منتدى عصفورة الشجن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

من أنا ؟


حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية


المواضيع الأخيرة
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
حب رغم الحصار Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي

» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
حب رغم الحصار Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي

» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
حب رغم الحصار Emptyالخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي

» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
حب رغم الحصار Emptyالخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي

» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
حب رغم الحصار Emptyالأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي

» عيد ميلاد ابنتي دينا
حب رغم الحصار Emptyالثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي

» رسائل إلى أمي
حب رغم الحصار Emptyالسبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي

» رسائل في الهواء
حب رغم الحصار Emptyالسبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي

» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
حب رغم الحصار Emptyالخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة

» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
حب رغم الحصار Emptyالسبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد

» سلسلة حلقات جاهلية .
حب رغم الحصار Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي

» لمن يهمه الأمر
حب رغم الحصار Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي

» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
حب رغم الحصار Emptyالسبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة

» شجرة التين بقلم نور دكرلي
حب رغم الحصار Emptyالسبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة

» عيد ميلاد سعيد يا فرح
حب رغم الحصار Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي

» مطر أسود
حب رغم الحصار Emptyالإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي

»  بـــ أحس الآن ــــــــ
حب رغم الحصار Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد

» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
حب رغم الحصار Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد

» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
حب رغم الحصار Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة

» ثورة صامتة
حب رغم الحصار Emptyالإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم

» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
حب رغم الحصار Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري

» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
حب رغم الحصار Emptyالإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي

» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
حب رغم الحصار Emptyالأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي

» ليلاي ومعتصمها
حب رغم الحصار Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة

» غزلك حلو
حب رغم الحصار Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


حب رغم الحصار

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

حب رغم الحصار Empty حب رغم الحصار

مُساهمة من طرف سوزان خليل الخميس 11 مارس 2010 - 13:03

حب رغم الحصار بقلم: سوزان خليل عبدالله

2006-09-21


كان يوم الأحد الساعة السادسة صباحا عندما كانت الشمس تشرق لتبدأ بيت لحم يوم جديد لا يختلف عما قبله والأرجح أنه لن يختلف عن الذي بعده فالدبابات تحاصر المنطقة من كل حدب وصوب وحظر التجول الذي اعتاد عليه السكان مازال ساري المفعول ومناظر الدمار متوافرة في كل الأوقات وفي كل الأماكن بل أن مناظر التعذيب والدمار باتت جزءا لا يتجزأ من حياة أهالي هذه المدينة .الساعة الأن الخامسة والنصف صباحا وكل شيء هاديء والأمور تسري على مايرام وكان من المفترض أن يكون اليوم كغيره من الأيام لولا أن أمر طارىء قد حدث.

الساعة الآن السادسة صباحا وقد استلمت عائلة (حداد )النبأ وحدث ما لم يكن في الحسبان فقد استلمت عائلة حداد نبأ خروج زياد من السجن هو شاب مسيحي كان قد انهى دراسة الطب في إحدى الجامعات الداخلية اعتقلته قوات الاحتلال دون أي سبب يذكر سوى أن أحد أقربائه يعمل ضد قوات الاحتلال وأنه دائم المشاركة في المظاهرات و عائلة (الحداد) هي عائلة مسيحية ثرية من بيت لحم كان يفترض أن زياد زوجا لواحدة من بناتها وهي سيرين بنفس تاريخ اليوم ولكن قبل خمس سنوات لولا أن قوات الإحتلال اعتقلته ليلة زفافه قبل عقد القران.

ذهلت سيرين بهذا النبأ وأحست بأن قلبها بدأ يخفق الان بعد خمس سنوات من الانتظار المرير وأحست بأن اليوم هو ولادة جديدة لها وهو بداية لعمر أخر ولصفحة جديدة من حياتها وبعد تشتت طويل لأفكارها استجمعت سيرين قواها ولكن شبح الماضي الذي خيم عليها أحيا فيها ذاكرة زواجها الذي كان يفترض أن يكون اليوم ولكن قبل خمس سنوات واعتقدت أن هذه إشارة من الله لمحو ذاكرة الماضي من حياتها ولكي تبني حياتها مجددا على ركام الماضي وفي هذا اليوم فما كان منها إلا أن تخبر أمها برغبتها هذه بالزواج اليوم وليس أي وقت اخر .

ذهلت الام فور سماعها بهذا القرار الذي لم يكن المتوقع بمثل هذه الحالة فما كان من سيرين إلا تهديد والدتها بالإنتحار إذا لم يتحقق حلمها اليوم ولأن سيرين مريضة وصحتها ليست جيدة حاولت الأم وبعد شجار عنيف استيقظت بقية الفتيات على صوته إقناع سيرين بأن هذه الخطوة مجنونة وسوف لن يقبل أحد بها ولن تجلب لها سوى ما لاتحب أن تسمعه من الكلام اقتنعت شقيقات سيرين بهذا الكلام وحاولوا إقناعها فشعرت سيرين بأن الجميع ضدها فما كان منها إلا وأن تهم بإحضار مسدس أبيها الذي كان يعمل شرطي وتصويبه على قلبها إذا لم يتحقق ما تريد وبالفعل حاولت الأم تهدئة ابنتها وبعد محاولة إقناع و تهدئة طويلة رضخت الأم لكلام ابنتها وتنفيذ مطالبها وباشرت سيرين وأخواتها ووالدتها بالتجهيز للعرس ودعوة المعازيم عن طريق التلفون وإخبار أهل العريس بهذا النبأ غير المتوقع فما كان من أهل العريس غير الرفض القاطع لهذه الخطوة المجنونة وقد صادف في تلك اللحظات وجود صديق العريس وهو فادي الذي اعترض وحاول إقناعهم بالفكرة فما كان منه أن يعمل بعد رفضهم القاطع للفكرة سوى الذهاب لمحامي العريس ليحاول بكل ما أوتي من قوة الذهاب للعريس وإخباره بالموضوع وإقناع العريس لكي يقبل أهله الفكرة ولكن المشكلة تكمن في الوقت فالساعة الآن الثامنة صباحا والعريس سيخرج الساعة الثالثة مساء والطريق إلى منزل المحامي تأخذ نصف الساعة ولكن مع الحواجز قد تأخذ ساعة ونصف لم يستطع فادي وهو صديق العريس إلا الذهاب والمغامرة فبعد إتصال سبع مرات بالمحامي والهاتف مغلق كان لابد من الذهاب والمحاولة .

وصل فادي إلى بيت المحامي في تمام الساعة الحادية عشر وسأل عنه ولكن زوجة المحامي أخبرته بأن المحامي في قاعة المحكمة من الساعة التاسعة وأنه سيعود في حوالي الساعة الثانية ظهرا .فغادر فادي واتصل مع سيرين وأخبرها أن أحمد موافق على الفكرة وأنه سيقنع أهله بالفكرة وأن كل ما عليها فعله هو المواصلة في تجهيز نفسها على شرط أن لا تتصل بأهل العريس وتخبرهم .

كانت الساعة قد أصبحت الآن الثانية عشر وقد كان فادي في طريقه إلى المنزل عندما سمع بحظر التجول الذي فرضته قوات الإحتلال لمدة ثلاث ساعات وينتهي في تمام الساعة الثالثة .

أخبرت سيرين أهلها بأن أهل العريس قد وافقوا على الفكرة وانهم قد اتصلوا بها واعتذروا وقد شهدت على كلامها شقيقاتها الأربع!!ولكن هناك مشكلة فبينما كانت الأم تفكر في الذي تقوله ابنتها كان قد سمع والدها خبر حظر التجول.

في هذه الأوقات وعندما كان أهل العريس في طريقهم لإحضار العريس وكانوا خارج المنطقة المحظور فيها التجوال كان فادي قد اتصل بأخت العريس وحاول إقناعها بالشروع في الإتصال بالمدعويين ولكنها رفضت .فاتصل بأحد أصدقائه وأخبره بالذي حصل وطلب منه أن يذهب بكل حذر إلى منزل صديقهم أحمد على أنه قد علم بأمر خروج أحمد من السجن وقد ذهب للسلام عليه وبينما هو هناك يسرق دفتر الهاتف ويتصل مع أقارب زياد ويدعوهم للعرس اعترض خالد على هذه الفكرة المجنونة على حد قوله.

لم تقدر سيرين على تجهيز نفسها فهناك حظر تجول وخروجها إلى الشارع الرئيسي

يعني موتها وهذا ممكن أن يحول العرس إلى وفاة فما كان منها إلى أن تطلب من ابنة الجيران مساعدتها في تجهيز نفسها بحكم عملها كوافيرة ولكن هناك مشكلة فجيرانهم بحالة عزاء فقد استشهد أحد أبنائهم قبل أيام .

في هذه الأوقات كان فادي قد عاود الاتصال بصديقه فالساعة الآن قد أصبحت الواحدة والربع ولا مزيد من الوقت معهم وإذا لم يعمل الخطة سيتسبب بموقف محرج للعروس التي قد اتصلت ودعت المعازيم.

ترددت سيرين في بادئ الأمر في الذهاب إلى إبنة الجيران وطلب المساعدة ولكنها وبعد تردد طويل استطاعت الهروب من المنزل والذهاب وطلب المساعدة من الجيران .

اقتنع خالد صديق زياد وفادي وقرر الذهاب والمحاولة لأجل إكمال الفرحة لصديقه ولكن الساعة الآن قد أصبحت الثانية فقرر الذهاب بسرعة والمحاولة.

وصلت سيرين إلى منزل الجيران وفور وصولها أحست بالخوف والريبة والخجل معا فهي الآن تطلب من الناس أن ينسوا أحزانهم لكي يكملوا فرحتها أحست بأنها تعمل شيء خطأ ومخز في نفس الوقت تلبكت ولم تدري ماذا تفعل وأحست بالندم يغمرها ويأكل جسدها .و بعد انتظار طويل حاولت أن تشرح لهم الموقف وأنها لا تملك المزيد من الوقت وعبرت لهم عن أسفها وحزنها الشديد ولكن هذا الكلام لم يجدي نفعا وقد حدث ما توقعت. لم يوافق الجيران فقد كانوا بحالة حزن عارم وطردوها من المنزل.

وصل خالد إلى بيت زياد الساعة الثانية والربع وبسرعة بدء في التمثيلية وأدى دور الصديق المتفاجىء الملهوف لرؤية صديقه.

خالد:مرحبا ليلى

ليلى:أهلا وسهلا

خالد:أصحيح ما سمعته؟

ليلى:ماذا سمعت؟

خالد :سمعت أن زياد خرج من السجن

ليلى:لا ليس بعد فهو سيخرج الساعة الثالثة وربما يصل الساعة الرابعة.

خالد:أوه‘للأسف لم أكن أعلم فلم يخبرني أحد ولكني سمعت ذلك بالصدفة.

ليلى:حسنا لا بأس

خالد:يمسك برأسه كالمريض ويقول:أوه رأسي دائما يؤلمني هل لي بكأس من الماء وحبة وجع راس فقد نسيت أن أخذ الدواء من لهفتي.

ليلى:بالطبع

ذهبت ليلى لإحضار الدواء والماء وفي هذه الأثناء دخل خالد وسرق دليل الهاتف

وخبأه بين ملابسه .جاءت ليلى أعطته كأس الماء وحبة الدواء فشرب الحبة واستأذن وذهب مسرعا.

رجعت سيرين إلى بيتها وهي مصابة بالحزن والخوف والقلق معا في تمام الساعة الثانية إلا ربع وبعد نصف ساعة اتصلت بها ابنة الجيران وتأسفت لها على ما حصل وأخبرتها أنها ستأتي وتعمل كل ما بوسعها لتجهيز العروس .وأخبرتها بأنها هي التي حرمت من الفرحة ستحاول أن لا تحرم أحد منها.

وصل خالد إلى البيت في تمام الساعة الثالثة وهم بالإتصال ودعوة المعازيم على حفل زواج أحمد الساعة السابعة وقد برر ذلك بان أهل العريس قد ذهبوا لإحضاره وأن شقيقات العريس في الصالون.

في هذه الأوقات كانت الجارات وشقيقات العروس يقمن بتجهيزها.

انتهى حظر التجول في تمام الساعة الثالثة ووصل زياد وأهله المنزل في تمام الساعة الرابعة وبعد مرور نصف ساعة وصل فادي وخالد البيت وهنا بدأت المفاجأة فقد أخبروا زياد والعائلة باتفاقهم مع العروس وسرقة دليل الهاتف ودعوة المعازيم وأن العرس سيتم في تمام الساعة السابعة وأنه لامحالة لابد من عمل الحفل اليوم فقد دعوا المعازيم وبقي عليهم فقط اختيار الكنيسة وإحضار قالب الحلوى وتجهيزات أخرى سيتم إتمامها في تمام الساعة السابعة .

صدم الأهل والعريس على حد سواء فلم يكن أحد يتوقع سماع مثل هذا الكلام ولم يقبل الأهبل ورفضوه رفضا قاطعا في بادئ الأمر ولكن العريس الذي تلهف لرؤية حبيبته التي لطالما حلم بها طوال الخمس سنوات التي قضاها في السجن أبدى كامل استعداده وتحمله لتعب الحفلة واستسلامه لدخول القفص الذهبي. وبدأ على الفور بإقناع أهله بل وترجيهم لكي يقبلوا بالأمر. وقد تحول فجأة من شخص يائس خامل لشخص ملهوف متفائل يضج بالحياة وقد تحولت كل معاني اليأس والتشاؤم في عينيه إلى نجوم تضيء سماء عينيه فلم يكن هناك خيار للأهل سوى الموافقة.

انتهت ابنة الجيران وشقيقات العروس من تجهيزيها الساعة الرابعة والنصف وانشغلت والدة العروس وشقيقاتها في اختيار ملابسهم وفي هذه الأوقات كانت والدة العريس تتصل بالمدعويين لتأكد الدعوة وتنسق مع أهل العروس بينما كانت شقيقات العريس منهمكين في تجهيز أنفسهن.

في تلك اللحظات لم يكن هناك أي مجال للخوف أو القلق فقد كانت القرارات تصدر والأوامر تنفذ ولم يستطع أحد من التذمر أو الشكوى فالجميع منهمك والجميع يعمل ولكن دون أدنى حد من الراحة أو الإستقرار أو حتى معرفة ما إذا كان تعبهم سينتهي بنتيجة أولا فهذا ليس بشيء غريب عليهم فمع ظروفهم التي يعيشون بها من الممكن أن يحدث أي شيء فهناك عند الحرب والقتال ومع فقدان الاستقرار والأمان وأبسط بسيطيات الحياة من الممكن حدوث أي شيء فالأوهام تقلب حقيقة والمعجزات تتحقق ومن الممكن حدوث أي شيء في أي وقت وأي زمن!

اتجه أصدقاء العريس كل واحد من جهة لإتمام الطلبات ولم يكن أي منهم يملك المال فاضطروا للاستدانة ولكتابة الشيكات وهذا لم يكن شيء غريب فهذا إجراء روتيني معتاد عليه.

وصل فادي وخالد إلى الكنيسة واتفقوا مع القس لإتمام الزواج في الساعة السابعة فما كان من القس إلا أن يتفاجأ ولكن فادي وخالد حاولوا إقناعه بالأمر وإيصال المعلومة وبعد حديث طويل وافق القس.

كانت الساعة قد أصبحت السادسة والربع عندما اجتمع الأصدقاء والأهل و امتلأ البيت بالمعازيم وطغى صوت الزغاريد والأغاني احتفالا بالعريس.

أصبحت الآن الساعة السادسة والنصف وبقي نصف ساعة لبداية الزواج وبينما الجميع يحتفل بالعروس الآن حدث ما لم يكن بالحسبان وما لم يكن متوقع فقد أحست سيرين بالخوف والقلق فالان وبعد نصف ساعة ستبدأ حياة جديدة مع شخص لم تره لمدة خمس سنوات أحست بالخوف فهي لا تريد إعادة ما حصل قبل خمس سنوات من ناحية ولا تريد الإرتباط وبداية حياة جديدة مع شخص لم تره منذ خمس سنوات أحست بالتهور والقلق والفزع أحست بأنها تهورت جدا وتمنت لو أن الوقت يعود بضع ساعات فقط لتتمكن من مراجعة نفسها وقد زاد من حدة توترها التشاؤم الذي أصابها فجأة فقد تذكرت أنها منذ الصباح والأمور تجري معها بمنتهى الصعوبة وقد أحست أن هذه كانت إشارة من الله ولكنها لم تلتفت إليها .

وبعد مرور نصف ساعة استيقظت سيرين من سباتها على أصوات الزغاريد والتهاليل فالعريس قد وصل ولامفر ولا محالة من إيقاف الذي يحصل الآن .

انتهت الآن الزغاريد وقد بدأ وقت الجد فالان ستسلم سيرين على عريسها وتذهب بعدها إلى الكنيسة وسط أجواء من الفرح لتسلم نفسها بنفسها للعذاب والتهلكة

وسط أجواء من الاستسلام والخضوع.

وصل العريس وقد أمسك بيد حبيبته التي لطالما انتظرها وحلم بها ولكن سيرين التي راحت تسترجع ذكرياتها لم تستطع النظر لحبيبها أو بالأحرى الرجل الذي لطالما أحبته وهو معها ولكن القدر قد فرقهما وهما على مرمى حجر من الحياة التي كانوا ينتظروها قبل خمس سنوات وأحست أنها الأن مع رجل غريب .

مرت هذه الدقائق وكأنها سنوات ولم تشأ سيرين رؤية زوجها ولكنها فجأة شعرت بقبلاته وكأنها تنتزع منها الحياة فتلاقت العيون بعد نزاع طويل وحدث ما كانت تتصور فقد رأت شخصا أخر لم تتوقع أن تراه في حياتها فقد رأت أمامها شخصا مضنى فقد كل حيويته رأت في عينيه كل معاني التعب والهلاك وقد أطفئ هذا المشهد فيها لهب الشوق ونار الحنين وقطع كل الطرق أمامها وسد جميع الأبواب في وجهها.

وسط هذه الأحاسيس التي شعرت بها سيرين نقلت هي وعريسها إلى الكنيسة ليتم عقد الزواج الذي كان بنظرها عقد الممات وتحول كل شيء كانت تحلم به إلى عكسه فقد تحول العرس إلى مأتم والفرح إلى حزن واللهفة إلى خمول وبينما كان الجميع يغني ويزغرد وبينما كانت أصوات الأغاني والقهقهات تعلو أحست سيرين بضربات الموت تنتشل روحها وبالندم يحلق بها أينما ذهبت وكيفما ذهبت وقد كان من الصعب عليها أن تبتسم أو حتى تفتعل الإبتسامة افتعالا ولكن ومع كل ما أحست به من أحاسيس كادت أن تقتلها فإن أحدا لم يشعر.

تأخر العروسان والأهل على الكنيسة ووصلوا على الساعة الثامنة والنصف بدلا من الساعة السابعة .جلس جميع المدعوون ومشت العروس وسط زفة صغيرة هادئة.

جلس جميع المدعوون وكان من بين المعازيم إمراة إسمها ندى كانت ندى حبيبة زياد السابقة وكانت تبغض سيرين ولكنها نسيت زياد بغيابه وتزوجت وقد حضرت اليوم وهي حامل بشهرها التاسع وبعد أسبوع ولادتها لتفتح صفحة جديدة مع سيرين وتعبر لها عن أسفها لما حصل معها في الماضي وقد لاحظت سيرين وجودها ورأتها ولكنها لم تعرها أي اهتمام فهي الآن ضائعة تائهة تصرخ بأعلى صوتها ولا أحد يسمعها أو يعرها أي اهتمام.

احتفل الجميع وسط أجواء من الصخب والفرح والأغاني العالية من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة وبينما كان الجميع يرقص ويغني كانت سيرين تشعر بأن بداية النهاية قد حانت فالان وبعد الانتهاء من الرقص ستمشي سيرين وعريسها بكل هدوء وستمثل دور العروس الفرحة الملهوفة وهذا ما لم تكن قادرة عليه فلم يكن عليها سوى الدعاء لي لله لكي ينقذها من هذه النهاية المحتومة.

الساعة الآن العاشرة وقد جلس الجميع بمقاعدهم لإتمام عقد الزواج ووسط هذا الجو من الهدوء مشت سيرين خطوات ثقيلة كالذي يتقدم حول حبل المشنقة ومن ثم وقفت سيرين وبجانبها أحمد .

نظر القس إلى سيرين وتوجه إليها بالسؤال:هل تقبلين بأحمد زوجا لك؟ نظرت سيرين إلى أحمد بعين الخوف والريبة ولم تدري ماذا تقول فقد أحست أنها غير قادرة على الكلام ولم تستطع فعل شيء سوى الدعاء لي الله بمساعدتها وإخراجها من هذا الموقف وبعد تردد طويل مرت تلك اللحظات كأنها سنوات وفجأة قطع هذا الجو من التوتر والتردد صوت ندى وهي تصرخ فقد جاءها الطلق وهي الآن بصدد الولادة نظر الجميع إليها والتف الجميع حولها .

امتلأت القاعة بجو من التوتر والقلق فالجميع يرجوها أن تنتظر ‘اتصل زوجها بالإسعاف ولكن المشكلة أن منطقتهم قد تعرضت لحظر التجول مرة أخرى والحظر سيستمر إلى الساعة الحادية عشر.

لم تستطع ندى عمل شيء سوى الصراخ وقد احتاجت لمن يولدها .

تحولت علامات الفرح على وجوه المدعويين إلى علامات خوف وتوتر لم يكن هناك بالقاعة من يعرف أن يولد سوى زياد فهذا جزء من دراسته في الطب!

وعلى الفور أبدى زياد استعداده للمساعدة ونقلت ندى مع زوجها و زياد لغرفة صغيرة.

لم يكن هناك شعور محدد يشعر به المدعوون فبعضهم قد شعر بالخوف والتوتر والبعض الآخر قد شعر بالذهول وسرعان ما تحولت الكنيسة لمستشفى للولادة وقلبت الأغاني لدعوات.

تنحت سيرين في ركن لوحدها تسترجع ذاكرتها بما حصل اليوم من أحداث فقد أحست بالضياع والألم والندم وقد أحست أن الله قد حاول مساعدتها لإنقاذها من هذا القدر فلم تعد قادرة على التحمل و لم تعد تملك أي سبب ودافع يجعلها تتحمل وتحاول من أجل هذا الحب الفاشل.

وبعد ساعة وبينما الجميع ينتظر خرج أحمد ليخبر الجميع بأن المهمة قد انتهت وأن الولادة قد تمت بحمداللة لتقلب الدعاوي لابتهالات.

جلس الجميع في مقاعدهم لإتمام عقد القران وجاء القس وعاد الجو لوضعه أولا مشت العروس مع عرسيها مجددا ولكن هذه المرة كانت مختلفة فالعروس لم تعد قادرة على التحمل وقد اتخذت الإجراء المناسب....

وقف العريس والعروس وسط جو من الهدوء والتوتر وتوجه القس بالسؤال للعروس :هل تقبلين بزياد زوجا لك؟

نظرت سيرين إلى القس وقالت .....لا.

أصيب الجميع بالدهشة والذهول وكان أولهم زياد .

لم تعر سيرين أيا من الحاضرين اهتماما وغادرت القاعة بخطوات واثقة لكن حزينة.

لم يدر أيا من الحاضرين السبب ولم يستطع أحدا الكلام ولا حتى التحرك من أماكنهم.

أصيب زياد بخيبة أمل كبيرة ففي غضون ثواني قد تدمر كل شيء وقد تحولت أهدافه أوهام لم يستطع الكلام أو التعليق فغادر القاعة .

لم يكن زياد يعلم إلى أين هو متجه ولكنه كان قد قرر التجول في أنحاء الكنيسة وبينما هو يتجول كان قد سمع صوت فقرر اللحاق بمصدر هذا الصوت .

لحق زياد بمصدر الصوت وبينما هو يبحث عن مصدر الصوت فوجئ بسيرين .

تلبكت سيرين ولم تدري ماذا تقول وبعد صمت طويل نظرت سيرين إلى احمد وقالت:آسفة ‘سامحني

زياد:لا‘لا مشكلة

سيرين:حقا ستسامحني؟

زياد:لا داعي للأسف وللمسامحة فأنا اشعر بك لا أدري ماذا حصل بغيابي أو بالأحرى لم يكن لدي الوقت لأعرف ولكني مؤمن أن من حقك العيش مع رجل تحبينه .

سيرين: زياد كل شيء حصل اليوم كان من تخطيطي .

زياد:إذا لماذا هكذا فعلت ؟

سيرين:لأني أحبك.

زياد ينظر إليها بدهشة ويقول تحبيني.

سيرين:نعم لم أكف يوم واحد عن حبك ولم أمضي ثانية دون التفكير بك ولهذا شعرت بالخوف لأني عندما نظرت إليك أحسست بأني مع شخص آخر و خفت أن يتحول حبي لك إلى كره وأن يتحول زواجنا إلى قبر ندفن به ونحن أحياء.

زياد:إذا أنت ما زلت تحبيني؟

سيرين:نعم بكل تأكييد.

زياد يمسك يديها بحنان ويقول:أوه سيرين لم تمضى دقيقة واحدة دون أن أفكر فيك ولم تمضى ليلة واحدة دون أن أحلم بك ولم يخفق قلبي إلا لك ثم يلعب بشعرها ويقبل يدها ويقول سيرين لقد أصبحت الهواء الذي أتنفسه والدم الذي يجري بعروقي واستحوذت على كل قلبي وتفكيري.

لم يكن زياد قد أكمل كلامه بعد عندما استسلمت سيرين لمشاعرها ورمت بنفسها بأحضانه ونظرت إليه مجددا فوجدت في عينيه الخضراويين ما يشعل بها لهيب المشاعر ويحي بها الروح من جديد فما كان منها إلا أن تخرج تعب تلك السنين بقبلة تطبعها على شفتيه.

كانت الساعة في ذالك الوقت حوالي الثانية عشر إلا عشر دقائق فقرروا الذهاب وبسرعة لإتمام عقد القران قبل أن يبدأ يوم جديد.

وصل العروسان إلى القاعة الساعة الثانية عشر إلا خمس دقائق وفور وصولهم إلى القاعة وسط جو من الهدوء والتوتر طلبوا من القس أن يعقد قرانهم وبسرعة لم يفهم القس ما السبب ولكنه رضخ للأوامر وعلى الفور نظر القس إلى سيرين وسألها هل تقبلين بزياد زوجا لك؟

نظرت سيرين إلى زياد وقالت نعم .

ثم نظر القس إلى زياد وقال هل تقبل بسيرين زوجة لك؟

نظر زياد إلي سيرين وقال :نعم بكل تأكيد

أمسك أحمد بيد سيرين وقبلها ومن ثم أصبحت الساعة الثانية عشر ودقت الساعة.

كتابة وتأليف:سوزان خليل عبداللة.

العمر:15سنة
avatar
سوزان خليل
عضو جديد
عضو جديد

السمك عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 28/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حب رغم الحصار Empty رد: حب رغم الحصار

مُساهمة من طرف غادة البشاري الخميس 11 مارس 2010 - 16:01

ما أروع ان تخط أنامل في ربيع العمر
هذه الرقائق الشفافة..
والمعاني التي تكتنز عذوبة..ورقة
بوركت ابنتي..
إنما هي خطوات قوية
تنهج..ركب الإبداع
فكما يقال "ابن الوز عوام"
وفقكِ الله وسدد خطاكِ


09041: 09041: 09041:
avatar
غادة البشاري
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حب رغم الحصار Empty رد: حب رغم الحصار

مُساهمة من طرف سوزان خليل الجمعة 26 مارس 2010 - 0:15

خالتو غادة

شكرا لك يا خالتو اللطيفة الرقيقة

سلامي لأبنتك الجميلة

نلتقي يا خالتو ان شاء الله
avatar
سوزان خليل
عضو جديد
عضو جديد

السمك عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 28/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حب رغم الحصار Empty ابنتي العزيزة

مُساهمة من طرف سميرة عبد العليم الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 23:11

اسمحي لي أن أقول لك ابنتي لانك مفخرة لكل امراة سوزان
كم رائعة كلماتك كم مسهب تفكيرك ..كانك تتوغلين إلي الواقع وتنقليه بطريقة رائعة حبيبتي
سلم قلمك وقلبك ودمت بخير
سميرة عبد العليم
سميرة عبد العليم
عضو متميز
عضو متميز

السرطان الأبراج الصينية : الثور
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى