بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
مخطط هدم منازل وترحيل أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة
صفحة 1 من اصل 1
مخطط هدم منازل وترحيل أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة
مخطط هدم منازل وترحيل أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة
يُعدُّ حي الشيخ جراح من أهم الأحياء السُكانية الفلسطينية في شرقي القدس. أُنشئ الحيّ الحديث من الشيخ جراح، والذي يقطنه نحو 3000 فلسطيني، سنة 1865. وبموجب اتفاقية وقعت بين وكالة الأونروا والحكومة الأردنية، في سنة 1956، تمّ استيعاب 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها الفلسطينية المحتلة سنة 1948. وبنت الحكومة الأردنيّة بيوتاً لتلك العائلات على أراض كانت مُؤجرة في السّابق لعائلات يهودية خرجت من الحي بعد النكبة. ومع مرّ السنين باتت هذه المنازل تضمّ 80 أسرة مؤلفة من أكثر من 550 فرداً.
ولحي الشيخ جراح مكانة دينية ورمزية وطنية، ويضمّ مقار العديد من البعثات الدبلوماسية، ومعالم معروفة مثل بيت الشرق وفندق الأمريكان كولوني والمسرح الوطني الفلسطيني. ونظراً للموقع الاستراتيجي للحي بذلت جماعات المستوطنين جهوداً حثيثة في السنوات الأخيرة من أجل السيطرة على الأراضي والممتلكات لإقامة مستعمرات جديدة في الحي.
ويعاني الحي من انتشار البؤر الاستيطانية وأدوات المراقبة، مما يضع السكان في ما يشبه السجن، وبشكل خاص في المناسبات والأعياد اليهودية. ويعيش الفلسطينيون فيه تحت خطر الترحيل الوشيك، وتحت ظروف اقتصادية صعبة، ويتعرضون لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين. وبدأت هذه المعاناة مع احتلال 1967، إذ أخذ المستوطنون يستولون بشكل تدريجي على منازل الحي، ويقيمون بؤراً استيطانية.
وتركزت سياسات الاحتلال في شرقي القدس على استراتيجيتين مركزيتين، تتمثل الأولى في تعزيز وجود أغلبية يهودية في القدس عن طريق إنشاء مستعمرات، فيما سعت الثانية إلى تحقيق نفس الهدف عن طريق الحدّ من النمو السكاني الفلسطيني وتقليص أعدادهم.
ولم يتوقف الاحتلال عن استهداف حي الشيخ جراح، فمنذ بداية سبعينيات القرن الماضي، تحاول الجمعيات الاستيطانيّة ما تسميه “استعادة ملكية” العقارات التي كانت تسكنها عائلات يهودية قبل النكبة. وبالمقابل، لا يسمح للفلسطينيين اللاجئين في الشّيخ جرّاح بالمطالبة بأملاكهم التي أجبروا على إخلائها سنة 1948.
وفي التسعينيّات، طرحت بلديّة الاحتلال في القدس مشروع تهويد المنطقة التي يُسمّيها الاحتلال “الحوض المقدّس”، وهي تشمل البلدة القديمة بكاملها وأجزاءً واسعة من الأحياء والضواحي المحيطة بها، ومنها حيّ الشيخ جراح. ومنذ سنة 2001، هناك تدفق واضح للمستوطنين إلى الحيّ وقد نجحوا في الاستيلاء على عدد من البيوت وإخلاء سكانها.
وخلال الفترة القريبة الماضية، زاد حجم المضايقات والجهد المبذول من الجمعيات الاستيطانية الصهيونية، بدعم من الحكومة الصهيونية، بشكل كبير. ونتيجة لذلك فقد أكثر من 60 فلسطيني بيوتهم، وما يزال هناك نحو 500 آخرون مهددين بالطرد بالقوة، ونزع الملكية والتهجير.
وخاضت العائلات المقدسية المهدّدة بالطرد من منازلها، صراعاً مريراً في المحاكم الصهوينية التي رفضت الأوراق الثبوتية التي قدمها السكان لدحض مزاعم الجمعيات الاستيطانية عن ملكيتها للأرض. وتؤكد العائلات المقدسية أن المحاكم الإسرائيلية استندت في قراراتها المنحازة لصالح المستوطنين الإسرائيليين إلى وثائق مزورة غير صحيحة، وأنها تحكم بشكل دائم لصالح المستوطنين.
ومنذ سنة 2009 أخلت سلطات الاحتلال ثلاث عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، لصالح المستوطنين اليهود. وفي أواخر تشرين أول/ أكتوبر 2020 أصدرت محكمة صلح الاحتلال غربي القدس قرارين بإخلاء 7 عائلات فلسطينية من الحي، لصالح جمعيات استيطانية، وتنوي الآن إخلاء بقية العائلات. ورفضت المحكمة استئناف تلك العائلات، وأصدرت في شباط/ فبراير 2021 قراراً ضدّ أربع عائلات، وفرضت عليهم تنفيذ الإخلاء في مهلة أقصاها مطلع أيار/ مايو 2021، فيما أمهلت ثلاث عائلات أخرى حتى آب/ أغسطس 2021 لإخلاء منازلها.
وفي الوقت الذي تصر فيه السلطات الصهيونية على قرارات الإخلاء ضدّ منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، صدقت بلدية الاحتلال على إنشاء موقع يتضمن نصباً تذكارياً في حي الشيخ جراح لجنود كتيبة في لواء المظليين في الجيش الصهيوني الذين قُتلوا خلال احتلال القدس في سنة 1967. وهذا يعني أن عشرات العائلات الفلسطينية في المنطقة ستواجه دعوى قضائية تطالب بإخلاء منازلهم، كجزء من مخطط استيطاني شامل في الحي.
مخطط هدم منازل وترحيل أهالي حي الشيخ جراح مرتبط بالاستراتيجية الصهيونية لتهويد المدينة وتغيير طابعها الإسلامي والعربي وفرض وقائع سياسية ضد القدس والقضية الفلسطينية.
وأمام هذه التحديات، تبقى معركة الفلسطينيين مع الاحتلال تتركز في مواجهة أطماع الاحتلال الصهيوني على حي الشيخ جراح، ولفت الأنظار لما يتعرض له الحي من هجمة استيطانية شرسة، تهدد مئات الفلسطينيين، بينهم عشرات النساء والأطفال.
يُعدُّ حي الشيخ جراح من أهم الأحياء السُكانية الفلسطينية في شرقي القدس. أُنشئ الحيّ الحديث من الشيخ جراح، والذي يقطنه نحو 3000 فلسطيني، سنة 1865. وبموجب اتفاقية وقعت بين وكالة الأونروا والحكومة الأردنية، في سنة 1956، تمّ استيعاب 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها الفلسطينية المحتلة سنة 1948. وبنت الحكومة الأردنيّة بيوتاً لتلك العائلات على أراض كانت مُؤجرة في السّابق لعائلات يهودية خرجت من الحي بعد النكبة. ومع مرّ السنين باتت هذه المنازل تضمّ 80 أسرة مؤلفة من أكثر من 550 فرداً.
ولحي الشيخ جراح مكانة دينية ورمزية وطنية، ويضمّ مقار العديد من البعثات الدبلوماسية، ومعالم معروفة مثل بيت الشرق وفندق الأمريكان كولوني والمسرح الوطني الفلسطيني. ونظراً للموقع الاستراتيجي للحي بذلت جماعات المستوطنين جهوداً حثيثة في السنوات الأخيرة من أجل السيطرة على الأراضي والممتلكات لإقامة مستعمرات جديدة في الحي.
ويعاني الحي من انتشار البؤر الاستيطانية وأدوات المراقبة، مما يضع السكان في ما يشبه السجن، وبشكل خاص في المناسبات والأعياد اليهودية. ويعيش الفلسطينيون فيه تحت خطر الترحيل الوشيك، وتحت ظروف اقتصادية صعبة، ويتعرضون لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين. وبدأت هذه المعاناة مع احتلال 1967، إذ أخذ المستوطنون يستولون بشكل تدريجي على منازل الحي، ويقيمون بؤراً استيطانية.
وتركزت سياسات الاحتلال في شرقي القدس على استراتيجيتين مركزيتين، تتمثل الأولى في تعزيز وجود أغلبية يهودية في القدس عن طريق إنشاء مستعمرات، فيما سعت الثانية إلى تحقيق نفس الهدف عن طريق الحدّ من النمو السكاني الفلسطيني وتقليص أعدادهم.
ولم يتوقف الاحتلال عن استهداف حي الشيخ جراح، فمنذ بداية سبعينيات القرن الماضي، تحاول الجمعيات الاستيطانيّة ما تسميه “استعادة ملكية” العقارات التي كانت تسكنها عائلات يهودية قبل النكبة. وبالمقابل، لا يسمح للفلسطينيين اللاجئين في الشّيخ جرّاح بالمطالبة بأملاكهم التي أجبروا على إخلائها سنة 1948.
وفي التسعينيّات، طرحت بلديّة الاحتلال في القدس مشروع تهويد المنطقة التي يُسمّيها الاحتلال “الحوض المقدّس”، وهي تشمل البلدة القديمة بكاملها وأجزاءً واسعة من الأحياء والضواحي المحيطة بها، ومنها حيّ الشيخ جراح. ومنذ سنة 2001، هناك تدفق واضح للمستوطنين إلى الحيّ وقد نجحوا في الاستيلاء على عدد من البيوت وإخلاء سكانها.
وخلال الفترة القريبة الماضية، زاد حجم المضايقات والجهد المبذول من الجمعيات الاستيطانية الصهيونية، بدعم من الحكومة الصهيونية، بشكل كبير. ونتيجة لذلك فقد أكثر من 60 فلسطيني بيوتهم، وما يزال هناك نحو 500 آخرون مهددين بالطرد بالقوة، ونزع الملكية والتهجير.
وخاضت العائلات المقدسية المهدّدة بالطرد من منازلها، صراعاً مريراً في المحاكم الصهوينية التي رفضت الأوراق الثبوتية التي قدمها السكان لدحض مزاعم الجمعيات الاستيطانية عن ملكيتها للأرض. وتؤكد العائلات المقدسية أن المحاكم الإسرائيلية استندت في قراراتها المنحازة لصالح المستوطنين الإسرائيليين إلى وثائق مزورة غير صحيحة، وأنها تحكم بشكل دائم لصالح المستوطنين.
ومنذ سنة 2009 أخلت سلطات الاحتلال ثلاث عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، لصالح المستوطنين اليهود. وفي أواخر تشرين أول/ أكتوبر 2020 أصدرت محكمة صلح الاحتلال غربي القدس قرارين بإخلاء 7 عائلات فلسطينية من الحي، لصالح جمعيات استيطانية، وتنوي الآن إخلاء بقية العائلات. ورفضت المحكمة استئناف تلك العائلات، وأصدرت في شباط/ فبراير 2021 قراراً ضدّ أربع عائلات، وفرضت عليهم تنفيذ الإخلاء في مهلة أقصاها مطلع أيار/ مايو 2021، فيما أمهلت ثلاث عائلات أخرى حتى آب/ أغسطس 2021 لإخلاء منازلها.
وفي الوقت الذي تصر فيه السلطات الصهيونية على قرارات الإخلاء ضدّ منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، صدقت بلدية الاحتلال على إنشاء موقع يتضمن نصباً تذكارياً في حي الشيخ جراح لجنود كتيبة في لواء المظليين في الجيش الصهيوني الذين قُتلوا خلال احتلال القدس في سنة 1967. وهذا يعني أن عشرات العائلات الفلسطينية في المنطقة ستواجه دعوى قضائية تطالب بإخلاء منازلهم، كجزء من مخطط استيطاني شامل في الحي.
مخطط هدم منازل وترحيل أهالي حي الشيخ جراح مرتبط بالاستراتيجية الصهيونية لتهويد المدينة وتغيير طابعها الإسلامي والعربي وفرض وقائع سياسية ضد القدس والقضية الفلسطينية.
وأمام هذه التحديات، تبقى معركة الفلسطينيين مع الاحتلال تتركز في مواجهة أطماع الاحتلال الصهيوني على حي الشيخ جراح، ولفت الأنظار لما يتعرض له الحي من هجمة استيطانية شرسة، تهدد مئات الفلسطينيين، بينهم عشرات النساء والأطفال.
مؤيد السالم- عضو متميز
- عدد المساهمات : 580
تاريخ التسجيل : 14/12/2010
مؤيد السالم- عضو متميز
- عدد المساهمات : 580
تاريخ التسجيل : 14/12/2010
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» حرق فتى فلسطيني على أيدي مستوطنين في القدس المحتلة
» إسرائيل تبني قبوراً وهمية في القدس المحتلة
» الشيخ تيسير التميمي يحذر من مجزرة جديدة في المسجد الأقصى
» مخطط لاستباحة المسجد الأقصى..
» عرب الداخل يبدأون «أسبوع الغضب» ضد «مخطط برافر» لتهجير بدو النقب
» إسرائيل تبني قبوراً وهمية في القدس المحتلة
» الشيخ تيسير التميمي يحذر من مجزرة جديدة في المسجد الأقصى
» مخطط لاستباحة المسجد الأقصى..
» عرب الداخل يبدأون «أسبوع الغضب» ضد «مخطط برافر» لتهجير بدو النقب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي