بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
رسائل من قلب الحصار
صفحة 1 من اصل 1
رسائل من قلب الحصار
رسائل من قلب الحصار
رسالته
لا رسائل اليوم أيضاًً .
مضت أيام وأيام لم تصلني منكِ رسالة ، حصار من السماء ، حصار من الأرض وحصار القلب أقسى من أي حصار .
ليلة الأمس جلست وحيداًً أسامر الشمعة ، استرسلت العبرات على وجنتيَّ كما استرسلت عبراتها الذابلة ، أخذت أقرأ لها رسائلكِِ السابقة وأتصفح معها ألبوم ذكرياتنا .
تذكرتُ أيامي الأولى معك حين أخذتُ أناجي الشمعة وأبثها قلقي ليلة جافاني النوم ودب فيَّ وخز الأرق فجلستُ بقربها أشكو لها حالي
وأسألها : هل ستحبني .. وإن بحت لها بمكنون صدري ودفء مشاعري هل ستقبلني ؟
هي امرأة حزينة وقلبها موصد منذ زمن بعيد ، وأنا في كل يوم يزداد خوفي وتتسع لدي رقعة الأرق ، لم تجبني الشمعة يومها ولكننا تبادلنا ذرف الدموع .
بث الفجر خيوطه الأولى وكنتِ لي .. فرحتِ أنت ِ بهذا الحب ولكنك كنتِ متخوفة وكثيرة الشكوك وكلما حاولتُ تبديد هذه الشكوك ليعود الصفاء إلى سمائك وأنعم معك بلحظات من الحب كنت تتقلبين كأوراق أيلول الخضراء المائلة إلى الاصفرار ولكنني لم أكن أتخيل في حينها أنك ستقعين ، لم أتخيل أن رياح الخريف ستحملك بعيداً عني وأبقى وحدي أجرُّ أذيال الخريف .
لم أيأس منك ولم أكلُّ أو أملُّ من بثك حبي ولم تفتر مشاعري يوماً ولكنه قلبك كان موصداً .
اليوم وفي هذا الجو الخانق أرسلتُ إليك أنفاسي على أمل أن تحتضنيها ، تضميها إلى صدرك كما كنتِ تفعلين حين كانت تنتابك نوبات العشق المجنونة التي سحرتني بك وأفقدتني لبي وصرت أسير خلفكِ كالتائه وأنتِ أنتِ بوصلتي .
لكنها عادت إليَّ خائبة الرجاء .. باردة الأوصال
حين ركضَتْ خلف إثركِ فلم تجدكِ .
أعلم أنك محاصرة مثلي وأعلم أن الحنين يقفز بين ضلوعك ولواعج الفراق تدمي فؤادك وأنك في ظل هذا الحصار لن تقوين على بثي أنفاسك الملتهبة .. لكنّي أحتاج الآن إجابة .. إلى متى سأبقى أذوب كالشمعة في حبك .. إلى متى ؟ أرجوك اخترقي الحصار واكتبي لي ، أرسلي لي بضع حروف مبعثرة وأنا ألملمها في كفي ، أرويها بدمعي ، أدثرها بأنفاسي وأسكنها حجرات قلبي الموصدة في وجه أعتى أنواع الحصار .
الرد
من قال بأنني لم أحاول خرق الحصار ؟
من قال بأننني لم أحاول بثك أنفاسي المتعبة والتائهة في أفق هذا الحصار الضبابي ؟
لكنهم حاصروا أنفاسي وصادروا حروفي وأبقوني في خانة الممنوع من الصرف .
في كل ليلة أحمل شمعة حزينة .. أذرع بها تلك الطرقات التي كانت تجمعنا .. أجوبها مراراً ، أبحث فيها عن خيال لك منسي على أحد الجدران ، أفتش فيها عن ظل خطوات لك تأخرت في عودتها ذات مساء ، أقود شمعة هزيلة تدلني على شرفة نافذة أتلصص منها على بريق عينيك وبحة همسك ومن ثم أعود أدراجي كل ليلة خالية الوفاض إلا من شمعة ذاب عمرها وهي ترافقني في اقتفاء أثرك .
لم أجد أمامي سوى أيلول ..
ألم نطفىء شموع أيلول بالأمس ونودعه حتى الباب ؟
كيف عاد .. لماذا عاد أيلول سريعاً هذا العام ؟
سألت حكيمة البلدة : ولماذا أيلول بالذات ؟
قالت : هي مشيئة الله .
قلت : ولكن ألا يجوز أن يأتي أيلول عاماً ويغيب أعواماً ؟
ضحكت بخبث وقالت : أيلول يأتي مرة كل عام.
ولكنه أتى هذا العام مرتين ! مرتين أتى هذا العام .
بالأمس كنت أستلقي في حضن القمر تداعبني أنواره ، يناجيني طيفك ويطول بي السهر،
لكنهم اليوم صلبوا القمر خلف الجدار وأطبقوا على أنواره فكيِّ الحصار .
وضوء الشمعة بات يخيفني في ظلمة الليل .. يخيل إلي أن طيفك الملائكي أصبح شبحاً طويلاً يلاحق ذيل ليلي .. يبرز لي أنيابه .. وعيناه يقدح منها الشرر .. أحاول أن أفرَّ من قبضته .. لكن ...
لا .. لا تقلها .. أنا لم أخدعك .. لم أخدع أحداً ..
كثيرة الشك أنا .. نعم .. لكنني لم أخدعك ..
لم أرسل حروفي .. نعم .. لكني لم أخدعك .
هو الحصار ..
هو الحصار ..
وأنا وأنتَ وهذا القمر الحزين نرزح تحت نيرهذا الحصار .
رسالته
لا رسائل اليوم أيضاًً .
مضت أيام وأيام لم تصلني منكِ رسالة ، حصار من السماء ، حصار من الأرض وحصار القلب أقسى من أي حصار .
ليلة الأمس جلست وحيداًً أسامر الشمعة ، استرسلت العبرات على وجنتيَّ كما استرسلت عبراتها الذابلة ، أخذت أقرأ لها رسائلكِِ السابقة وأتصفح معها ألبوم ذكرياتنا .
تذكرتُ أيامي الأولى معك حين أخذتُ أناجي الشمعة وأبثها قلقي ليلة جافاني النوم ودب فيَّ وخز الأرق فجلستُ بقربها أشكو لها حالي
وأسألها : هل ستحبني .. وإن بحت لها بمكنون صدري ودفء مشاعري هل ستقبلني ؟
هي امرأة حزينة وقلبها موصد منذ زمن بعيد ، وأنا في كل يوم يزداد خوفي وتتسع لدي رقعة الأرق ، لم تجبني الشمعة يومها ولكننا تبادلنا ذرف الدموع .
بث الفجر خيوطه الأولى وكنتِ لي .. فرحتِ أنت ِ بهذا الحب ولكنك كنتِ متخوفة وكثيرة الشكوك وكلما حاولتُ تبديد هذه الشكوك ليعود الصفاء إلى سمائك وأنعم معك بلحظات من الحب كنت تتقلبين كأوراق أيلول الخضراء المائلة إلى الاصفرار ولكنني لم أكن أتخيل في حينها أنك ستقعين ، لم أتخيل أن رياح الخريف ستحملك بعيداً عني وأبقى وحدي أجرُّ أذيال الخريف .
لم أيأس منك ولم أكلُّ أو أملُّ من بثك حبي ولم تفتر مشاعري يوماً ولكنه قلبك كان موصداً .
اليوم وفي هذا الجو الخانق أرسلتُ إليك أنفاسي على أمل أن تحتضنيها ، تضميها إلى صدرك كما كنتِ تفعلين حين كانت تنتابك نوبات العشق المجنونة التي سحرتني بك وأفقدتني لبي وصرت أسير خلفكِ كالتائه وأنتِ أنتِ بوصلتي .
لكنها عادت إليَّ خائبة الرجاء .. باردة الأوصال
حين ركضَتْ خلف إثركِ فلم تجدكِ .
أعلم أنك محاصرة مثلي وأعلم أن الحنين يقفز بين ضلوعك ولواعج الفراق تدمي فؤادك وأنك في ظل هذا الحصار لن تقوين على بثي أنفاسك الملتهبة .. لكنّي أحتاج الآن إجابة .. إلى متى سأبقى أذوب كالشمعة في حبك .. إلى متى ؟ أرجوك اخترقي الحصار واكتبي لي ، أرسلي لي بضع حروف مبعثرة وأنا ألملمها في كفي ، أرويها بدمعي ، أدثرها بأنفاسي وأسكنها حجرات قلبي الموصدة في وجه أعتى أنواع الحصار .
الرد
من قال بأنني لم أحاول خرق الحصار ؟
من قال بأننني لم أحاول بثك أنفاسي المتعبة والتائهة في أفق هذا الحصار الضبابي ؟
لكنهم حاصروا أنفاسي وصادروا حروفي وأبقوني في خانة الممنوع من الصرف .
في كل ليلة أحمل شمعة حزينة .. أذرع بها تلك الطرقات التي كانت تجمعنا .. أجوبها مراراً ، أبحث فيها عن خيال لك منسي على أحد الجدران ، أفتش فيها عن ظل خطوات لك تأخرت في عودتها ذات مساء ، أقود شمعة هزيلة تدلني على شرفة نافذة أتلصص منها على بريق عينيك وبحة همسك ومن ثم أعود أدراجي كل ليلة خالية الوفاض إلا من شمعة ذاب عمرها وهي ترافقني في اقتفاء أثرك .
لم أجد أمامي سوى أيلول ..
ألم نطفىء شموع أيلول بالأمس ونودعه حتى الباب ؟
كيف عاد .. لماذا عاد أيلول سريعاً هذا العام ؟
سألت حكيمة البلدة : ولماذا أيلول بالذات ؟
قالت : هي مشيئة الله .
قلت : ولكن ألا يجوز أن يأتي أيلول عاماً ويغيب أعواماً ؟
ضحكت بخبث وقالت : أيلول يأتي مرة كل عام.
ولكنه أتى هذا العام مرتين ! مرتين أتى هذا العام .
بالأمس كنت أستلقي في حضن القمر تداعبني أنواره ، يناجيني طيفك ويطول بي السهر،
لكنهم اليوم صلبوا القمر خلف الجدار وأطبقوا على أنواره فكيِّ الحصار .
وضوء الشمعة بات يخيفني في ظلمة الليل .. يخيل إلي أن طيفك الملائكي أصبح شبحاً طويلاً يلاحق ذيل ليلي .. يبرز لي أنيابه .. وعيناه يقدح منها الشرر .. أحاول أن أفرَّ من قبضته .. لكن ...
لا .. لا تقلها .. أنا لم أخدعك .. لم أخدع أحداً ..
كثيرة الشك أنا .. نعم .. لكنني لم أخدعك ..
لم أرسل حروفي .. نعم .. لكني لم أخدعك .
هو الحصار ..
هو الحصار ..
وأنا وأنتَ وهذا القمر الحزين نرزح تحت نيرهذا الحصار .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال