بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
رسالة من المنفى .. محمود درويش .
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسالة من المنفى .. محمود درويش .
رسالة من المنفى
-1-
تحيّة ... و قبلة
و ليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟
و دورة الزمان دون حد
و كل ما في غربتي
زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي ؟
و كل ما قيل و ما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع .. منهد
من أين أبتدي
تحيّة .. و قبلة.. و بعد ..
أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
لا تنسني ، و قل : بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر !
ما زال في السما قمر !
و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته... و لم يزل بخير
و صرت شابا جاور العشرين
تصوّريني ... صرت في العشرين
و صرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياه
و أحمل العبء كما الرجال يحملون
و أشتغل
في مطعم ... و أغسل الصحون
و أصنع القهوة للزبون
و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
-3-
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ ، و أتكي على الجدار
أقول للحلوة : آه
كما يقول الآخرون
" يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ،
تصوروا كم مرة هي الحياة
بدونهن ... مرة هي الحياة " .
و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ "
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر
و سلة صغيرة من الخضار
-4-
سمعت في المذياع
قال الجميع : كلنا بخير
لا أحد حزين ؛
فكيف حال والدي
ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله
و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟
و كيف حال إخوتي
هل أصبحوا موظفين ؟
سمعت يوما والدي يقول :
سيصبحون كلهم معلمين ...
سمعته يقول
( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
و كيف حال أختنا
هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟
و كيف حال جدّتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
تدعو لنا
بالخير ... و الشباب ... و الثواب !
و كيف حال بيتنا
و العتبة الملساء ... و الوجاق ... و الأبواب !
سمعت في المذياع
رسائل المشردين ... للمشردين
جميعهم بخير !
لكنني حزين ...
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرا ...
و لو حزين
و لو حزين
-5-
الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى ..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
و مرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟
هل يذكر المساء
مهاجرا مات بلا كفن ؟
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
- كأي شيء ميت - إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها ؟
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...
و أنت يا أماه
ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
-1-
تحيّة ... و قبلة
و ليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟
و دورة الزمان دون حد
و كل ما في غربتي
زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي ؟
و كل ما قيل و ما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع .. منهد
من أين أبتدي
تحيّة .. و قبلة.. و بعد ..
أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
لا تنسني ، و قل : بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر !
ما زال في السما قمر !
و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته... و لم يزل بخير
و صرت شابا جاور العشرين
تصوّريني ... صرت في العشرين
و صرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياه
و أحمل العبء كما الرجال يحملون
و أشتغل
في مطعم ... و أغسل الصحون
و أصنع القهوة للزبون
و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
-3-
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ ، و أتكي على الجدار
أقول للحلوة : آه
كما يقول الآخرون
" يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ،
تصوروا كم مرة هي الحياة
بدونهن ... مرة هي الحياة " .
و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ "
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر
و سلة صغيرة من الخضار
-4-
سمعت في المذياع
قال الجميع : كلنا بخير
لا أحد حزين ؛
فكيف حال والدي
ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله
و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟
و كيف حال إخوتي
هل أصبحوا موظفين ؟
سمعت يوما والدي يقول :
سيصبحون كلهم معلمين ...
سمعته يقول
( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
و كيف حال أختنا
هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟
و كيف حال جدّتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
تدعو لنا
بالخير ... و الشباب ... و الثواب !
و كيف حال بيتنا
و العتبة الملساء ... و الوجاق ... و الأبواب !
سمعت في المذياع
رسائل المشردين ... للمشردين
جميعهم بخير !
لكنني حزين ...
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرا ...
و لو حزين
و لو حزين
-5-
الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى ..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
و مرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟
هل يذكر المساء
مهاجرا مات بلا كفن ؟
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
- كأي شيء ميت - إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها ؟
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...
و أنت يا أماه
ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
حاتم أبو زيد- عضو متميز
- عدد المساهمات : 444
تاريخ التسجيل : 29/04/2010
رد: رسالة من المنفى .. محمود درويش .
ماذا بعد هذا القول قد أقول ؟
محمود درويش رحمه الله قال كل شيء عنا
شعر بكل شيء قبل أن نشعر نحن به مع أن السكين
الذي غرز في خاصرتنا كان واحداً ..
كان يشعر عنه وعنا ويترجمنا إلى حروف وأبيات من الشعر
ونحن كعادتنا لا نملك إلا البكاء على الأطلال وعليه
كم وحشتنا يا محمود .. كم أصبحنا فقراء من دونك ..
كل هذا العالم تغير برحيلك .. كل هذا العالم لا يستحق البقاء بعدك
مع أنك تقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة لكنك للأسف
لم تفسر لنا أكثر ما هو هذا الشيء الذي يستحق الحياة على هذه الأرض
فتشت قصيدتك " رسالة من المنفى " بيت بيت وشطر شطر وحرف حرف
أبحث عما يستحق الحياة .. هل هي كسرة الخبز الجافة أم كسر الخاطر
الذي نغرق فيه .. هل هو الوطن المسلوب أم الانسان المسلوب أم العنوان المسلوب
"عرايا نحن " نعم ولو أننا نتدثر بكل شيء لكن لا يدثر الإنسان إلا وطنه يا محمود
نعم وجدتها الوطن هو الذي يستحق الحياة على هذه الأرض ..
كم أشتاق إليك يا محمود ..
أذكر في إحدى أمسياتك في بلد عربي شقيق قرأت لنا الكثير وقرأت لنا " مديح الظل العالي "
هل تذكر يا محمود " نفتح علبة السردين تقصفها المدافع " ؟
هل تذكر " نامي قليلاً يا ابنتي "
كم أشتاق إليك يا محمود ولتسقطوا عني جواز السفر .
محمود درويش رحمه الله قال كل شيء عنا
شعر بكل شيء قبل أن نشعر نحن به مع أن السكين
الذي غرز في خاصرتنا كان واحداً ..
كان يشعر عنه وعنا ويترجمنا إلى حروف وأبيات من الشعر
ونحن كعادتنا لا نملك إلا البكاء على الأطلال وعليه
كم وحشتنا يا محمود .. كم أصبحنا فقراء من دونك ..
كل هذا العالم تغير برحيلك .. كل هذا العالم لا يستحق البقاء بعدك
مع أنك تقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة لكنك للأسف
لم تفسر لنا أكثر ما هو هذا الشيء الذي يستحق الحياة على هذه الأرض
فتشت قصيدتك " رسالة من المنفى " بيت بيت وشطر شطر وحرف حرف
أبحث عما يستحق الحياة .. هل هي كسرة الخبز الجافة أم كسر الخاطر
الذي نغرق فيه .. هل هو الوطن المسلوب أم الانسان المسلوب أم العنوان المسلوب
"عرايا نحن " نعم ولو أننا نتدثر بكل شيء لكن لا يدثر الإنسان إلا وطنه يا محمود
نعم وجدتها الوطن هو الذي يستحق الحياة على هذه الأرض ..
كم أشتاق إليك يا محمود ..
أذكر في إحدى أمسياتك في بلد عربي شقيق قرأت لنا الكثير وقرأت لنا " مديح الظل العالي "
هل تذكر يا محمود " نفتح علبة السردين تقصفها المدافع " ؟
هل تذكر " نامي قليلاً يا ابنتي "
كم أشتاق إليك يا محمود ولتسقطوا عني جواز السفر .
--------------------------------
![رسالة من المنفى .. محمود درويش . Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: رسالة من المنفى .. محمود درويش .
من أروع ما قرأت
تأثرت مثلك أستاذة ميساء
شكرا أستاذ حاتم
تأثرت مثلك أستاذة ميساء
شكرا أستاذ حاتم
فاطمة شكري- عضو متميز
-
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 779
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
أخي الكاتب الجميل حاتم
أه حاتم من وجع وطن لا يحتضن .. أه من كلمات درويش كم موجعة.
ما قيمة الانسان إن نام كل ليلة جوعان !!
هل رأيت وجعا أكثر من ذلك.؟
مرة نموت في الحياة ومرة نموت عند الموت
كفي درويش أوجعتنا كلماتك .. ما هذا حاتم كأنك تعمتد أن تعيدنا إلي جذورنا
تحياتي لك
ما قيمة الانسان إن نام كل ليلة جوعان !!
هل رأيت وجعا أكثر من ذلك.؟
مرة نموت في الحياة ومرة نموت عند الموت
كفي درويش أوجعتنا كلماتك .. ما هذا حاتم كأنك تعمتد أن تعيدنا إلي جذورنا
تحياتي لك
سميرة عبد العليم- عضو متميز
-
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» رسالة إلى محمود درويش
» سجل أنا عربي .. محمود درويش .
» لديَّ ما يكفي من الماضي وينقُصُني غَدٌ - محمود درويش مقطع من الجدارية - محمود درويش
» فكر بغيرك " محمود درويش "
» لوركا .. محمود درويش .
» سجل أنا عربي .. محمود درويش .
» لديَّ ما يكفي من الماضي وينقُصُني غَدٌ - محمود درويش مقطع من الجدارية - محمود درويش
» فكر بغيرك " محمود درويش "
» لوركا .. محمود درويش .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي