بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
مقتطفات من رسالة طويلة للشاعر محمود درويش إلى صديقه الشاعر سميح القاسم ..
صفحة 1 من اصل 1
مقتطفات من رسالة طويلة للشاعر محمود درويش إلى صديقه الشاعر سميح القاسم ..
عزيزي سميح ..
فضحتني دمعتي منذ أيام ، عندما كنت اسجل حديثاً تلفزيونياً في مدينة (هلسنكي )..
إنقضّ عليّ أحد المحاورين ، وهو كاتب فنلنديّ شهير ، بهذا السؤال المدهش:
_ هل تعرف كيبوتس( يسعور) ؟
أجبتُ : نعم..أعرف مكانه ..لأني أعرف أنقاضي هناك..ولكن لماذا ..؟
قال : أنا من هناك ..أعني عشتُ هناك عشر سنين ، ومن حقي أن أعود إلى هناك متى أشاء ..
قلت: متى تشاء ..لماذا ؟
قال : لأني يهودي
قلت له : يا سيد دانيال كاتس يبدو لي أنك تعرف أنني ولدتُ هناك تحت غرفة نومك
وتعرف انه لا يحق لي العودة إلى مكان ولادتي ، بينما أنت الفنلندي تملك حق العودة إلى بلادي متى تشاء ..!
قال أعرف هذا الظلم ..ولذلك سألت زملائي في الكبوتس ذات مرة عن شجرة خروب ضخمة ..مَن زرعها ..
فقال احد المستوطنين : نحن زرعناها..، ولكني ادركت _ من عمر الشجرة وضخامتها _ أنه يكذب ..وأن اجدادك هم من زرعوها ، فحملتُ ضميري المعذب وعدتُ إلى وطني فنلندا ..)
لم اخبره يا سميح انه محظوظ لأنه يمتلك حقيْن في عودتيْن لوطنيْن ..لكنه يمتلك ضميراً ، وميزة انسانية أكبر هي العدل ..
شجرة الخروب هذه يا سميح اغبطك لأنك تراها كل يوم في طريقك اثناء توجهك من الرامة إلى حيفا ومن حيفا إلى الرامة ..سلّم عليها إذا كانوا لم يجدعوها بعد ..تلك التي كنت اختبأ في جذعها من المطر ومن الأهل اثناء لعبي مع السحالي والزواحف ..
يا حارس الخروبة من اغاني الآخرين ..أرجوك ..إن مررتَ بها غداً أن تعانقها ، وأن تحفر على جذعها اسمي واسمك ..
يا سفير قلبي إلى الشجر كله ..لماذا أشعر بهذا العطش الذي لا يرويه إلاّ قطرة من الماء على جناح قبرة عندكم ..لماذا يتجمد الزمن عند السنين الأولى ..لينفتح السهل امامي على امتداد البحر ..فأرى جنود نابليون في حقولي عاجزين عن اقتحام القلعة على السور ..الذي حولته شركات السياحة الإسرائيلية إلى سوق تجارية ومَلاهٍ لليلِ الطويل ..!
لم يكن للشهور أسماء كي أتذكّر متى انقصف حبَق الطفولة فينا ..ولكن الليل لم يكن بارداً كما هو الآن ..ولم تكن للقمر أغانٍ عبرية معاصرة ..كانت هناك شجرة توت تتوسط دار جدي ..وهناك تركنا كل شيء على حالهِ ..الحصان ..,الثور والخروف والأبواب المفتوحة ..والعَشاء الساخن ..وآذان العِشاء ..,وجهاز الراديو الوحيد لعله ظلّ مفتوحاً ..ليذيع اخبار انتصاراتنا حتى الآن ...
...............اخوك محمود درويش ..فضحتني دمعتي منذ أيام ، عندما كنت اسجل حديثاً تلفزيونياً في مدينة (هلسنكي )..
إنقضّ عليّ أحد المحاورين ، وهو كاتب فنلنديّ شهير ، بهذا السؤال المدهش:
_ هل تعرف كيبوتس( يسعور) ؟
أجبتُ : نعم..أعرف مكانه ..لأني أعرف أنقاضي هناك..ولكن لماذا ..؟
قال : أنا من هناك ..أعني عشتُ هناك عشر سنين ، ومن حقي أن أعود إلى هناك متى أشاء ..
قلت: متى تشاء ..لماذا ؟
قال : لأني يهودي
قلت له : يا سيد دانيال كاتس يبدو لي أنك تعرف أنني ولدتُ هناك تحت غرفة نومك
وتعرف انه لا يحق لي العودة إلى مكان ولادتي ، بينما أنت الفنلندي تملك حق العودة إلى بلادي متى تشاء ..!
قال أعرف هذا الظلم ..ولذلك سألت زملائي في الكبوتس ذات مرة عن شجرة خروب ضخمة ..مَن زرعها ..
فقال احد المستوطنين : نحن زرعناها..، ولكني ادركت _ من عمر الشجرة وضخامتها _ أنه يكذب ..وأن اجدادك هم من زرعوها ، فحملتُ ضميري المعذب وعدتُ إلى وطني فنلندا ..)
لم اخبره يا سميح انه محظوظ لأنه يمتلك حقيْن في عودتيْن لوطنيْن ..لكنه يمتلك ضميراً ، وميزة انسانية أكبر هي العدل ..
شجرة الخروب هذه يا سميح اغبطك لأنك تراها كل يوم في طريقك اثناء توجهك من الرامة إلى حيفا ومن حيفا إلى الرامة ..سلّم عليها إذا كانوا لم يجدعوها بعد ..تلك التي كنت اختبأ في جذعها من المطر ومن الأهل اثناء لعبي مع السحالي والزواحف ..
يا حارس الخروبة من اغاني الآخرين ..أرجوك ..إن مررتَ بها غداً أن تعانقها ، وأن تحفر على جذعها اسمي واسمك ..
يا سفير قلبي إلى الشجر كله ..لماذا أشعر بهذا العطش الذي لا يرويه إلاّ قطرة من الماء على جناح قبرة عندكم ..لماذا يتجمد الزمن عند السنين الأولى ..لينفتح السهل امامي على امتداد البحر ..فأرى جنود نابليون في حقولي عاجزين عن اقتحام القلعة على السور ..الذي حولته شركات السياحة الإسرائيلية إلى سوق تجارية ومَلاهٍ لليلِ الطويل ..!
لم يكن للشهور أسماء كي أتذكّر متى انقصف حبَق الطفولة فينا ..ولكن الليل لم يكن بارداً كما هو الآن ..ولم تكن للقمر أغانٍ عبرية معاصرة ..كانت هناك شجرة توت تتوسط دار جدي ..وهناك تركنا كل شيء على حالهِ ..الحصان ..,الثور والخروف والأبواب المفتوحة ..والعَشاء الساخن ..وآذان العِشاء ..,وجهاز الراديو الوحيد لعله ظلّ مفتوحاً ..ليذيع اخبار انتصاراتنا حتى الآن ...
--------------------------------
![مقتطفات من رسالة طويلة للشاعر محمود درويش إلى صديقه الشاعر سميح القاسم .. Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» من سميح القاسم إلى محمود درويش
» سأقطع هذا الطريق للشاعر محمود درويش
» رسالة إلى محمود درويش
» صبرا وشاتيلا للشاعر الراحل محمود درويش
» رسالة من المنفى .. محمود درويش .
» سأقطع هذا الطريق للشاعر محمود درويش
» رسالة إلى محمود درويش
» صبرا وشاتيلا للشاعر الراحل محمود درويش
» رسالة من المنفى .. محمود درويش .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي