أوراق حياتي...

سأستثمر هذا المنبر لأضخ برئة المنتدى الحبيب نفس طفولي حالم على وقع تراتيل الطفولة والأيام الخوالي،
هنا سألوذ بقلبي "القديم" لأحكي لكم عن أيام الطفولة والذكريات الخالدة خلود الحس والشعور،
سأنقل لكم أوراقا من حياتي ووفاء للتاريخ وللأمانة سأدرجها كما كتبتها، وأكيد أنكم ستتحملون أسلوبي الطفولي في الحكي، فأغلبية الذكريات طبعت حياتي وأنا لم أتجاوز السادسة عشر، لكن لعمقها الإنساني وزخمها الجمالي والمعرفي إرتأيت نشرها...

لا تتوقع الكثير سيدتي، لا أريد أن أحطم أفق انتظارك مجرد خربشات طفولية تذكرني بأيام الشقاوة وأيام تشكل الوعي بالعالم وبالذات...عموما لا قيمة لها على المستوى الجمالي، لكنها غنية على المستوى الإنساني والمعرفي...

هرج ومرج أتث عوالم الفصل، جسد ذكوري فتي احتواني لم أفكر في يوم أن أتصالح معه، لكن فكرت ألأف مرة كيف السبيل للتوغل في ذاتي، استلمتْ المعلمة وردة حمراء ملفوفة على ساقها ورقة نقدية، ابتسمت كأنها أفلحت في الإنتصار لجسدها الملتهب، غرور أنثوي يكاد ينتفض منها، غادرتْ الفصل وساد هرج ومرج داخل الفصل، استفزني هذا الموقف طرحت مسلسل أسئلة على نفسي، ربما لأننا كأطفال لنا حس مرهف، لم أشيء أن أوسع دائرة أسئلتي لتمتد لحرية الآخر لكن هنا الأمر مختلف، معلمة تربط علاقات عاطفيل أوقات مزاولة عملها، تتمادى في اظهار مفاتنها، تتفنن في اضفاء مساحيق التجميل على وجهها الذي لم أره أبدا، حينها كنا نترصد جسدها حين تكتب على السبورة، نتيه في قامتها الممشوقة ونادرا ما كنت أركز على الدرس، تمضي أغلب وقت الدراسة مع معلم ييُدرس قرب فصلنا، تدور بينهم أساطير الحب ونظرات بينهم مشحونة بالرغبة المحمومة في إلتحام الجسدين، وفي فوضى القسم توغلتُ بين التلاميذ لألفتَ الأنظار لعلي أضفر بلحظات من الصمت، وقفتُ أمامهم وكتبتُُ على السبورة جملة كنت أحفظها عن ظهر قلب : "السعادة:عطر لا تستطيع أن تنشره بين الناس دون أن يعلق بك قطرات منه"
كتبتها بكل صدق وعفوية كأن كل حرف متشظر من ذاتي...تنفستُ الصعداء وبمجرد أن استفقتُ لعالمي الفوضوي حضيتُ بصفعة على وجهي الصغير، لم ألحظ وجود المعلمة ورائي، تصرخ،تزمجر،تشتم،تسب...الآن رأيتُ وجهها حقا، توغلت دموع ساخنة على وجهي، اعتذرتُ لها بخشوع وبصوت مبحوح ممزوج بدموع طفل بريء، صفعتني ثلاث صفعات وعاقبتني بكتابة النشيد الوطني 50 مرة، قلتُ في نفسي: أهكذا سنحب الوطن ؟؟
اليوم تعلمتُ أن لا وجود لفعل صادق دون أن تعاقب عليه...فالعالم لا يحتمل الصدق17/مارس/2001