بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
فكتـور خارا : الشـَّاعـر والـمُـنـاضـل/ الـدكتـور عبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
فكتـور خارا : الشـَّاعـر والـمُـنـاضـل/ الـدكتـور عبـد القـادر حسين ياسين
فكتـور خارا : الشـَّاعـر والـمُـنـاضـل/ الـدكتـور عبـد القـادر حسين ياسين
أكتوبر 28, 2018 في 1:04 م
حين يرد اسم تشيلي تقـفـز إلى أذهاننا، بين أشياء وأسماء جميلة عـدة،
اسم بابلو نيرودا، الشاعـر العظيم الذي طاف اسمه العالم كله،
حتى قبل أن تمنحه الأكاديمية الملكية في السويد جائزة نوبل،
كما يحضر اسم ايزابيل الليندي الروائية الرائعة ،التي ما زالت تدهشنا برواياتها،
وبفصول السيرة الذاتية لحياتها التي تحولها كتباً ممتعة.
ومن كانوا فـتية وشباناً مأخوذين بالحلم الثوري في السبعينات ،
وما تلاها في العالم العـربي يتذكرون جيداً اسماً جميلاً آخر:
فيكتور خـارا، Víctor Lidio Jara Martínez
المغـني الشعبي التشيلي، الذي اغـتاله جلادو الطاغـية أوغـسـتـو بينوشيه،
غـداة الانقلاب الدموي الذي دبرتهُ وكالة المخابرات المركزية الأمريكيةCIA ،
وتلوثت بدمه أيادي وزير الخارجية الأمريكي يومذاك هـنري كيسنجر.
حين استولى أوغـسـتـو بينوشيه على الحكم ، فـتح استاد سنتياغـو الرياضي الكبير،
للمعتقـلين من مؤيدي الرئيس الشرعي المنتخب سلفادور الليندي،
لأن زنازين السجون لم تكن تكفي لاستيعاب مئات الآلاف من المعتقلين.
والى الاستاد المذكور أحضر، أيضاً، فـكتور خارا.
أحد شهود العـيان الذي فـرَّ من المذبحة روى أن أحد الضباط،
أمر بإحضار الغـيتار وقـدمه للشاب فـكتور خـارا، طالباً منه العزف،
إلا أن الشاب خـارا رفض قائلاً إن موسيقاه للحياة لا للموت،
فما كان من الضابط إلا أن قطع أصابع خـارا العشر،
قائلاً له إن بوسعه الآن أن يعزف لـحـن الموت،
ثم أجهز على حياته بالرصاص.
في لونكين إحدى قرى تشيلي ، ولد فـكتور خارا لعائلة من الفقراء،
درس المسرح والموسيقى، ونصب مديراً للمجموعة الموسيقية كيلبجون ،
اتسمت أغانيه بالانتماء للـفـقـراء والفلاحين، وبتلاحم الفـن بقضايا البسطاء،
لتغدو أغانيه نبض الثقافـة التشيلية بدءاً بأغـنية ” دعاء للفلاح ” ،
مروراً بـ ” أذكرك أماندا ” وهي ابنته التي كانت قـد اصيبت بالسرطان ،
وهي في عمر خمسة عشر عاماً لتتحول أغنية اماندا ،
إلى إحدى أشهر الأغنيات في تاريخ تشيلي…
لم تكن أغانيه مجرد كلمات عارية من مصداقيتها،
بل صاحبة رسالة قوية، كرسالته للفلاح التشيلي،
حين يقول خـارا : ” آن لك أن تستريح … “
في الحادي عشر من أيلول عام 1973 ، كانت الدبابات تحاصر القصر الرئاسي،
للرئيس سلفادور الليندي وتطالبه بتسليم نفسه، والاستقالة…
إلا أنه رفض الخروج ، بل وارتدى الوشاح الرئاسي الذي يميز رؤساء تشيلي.
وعندما اقتحموا القـصر فضل الانتحار على تسليم نفسه .
مناصرو سلفادور الليندي، وأثر وصول خبر اغـتياله،
نظموا مهرجاناً ثورياً في ساحة الملعب ،
وكان هناك مغني الثورة التشيلية فـكتور خـارا …
بدأ خـارا يغني للثورة وللحرية وللفقراء،
وكان القهر يمزق أبناء سنتياغـو المتواجدين في الملعب،
والذين تجاوز عـددهم عـشـرات الآلاف …
كانت وقـفـتـه مهيبة …
وفي الشـهـر الماضي شـيـَّـعـت تشيلي ، في مراسم حضرها الآلاف،
جنازة تأجـل موعـدها 45 عاماً، للمغني الشعبي الشهير،
وكانت جثـتـه قـد استخرجت لتحديد ملابسات قـتـلـه بدقة،
حيث تأكد بعد فحص الرفات أن أصابعه قطعـت فعلاً.
من المفارقات الموجعة أنه قتل في الاستاد الرياضي ،
الذي كان يضج بالحشود الهائلة تصفق له وتغني معه،
حين فاز في مسابقة الأغنية الوطنية التشيلية الجديدة في مطالع شبابه،
وبعد سقوط الديكتاتورية، وعودة الديموقراطية الى تشيلي،
أطلق اسمه على هذا الاستاد بالذات تخليداً لذكراه ليكون في ذلك عظة للمستقبل.
أكتوبر 28, 2018 في 1:04 م
حين يرد اسم تشيلي تقـفـز إلى أذهاننا، بين أشياء وأسماء جميلة عـدة،
اسم بابلو نيرودا، الشاعـر العظيم الذي طاف اسمه العالم كله،
حتى قبل أن تمنحه الأكاديمية الملكية في السويد جائزة نوبل،
كما يحضر اسم ايزابيل الليندي الروائية الرائعة ،التي ما زالت تدهشنا برواياتها،
وبفصول السيرة الذاتية لحياتها التي تحولها كتباً ممتعة.
ومن كانوا فـتية وشباناً مأخوذين بالحلم الثوري في السبعينات ،
وما تلاها في العالم العـربي يتذكرون جيداً اسماً جميلاً آخر:
فيكتور خـارا، Víctor Lidio Jara Martínez
المغـني الشعبي التشيلي، الذي اغـتاله جلادو الطاغـية أوغـسـتـو بينوشيه،
غـداة الانقلاب الدموي الذي دبرتهُ وكالة المخابرات المركزية الأمريكيةCIA ،
وتلوثت بدمه أيادي وزير الخارجية الأمريكي يومذاك هـنري كيسنجر.
حين استولى أوغـسـتـو بينوشيه على الحكم ، فـتح استاد سنتياغـو الرياضي الكبير،
للمعتقـلين من مؤيدي الرئيس الشرعي المنتخب سلفادور الليندي،
لأن زنازين السجون لم تكن تكفي لاستيعاب مئات الآلاف من المعتقلين.
والى الاستاد المذكور أحضر، أيضاً، فـكتور خارا.
أحد شهود العـيان الذي فـرَّ من المذبحة روى أن أحد الضباط،
أمر بإحضار الغـيتار وقـدمه للشاب فـكتور خـارا، طالباً منه العزف،
إلا أن الشاب خـارا رفض قائلاً إن موسيقاه للحياة لا للموت،
فما كان من الضابط إلا أن قطع أصابع خـارا العشر،
قائلاً له إن بوسعه الآن أن يعزف لـحـن الموت،
ثم أجهز على حياته بالرصاص.
في لونكين إحدى قرى تشيلي ، ولد فـكتور خارا لعائلة من الفقراء،
درس المسرح والموسيقى، ونصب مديراً للمجموعة الموسيقية كيلبجون ،
اتسمت أغانيه بالانتماء للـفـقـراء والفلاحين، وبتلاحم الفـن بقضايا البسطاء،
لتغدو أغانيه نبض الثقافـة التشيلية بدءاً بأغـنية ” دعاء للفلاح ” ،
مروراً بـ ” أذكرك أماندا ” وهي ابنته التي كانت قـد اصيبت بالسرطان ،
وهي في عمر خمسة عشر عاماً لتتحول أغنية اماندا ،
إلى إحدى أشهر الأغنيات في تاريخ تشيلي…
لم تكن أغانيه مجرد كلمات عارية من مصداقيتها،
بل صاحبة رسالة قوية، كرسالته للفلاح التشيلي،
حين يقول خـارا : ” آن لك أن تستريح … “
في الحادي عشر من أيلول عام 1973 ، كانت الدبابات تحاصر القصر الرئاسي،
للرئيس سلفادور الليندي وتطالبه بتسليم نفسه، والاستقالة…
إلا أنه رفض الخروج ، بل وارتدى الوشاح الرئاسي الذي يميز رؤساء تشيلي.
وعندما اقتحموا القـصر فضل الانتحار على تسليم نفسه .
مناصرو سلفادور الليندي، وأثر وصول خبر اغـتياله،
نظموا مهرجاناً ثورياً في ساحة الملعب ،
وكان هناك مغني الثورة التشيلية فـكتور خـارا …
بدأ خـارا يغني للثورة وللحرية وللفقراء،
وكان القهر يمزق أبناء سنتياغـو المتواجدين في الملعب،
والذين تجاوز عـددهم عـشـرات الآلاف …
كانت وقـفـتـه مهيبة …
وفي الشـهـر الماضي شـيـَّـعـت تشيلي ، في مراسم حضرها الآلاف،
جنازة تأجـل موعـدها 45 عاماً، للمغني الشعبي الشهير،
وكانت جثـتـه قـد استخرجت لتحديد ملابسات قـتـلـه بدقة،
حيث تأكد بعد فحص الرفات أن أصابعه قطعـت فعلاً.
من المفارقات الموجعة أنه قتل في الاستاد الرياضي ،
الذي كان يضج بالحشود الهائلة تصفق له وتغني معه،
حين فاز في مسابقة الأغنية الوطنية التشيلية الجديدة في مطالع شبابه،
وبعد سقوط الديكتاتورية، وعودة الديموقراطية الى تشيلي،
أطلق اسمه على هذا الاستاد بالذات تخليداً لذكراه ليكون في ذلك عظة للمستقبل.
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 478
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» "الـزّول" الطـَيـِّب : رَجُـلٌ لكـلِّ الفـُـصـول // الـدكتـور عبـد القـادر حسين ياسين
» "العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!" الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» “العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!” الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين*
» “جـَمـَل المـَحامـِل” الـفـِلـِسـطـيني/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وداعاً يا آخـر الأنـبـيـاء ...!!الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» "العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!" الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين
» “العـين بـتـعـلاش ع الحـاجـب..!!” الـدكتـور عـبـد القـادر حسين ياسين*
» “جـَمـَل المـَحامـِل” الـفـِلـِسـطـيني/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وداعاً يا آخـر الأنـبـيـاء ...!!الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ميساء البشيتي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» قبر واحد يكفي لكل العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:18 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي