بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
“العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!” الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين*
صفحة 1 من اصل 1
“العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!” الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين*
“العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!”
الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين*
المواطن العربي شاكر شكري شكرالله عبد الشكور شخص عادي جداً …
فهو يصحو مع خيوط الفجر الأولى،
ويحرص على أن يؤدي صلاته في أوقاتها في المسجد القريب من بيته بانتظام…
يأكل ثلاث وجبات (إذا كان محظوظا..!) ….
يتجول في الأسواق الشعبية…
يقوم بحركات مألوفة لدى كافة الناس البسطاء،
وان كانوا لا يظهرونها أمام بعضهم…
يحترم الكبار جداً ، بل أنه ـ أحياناً ـ لا يستطيع رفع هامته في حضرتهم…
وهذا ما أورثه انحناءا دائماً في الظهر حتى أن من يراه يظنه أحدباً.
إذا اقتضى المر فإنه مستعد أن “يبوس” الرؤوس مبرراً ذلك بأن “اللقمة صعبة المسالك”…
يحرص شاكر على توصيل أبنائه الصغار بنفسه كل يوم إلى المدرسة التي تقع في طرف القرية. فهذه متعته الوحيدة..
يمشي معهم خطوة خطوة حتى يصلوا بسلامة الله ورعايته إلى المدرسة.
وهو نيابة عنهم، يتلقى تقريع المدير لأنه (شاكر) هو الذي يؤخرهم .
فالوقت يجري بسرعة على من يستخدم قدميه ولا يتعامل (أو ـ بالأحرى ـ لم يسبق له التعامل) مع السيارات ، لذلك لا بد أن يأخذ جزاءه…
وهو يتقبل الجزاء بنفس راضية (!!) احتراما منه لذلك المعلم المبجل ،
“مربي الأجيال”…الذي “كاد أن يكون رسـولا..!!”
مرة واحدة، ربما ، وقع المواطن شاكر في مأزق.
مرضت ابنته الصغرى في الصباح الباكر ،
و قالت له زوجته وهي “ترغي و تزبـد” أن “ذهابها إلى المستشفى في جانب وذهابه إلى عمله في جانب آخر”…
فقرر أن يجيء في صف ابنته…
أخذها إلى المستشفى في المدينة الكبيرة،
فالمدينة الصغيرة المجاورة لقريته لا يوجد فيها مستشفى.
هناك وجد الطبيبات والممرضات في غرفة يشربن القهوة ،
و يحرقن اللفائف ويقـرأن “الموعـد” و”الشبكة” …
ويتحدثن بآخر أخبار نانسي عـجـرم.
تنحنح شاكر شكري شكرالله عبد الشكور ….
واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم،
ودخل يـُقـدم رجلاً ويؤخر الثانية…
انتفضت فيه الطبيبة فقابل انتفاضها برحابة صدر …
فـ “الأكابر” و “أبناء الذوات” لهم عـذرهم…
وقال لها أنه “غـلطان” …
و لولا أنها “حـُـرمة” لارتمى على رأسها و قـبـَّـلـه..
كل ذلك لأنه قطع عـليها وعلى “ملائكة الرحمة” متابعـتهن لقصة تنشر على حـلقات مسلسلـة عـن حياة أحدى راقصات الدرجـة الثالثـة في تلك المجلة “الـفـنـية”.
لكن العاصفة مرَّت بسلام…
فقد وصفـته الطبيبة التي أقـسـمت “يمين أبـقـراط” (واعتبره عـبد الشكور شيئاً طبيعياً ) بـ “الجاهل” و “الفلاح” و “المتخلف” …
وانهالت عليه بأقـذع الشتائم.
كل هذه الأوصاف لاكها شاكر في باطنه ،
ثم لفظها في مكمن اللعاب، وكأن شيئاً لم يكن….
لكنه، والحق يقـال ، كان يغـلي في داخله!!
أوصل صغـيرته إلى البيت و خرج مسرعاً إلى عمله…
وهناك أبلغه ربّ العمل أنه مفـصول…
لقد قرر المدير المحترم فصله من عمله لأنه “غـاب عن العمل دون عـُذر مقـبول” ،
وقال له المدير موبـِّخـاً:
“شو يعـني مرضت بنتك يا عبد الشكور؟!”…
مـَرَتـَـك في البيت شو بـتـسـوي…؟؟!”
هنا لم يجد شاكر شكري شكرالله عبد الشكور جواباً…
فهو ضعيف دائماً أمام “الكبار” و”الأكـابر” ، و “أبـنـاء الـذوات”…
حتى لو كان على حـق وهم على باطل
…لأن “العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!”
عاد شاكر شكري شكرالله عبد الشكور إلى البيت…
وَجَــده “مقـلوباً” تماماً ….
لم يجرؤ على سؤال زوجـته الباكية …
كان كل شيء واضحـاً للعـيان…
فقد توفيت ابنته.
في تلك اللحظة فقط أحس شاكر شكري شكرالله عبد الشكور أنه بحاجة إلى أن يكون شيئاً آخر..
* * * * * * * * * *
في رواية “حياتي” للروائي الروسي الكبير أنـطوان تـشيخـوف ، وقـف صاحب الأرض على رأس الفلاح المـُعـدم ودار بينهما الحوار التالي :
“الطقس غائم… أظن أنها ستمطـر؟”!
“فـعـلاً يا سيدي … إنها سـتـمـطـر!!”
“لا أعـتـقـد أنها سـتـمـطر اليوم..!”
“فـعـلا … إنها لن تمطر على الإطلاق!”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب وأكاديمي فلسطيني مـقـيم في السـويد .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» "العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!" الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» الـمـنـاضـل الـفـلـسـطيـني جـاك خـزمـو: رَحـيـل الـمـثـقـف الـعـضـوي الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» سـُـلـطـة لا تـُمـَـثـِّـل حـتى شـُخـوصـها الـدكتـور عـبـد القـادر حسين يـاسين
» فكتـور خارا : الشـَّاعـر والـمُـنـاضـل/ الـدكتـور عبـد القـادر حسين ياسين
» "الـزّول" الطـَيـِّب : رَجُـلٌ لكـلِّ الفـُـصـول // الـدكتـور عبـد القـادر حسين ياسين
» الـمـنـاضـل الـفـلـسـطيـني جـاك خـزمـو: رَحـيـل الـمـثـقـف الـعـضـوي الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» سـُـلـطـة لا تـُمـَـثـِّـل حـتى شـُخـوصـها الـدكتـور عـبـد القـادر حسين يـاسين
» فكتـور خارا : الشـَّاعـر والـمُـنـاضـل/ الـدكتـور عبـد القـادر حسين ياسين
» "الـزّول" الطـَيـِّب : رَجُـلٌ لكـلِّ الفـُـصـول // الـدكتـور عبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال