكها هذه القارة هي "إرث هائل سابق على كل مادة خام وثقافة مقاومة تعبر عن نفسها في مخابئ اللغة"، ويسميها ماركيز "ثقافة المخالفة والغموض" التي تمزق قميص الواقع وتصالح الفانتازيا والخيال وتبرهن أنه "لا يوجد مفهوم لا تتجاوزه الحياة عاجلاً أم آجلاً"، بما في ذلك السعي نحو التقدم، "فالثورة نفسها عمل ثقافي".
وبفضل هذه الثقة يعتقد ماركيز أن الأعـوام المـقـبـلـة ستحـرر طاقة قارته المبدعة لأنها "أول منتج للخيال في العالم". ويشدد ماركيز على الدورالفـريد الذي تـحـتـلـه المكسـيك في تـنمية مخـيـلـتـه وإثارة وعــيه بقضايا لم تكن تتاح له لو عاش في بلد آخر.
ويـصـر مـاركيـز على تمسكـه بصورة الكاتب الملتزم على الرغم من التحـولات الكثيرة التي أصابت مفهوم الالتزام سعـياً وراء التحرر من العـبء الأيديولوجي، لكن المسؤولية الأخلاقية لدى الكاتب تبقى أرقى من قـيود الأيديولوجيا.
وبـعــد ؛
لـقـد إســتـراح الـرجل ،
رحـل كـأيـقـونـة جـمـعـت بين الـوعـي الـسـيـاسـي والـخـيـال الـمـتـدفـق الـخـلاق.
أيـهـا الـكـولـومـبـي الـعـظـيـم ؛
ســلامـا!!
سـيـبـقـى مـقـعـدك شاغـراً!!
الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
غـيـَّـبَ الـمـوت يوم الـخـميـس الماضي الروائي الكولومبي الـكـبيـر غابرييل غارسيا ماركيز في منزله بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي عن عـمر يناهز 87 عاما. ويعتبر غارسيا ماركيز من أعظم المؤلفين باللغة الإسبانية على مرَّ العصور. واشتهر المؤلف برواية "مئة عام من العـزلة". وكان لها تأثير هائل لدرجة أن صـحـيـفـة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت إنها "أشـهـر عمل أدبي، مـنـذ سـفـر الـتـكـويـن، ويجب على البشرية كلها قراءته". وحصل غارسيا ماركيز في عام 1982 على جائزة نوبل في الأدب.
عاش غارسيا ماركيز 30 عاما في المكسيك، لكنه لم يظهر في مناسبات علنية في السنوات القليلة الماضية إلا نادراً. ومنذ نحو عامين، أعلن أخوه الأصغـر جايمي لأول مرة أن غارسيا ماركيز "أصيب بالخرف" وأنه "توقف عن الكتابة".
ولد غابرييل خوسيه غارسيا ماركيز عام 1928 في بلدة أراكاتاكا، شمال كولومبيا. ونشأ برعاية أجداده، في طفولة وصفها لاحقاً في مذكراته الأولى Living to Tell the Tale "عشت لأروي" بأنها سبب كل أعماله. ومنحه جده، الناشط السياسي الليبرالي وبطل حربين أهليتين، وعـياً سياسياً منذ صغـره.
تعلم ماركيز من جـدته الحكايات الشـعـبـيـة والخـرافـية. وحـدَّثـتـه عن الأسلاف الموتى والأشباح والأرواح الراقـصة بأسلوب تجريدي تبناه لاحقا ًفي أعظم رواياته.
وبعد أن أتم دراسته الجامعـية عـمـل في الصحافة فـكـتـب في عـدة مجلات في قرطاجنة وغـيرها من المدن الكولومبية إلى أن اسـتـقـر في إحدى يوميات العاصمة بوغـوتا التي حقق فيها نجاحاً كبيراً ونال شهرة واسعة في بلاده ساعـدته في العـمـل كمراسل لهذه الصحيفة في أوروبا وخاصة في باريس. بعـد إغـلاق الصحيفة، لأسباب سياسية، ذهب إلى كراكاس في فـنزويلا، عام 1957، ليـعـمـل في صحافـتـها أيضاً.
في العام 1959 عـاد مـاركيز إلى بوغـوتا حيث ساهم في إنشاء "وكالة الأنباء الكوبية" في ظلّ الثورة الـفـتـيـة، وعـاش في كوبا لفترة من الزمن لينـتـقـل بعدها إلى المكسيك (1961) وشارك بفاعـلية في الحياة السياسية للقارة الأمريكية مسانداً الحركات المناهـضة للإمبريالية التي انتمى إليها منذ وقت طويل. في آب 1980، قـرَّر ماركيز مـغـادرة بلاده لكنه حافظ على علاقـتـه بها من خلال مقال أسبوعي ينشر في جريدة معروفة لتأخذه عـنها مجموعة من الصحف الأخرى.
ترافق نشاطه الصحفي مع نشاط أدبي تمثل في نشر قصصه القصيرة الأولى التي جـمـعـها فيما بعد ونشرها عام 1974 تحت عنوان "أوجو آزول" سـجـَّـل فيها بدء رحلة كاتب سيغـدو سـيـّد الفن الروائي في أمريكا اللاتينية، وسيصبح كل عمل له ظاهرة مهمة على الصعـيد الأدبي وحدثاً لا مثيل له في مجال النشر والتوزيع.
تـتـعـدد شخـصية غابرييل غـارسيا ماركيز بتعدد أماكن إقامته، فهو فـنان في منفاه في المكسيك يتنقـل بين حديقة منزله ومكتبه حيث الكتب والأوراق والموسيقى، وهو الكولومبي الذي يقيم شمال العاصمة بوغوتا ويسير محاطاً بكوكبة من الحراس الشخـصيين، وهو الإسباني المقيم في برشلونة كـبرجوازي كاتالوني يقطن في الأبنية الحديثة الفخمة، وهو أيضاً الهافاني السياسي جليس الجنرالات حيث يلتقي في فيلته زعـمـاء الثورة الكوبية وعـلى رأسهم فـيـدل كاسـتـرو، وهو كذلك الباريسي سريع التأثر بالبرد، وهو أخيراً، وخاصة، ابن ساحل الكارايبي الكولومبي العامر بالحياة والذي يجمع بين حرارة قرطاجنة وأريجها.
كتب ماركيز أولى رواياته في سن 23، متأثرا فيها بأعمال الروائي الأمريكي ويليام فولكنر، لكنها قوبلت بالكثير من الـنـقـد. وفي عام 1965، لاحت لماركيز فكرة كتابة أول فصول رواية "مائة عـام من العـزلة" أثناء قيادته في الطريق إلى مدينة "أكابولكو". فاستدار في الطريق وعاد إلى مـنـزله وعـزل نـفـسـه في غـرفـتـه، "مستهلكاً ست عـلـب من السجائر في اليوم". وخـرج من عـزلـتـه بعـد 18 شهرا، لـيـجـد عـائـلـتـه مدينة بـ 12 ألف دولار. ولحسن حـظه، كان قد كتب روايته الرائعة المكونة من 1300 صفحة. وبيعـت الطبعة الإسبانية الأولى من روايته خلال أسبوع. وعلى مدار الثلاثين عاما التالية، بـيـعـت أكثر من ثلاثين مليون نسخة من الرواية وتُرجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة.
وتُظهر أعماله، مثل "الجنرال في متاهته" و"خريف البطريرك"، حماسه السياسي المتزايد بعـد متابعته للعنف المتزايد في كولومبيا. ونُفى إلى أوروبا بعد كتابته مقالا وضع الحكومة الكولومبية في مأزق شديد. وعـنـدما نشر رواية مبنية على قـصص لما مـَرَّ به لاجئ من شيلي أثناء عـودته لبلاده، أحرقت حكومة الجـنـرال بـيـنـوشـيه 15 ألف نسخة منها. واستمر ماركيز في تقديم أعمال ذات ميول يسارية، وأصبح صديقا شخصيا للرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران والزعيم الكوبي فيدل كاسترو.
توطدت الصداقة بين ماركيز وكاسترو مع الايام بـفـعـل إهـتـمـام الاثـنـيـن بالأدب. ويقول غارسيا ماركيز أنه اكتشف على الفور ما لا يعرفه الا قـلـيـلون، وهو أن فـيدل كاسترو "قارئ نهم محـب ومتابع للادب الجيد في كل وقت" حتى في أصعب المراحل، وان الكتاب "لا يفارقه في أي وقت فراغ." وظل غارسيا ماركيز مواليا لكاسترو على الدوام حتى في تلك الاوقات التي كانت جموع المـثـقـفـيـن في مناطق واسعة من العالم تـنـتـقـد الثورة الكوبية بسبب قـضايا مثل الرقابة ومعاملة المفكرين والفنانين وأصحاب الرأي. بل ان الكاتب البيروفي ماريو فارجاس يصف ماركيز بأنه "واحد من حاشية الرئيس الكوبي."
وانخرط ماركيز في الـعـديد من المناظرات السياسية، أبرزها مع الكاتبة سوزان سونتاغ، بخصوص دفاعه عما رآه النقاد القمع المتزايد في كوبا. وتسبب ذلك في منعه من دخول الولايات المتحدة لبعض الوقت. ورُفع هذا الـمـنـع لاحقا، وتلقى ماركيز العلاج من مرض سرطان الغدد الليمفاوية في كاليفورنيا.
ورغم مضي 32 سنة على نيله جائزة نوبل للآداب، ما يزال اسم غابرييل غارسيا ماركيز بين الأسماء الأكثر شهرة في عالم الأدب.
وفي مـفـابـلـة مـطـولـة أجـرتـهـا مـعـه صـحيـفـة Die Zeit"دي تسـايت" الألمـانية قـبـل عـامـيـن يأقأول مـاركـيـز:"الكتابة عـندي مهمة سهلة، فأنا أكتب حين يكون في رأسي حكاية كاملة، وأبحث عن أسماء لكل أبطالي قبل أن أبدأ، بعـدها يتقدم كل شيء براحة ودون تـعـقـيـد. حين أضع نقطة النهاية أعـود للقصة وأتابع العمل فيها باحـثاً عن تبديلات وتعـديلات أحياناً في الإيقاع، وأخرى في اللغة، وثالثة في التركيب... وغيرها. فالتصحيح عمل لا ينتهي."
وبالنـسـبة للـمـشـكـلـة التي تواجـهـه في كـتـابة الـمـذكرات يـقـول أنـه وجـد حلاً للمشكلة يتمثل في "الكتابة كل يوم، وكتابتها تعـني التوقـف عن الكتابة الإبداعـية من أجل اـلـتـفرغ للمـذكرات، لذلك أقيم توازناً بين الطرفين."
ويـشـير مـاركيـز إلى أن طموحه هو أن يـؤلـف كتاباً "كل سـطـر فـيه يثير التساؤل والشك، كتاب لا يستطيع القارئ تركه رغـبة منه في معـرفة ما يقوله ليس في الـفـصل أو المقطع التالي، بل في السطر القادم."
وبالنـسـبـة لـروايـتـه "مئة عام من العـزلة" يـقـول : " ربما كنت ما أزال أكتب هـذه الـروايـة حتى الآن لو لم أجد لي مخرجاً من متاهـتي، فـقـد تـقـدمت في حكايتي مع شخصية "ميلكياد" التي تكتب تحت ضوء المصباح... لم أكن أعرف ماذا تكتب لكنني كنت أحـب رؤيتها واكتشفت في آخر صفحة أن هذه الشخـصية تكتب العـمل الذي أشرفـت على إنجازه، وكان من الضروري أن أسجل ذلك كي ينتهي كتابي وإلا لكان استمر طويلاً."
ويـركـد مـاركيـز أنَّ الـحـب هـو محرك أعماله، وبرهانه الوحيد، وأيديولوجيته الوحيدة. "عـنـدما نكتب نهتم كثيراً بالتعـليقات النـقـدية لأنها وحدها القادرة على اتهامنا. عـند حصولي على جائزة نوبل اتُهمت بأن أعمالي ينقـصـها الحب. لكنني أعـتـقـد أن الحب هو الخطاب الأساسي في كتبي."
يعـطي كتاب "Living to Tell the Tale" أكثر من فرصة لاكتشاف عالم الكاتب الكولومبي. فالكتاب الذي اعـتـمـد على خطب وكلمات قـدَّمها مـاركيـز في مناسبات مختلفة يقدم مفاتيح لفهم عالمه ورؤاه في أمور سياسية واجتماعـية وثقافـية لا تـنـفـصل في القراءة النهائية عن عالمه الإبداعي، كما تقدم خطاً بيانياً متصاعـداً للقضايا التي شغـلته طوال رحلة مع الكتابة بدأها وهو في عامه السابع عشر وتواصلت حتى عامه السابع والثمانين.
في الكتاب أحاديث كثيرة عن الهمّ العام ورؤى نافذة عن الكتابة لا تغـيب فـيها نبرة السخرية التي ميـَّزت صوت صاحبها في كل ما قـدَّم خارج حدود الرواية. فالشهرة التي نالها لا تعـني له أي شيء سوى المسؤولية، إذ يـعـتـقـد أن الاحـتـفـاء العام بأي كاتب هو "بداية لـلـتـحـنـيـط"، والكُتاب أصبحوا كتاباً، لا لأنهم أرادوا ذلك بمحـض إرادتهم، بل لأنهم "ابتلوا بمصيبة العجز عن أن يكونوا شيئاً آخر"، كما أنهم "لا يـسـتـحـقـون أي مكافأة على ما يـقـدمون أكثر مما يُـقـدَّم لإسكافي بعـد صنع حذاء"، مشيراً إلى أن الكتابة ربما تكون "المهنة الوحيدة التي كلما مورست ازدادت صعوبتها".
يسخر مـاركيـز كذلك من حـمى المؤتمرات الأدبية التي تزداد كلما احـتـدت الأزمة العالمية، لكنها عـنـده "ليست أكثر من تسلية صالونات"، إلا أن الوقت تأخر لمنعـها بعد أن باتت عادة لمحترفي الثقافة. ولا يتحدث مـاركيـز بـصيغة من يـقـدم الوصايا أو وصفات جاهزة للكتابة، بل يـُركز على خبرته الذاتية، فـتـأملاته هي أيضاً "إبنة الحـظ" بما في ذلك نصّ يقدمه لدارسي الصحافة التي يراها أفضل مهنة في العالم...
ولا ينسى ماركيز الإشارة إلى دور الشعـر في إثراء مخيلته، فــلـيـسـت الأسطورة وحـدها التي جعـلت لنصوصه سحـرها الخاص، فـبالإضافة إلى هـذه الميزة ظلَّ مـُصراً على بناء جملة سردية ذات نفس شعري لا يخيب. وفي النص الذي قُدم أمام الاكاديمية السويدية عـقـب فـوزه بجائزة نوبل عـام 1982 بعـنوان "الإحـتـفـاء بالشعـر" تتجلى هـذه القـدرة عـبـر إعـتـراف يـقـدمه ماركيز، مؤكداً أن الشعـر في النهاية هو "هـذه الطاقة السرّية للحياة اليومية التي تـسـلق الـحـُمـّص في المطبخ وتكرر الصور في المرايا". وفي الـنص أيضاً كشف عن الآباء الذين يدين لهم بالفضل وأبرزهم وليم فوكنر، كما يحـتـل الشاعر بابلو نيرودا مكانة خاصة.
وإضافة إلى الكتابة يـعـيـد ماركيز تأكيد اعـتـزازه بالانـتـمـاء إلى أمريـكا اللاتينية، التي تـخـتـلـط أخبارها بالأساطير. فـفي نص سياسي بامتياز بـعـنوان "عـزلة أميركا اللاتينية" (1982) يقدم كشفاً بالجرائم التي ارتكبت بحق قارته، من حكامها، وهو أمر دفع مواطني هذه القارة إلى "المقاومة بالحـيـلة أو بالخيال"، كما يؤكد في النص ذاته فكرة ارتكز عليها طويلاً ترتبط بمبدأ الـتـحـرُّر من وهم المركزية الغـربية، وكما يشير: "ليس من العـسير إدراك أن المواهـب الـعـقـلـيـة لهذا الجانب من العالم والمستغـرقة في التأمل في ثـقـافـتـها الخاصة، بقيت من دون أي منهـج صالح من أجل الـتـعـبـير عـنا، فـقـد كانوا يـقـيـسـوننا [يقصد مفكري الغرب] بالعـصا نفسها التي يـقـيـسون بها أنـفـسـهم، من دون تذكر أن مصائب الحياة لم تـوزَّع بالتساوي على الجميع ، وأن البحـث عـن هـوية هو أمرٌ شاقٌ ودمويٌ جداً بالنسبة الينا كما كان بالنسبة اليهم". ولا يكتفي ماركيز بذلك وإنما يدعـو أوروبا صراحة في النص ذاته إلى مراجعة سياستها في تلك المنطقة، فالتضامن مع أحلامنا "لن يـجـعـلـنا أقـل عـزلة ما لم تدعـم ذلك أفعال ذات سـنـد شرعـي للشعـوب التي تحلم بأن تكون لها حياة خاصَّة في مكانها من العالم".
ويؤكد مـاركيز أن العـنـف والألم المفرط الخاصَّين بتاريخ أمـتـه هما نتيجة الظلم والمرارة التي لا تحكى، وهي أمور جرت مقاومتها دائماً بالرغبة في الحياة، فـبـقـوة الحياة وعـبـر الأساطير وحدها أوجدت أميركا اللاتينية "يوتوبيا مـُضادة"، إذ أمكن خلق فرصة ثانية فوق الأرض. فـثـقـافة الحياة اليومية التي تملكها هذه القارة هي "إرث هائل سابق على كل مادة خام وثقافة مقاومة تعبر عن نفسها في مخابئ اللغة"، ويسميها ماركيز "ثقافة المخالفة والغموض" التي تمزق قميص الواقع وتصالح الفانتازيا والخيال وتبرهن أنه "لا يوجد مفهوم لا تتجاوزه الحياة عاجلاً أم آجلاً"، بما في ذلك السعي نحو التقدم، "فالثورة نفسها عمل ثقافي".
وبفضل هذه الثقة يعتقد ماركيز أن الأعـوام المـقـبـلـة ستحـرر طاقة قارته المبدعة لأنها "أول منتج للخيال في العالم". ويشدد ماركيز على الدورالفـريد الذي تـحـتـلـه المكسـيك في تـنمية مخـيـلـتـه وإثارة وعــيه بقضايا لم تكن تتاح له لو عاش في بلد آخر.
ويـصـر مـاركيـز على تمسكـه بصورة الكاتب الملتزم على الرغم من التحـولات الكثيرة التي أصابت مفهوم الالتزام سعـياً وراء التحرر من العـبء الأيديولوجي، لكن المسؤولية الأخلاقية لدى الكاتب تبقى أرقى من قـيود الأيديولوجيا.
وبـعــد ؛
لـقـد إســتـراح الـرجل ،
رحـل كـأيـقـونـة جـمـعـت بين الـوعـي الـسـيـاسـي والـخـيـال الـمـتـدفـق الـخـلاق.
أيـهـا الـكـولـومـبـي الـعـظـيـم ؛
ســلامـا!!
سـيـبـقـى مـقـعـدك شاغـراً!!
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: غـابـريـيـل غـارسـيا ماركـيـز : أعـظـم الأدباء في الـقـرن العـشرين الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسين
أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور العزيز عبد القادر حسين ياسين على هذه المقالة الهامة جداً ..
من منا لم يسمع بماركيز ؟
ولكن من منا يعرف عنه كل هذا ؟
عرفت ماركيز من رواية الحب في زمن الكوليرا
ويصادف أنني كنت أقرأ له قبل وفاته بأيام ليس لدى الكولونيل من يكاتبه
طبعا قراءة الأعمال المترجمة تفيد ولكنها ليس كقراءة النص الأصلي لذلك أنا أقف عند كل صفحة وأقول أنا متأكدة أن الوضع سيكون أفضل بكثير عند قراءة الرواية الأصلية وليست الترجمة ومع ذلك فماركيز أشهر من نار على علم ولكن مع ذلك اكتشفنا أننا لا نعرف عنه إلا النزر اليسير ..
أكرر شكري مرة ثانية لك د. عبد القادر وأدامك الله .
من منا لم يسمع بماركيز ؟
ولكن من منا يعرف عنه كل هذا ؟
عرفت ماركيز من رواية الحب في زمن الكوليرا
ويصادف أنني كنت أقرأ له قبل وفاته بأيام ليس لدى الكولونيل من يكاتبه
طبعا قراءة الأعمال المترجمة تفيد ولكنها ليس كقراءة النص الأصلي لذلك أنا أقف عند كل صفحة وأقول أنا متأكدة أن الوضع سيكون أفضل بكثير عند قراءة الرواية الأصلية وليست الترجمة ومع ذلك فماركيز أشهر من نار على علم ولكن مع ذلك اكتشفنا أننا لا نعرف عنه إلا النزر اليسير ..
أكرر شكري مرة ثانية لك د. عبد القادر وأدامك الله .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مواضيع مماثلة
» الـغـرق في لـُجـَّـة التخـلـف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـيـن
» الحُـزن في الغـُربة... وأشـياء أخـرى!! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
» النمطيات الغـربية عـن الاسلام والمسلمين / الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» الـبـُنـيـَة الـداخـلـيـة لـثـقــافـة الخَــوف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
» بأي معـيار يـتـم اخـتـيـار الـفـائـزيـن بـجائزة نوبل ؟! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» الحُـزن في الغـُربة... وأشـياء أخـرى!! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
» النمطيات الغـربية عـن الاسلام والمسلمين / الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
» الـبـُنـيـَة الـداخـلـيـة لـثـقــافـة الخَــوف الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين يـاسـين
» بأي معـيار يـتـم اخـتـيـار الـفـائـزيـن بـجائزة نوبل ؟! الـدكـتـور عـبـد الـقـادر حـسـين ياسـين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 11:30 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة