بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
فـرانـك يـانـسِـن : لا فـُـضَّ فـوك…!!” الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فـرانـك يـانـسِـن : لا فـُـضَّ فـوك…!!” الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
فـرانـك يـانـسِـن : لا فـُـضَّ فـوك…!!”
الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
قليل ما يسمع المرء، في دول الشـمـال ،
أفكاراً، وتحليلات تتجاوز ما استقر في وسائل الإعلام الجماهيرية،
التي تـُسطّح، للأسف، أعْـقـد الـقـضايا،
وتتناولها من أسهل أبوابها واقـلـها عناءً.
الإسلام، الصدام، المواجهة، العنف، الإرهاب..
كلها كلمات صارت تعـني جهة واحدة ، وبشراً بعينهم في العالم:
العرب والمسلمين ، وتشير إليهم بإصبع اتهام جاهـز،
ينهـل مخزونه من الـتـنـمـيـطات الراسخة،
غير القابلة للاهـتزاز، التي تغـذيها، بدورها،
ظواهر وأحداث معزولة في العالمين العربي والإسلامي ،
لا تشكل سياقا شاملا، ولا تعكس واقعاً فعلياً.
قـليل من المحللين الإسـكـنـدنافـيـيـن الذين يظهرون في وسائل الإعلام،
من يـُجـشـِّم نفسه عـناء تفكيك هذه الترسانة الجاهزة،
من الـتـنـمـيـطات والآراء المسبقة، التي تكتسب اليوم قوة دفع جديدة.
من بين هذه القلة، النادرة، الكاتب والباحث الدانـمـاركي فـرانـك يـانـسـن،
الذي كان ضيفاً قبل يومين على البرنامج الـثـاني في الـتـلـفـزيـون الـدانـمـاركي.
المدهش في إجابات فـرانـك يـانـسـن على أسئلة المذيعـة،
تلك النبرة الحارة، والعارفة، في آن، في حديثه عـن العالم العربي،
والساخرة، بل المتهكمة، حيال سذاجة المتخـيل الأوروبي للعـرب والمسلمين.
فـرانـك يـانـسـن شخصية بحثية معروفة في الأوسـاط الاكاديمية الإسـكـنـدنـافـية ،
ولكنه بدأ يكتسب حضوراً شعـبياً مع إطلالاته المتكررة على شاشات التلفزة الإسـكـنـدنـافـية.
صورة فـرانـك يـانـسـن الاولى في ذهـني،
مستمدة من نشاطه السياسي والبحثي المتعلق بـالـقـضـيـة الفـلـسـطـيـنيـة،
والعالم العربي في الـثـمـانـيـنات.
فهو مستعـرب، اهتم مبكراً بالحياة السياسية ، وزار عـدداً من الدول العربية.
آنذاك، كان فـرانـك يـانـسـن يسارياً ذا نكهة ماركسية،
على ما كانت عليه الحـالـة السياسية والايديولوجية بين شباب تلك المرحلة شرقاً وغرباً،
لكن المرحلة تغيرت وتغير معها، ان لم ينقلب، كثير من شخوصها ومنظريها
(انظروا كيف صار بعض أكثر اليساريين العرب تطرفا ،
منظرين شرسين لليبرالية الأمريكية المتوحشة!)،
ولم يكن تغـير فـرانـك يـانـسـن، في هذا الإطار، استثناء.
أصبح الشاب الـدانـماركي اليساري كـاتباً مرموقاً ،
في واحدة من أكـبـر الصـحـف الـدانـمـاركية،
وكانت كتاباته وإطلالاته التلفزيونية قبيل الحرب الأمريكية على العراق ،
مخيبة، تماما، لآمال الذين عرفـوه من قبل
وكان ممكناً لواحد مثله أن يفرق بين احتلال صدام حسين للكويت ،
الذي ينبغي أن يدان بشدة ، وبين تجريد الحرب على العراق ،
بذريعة إخراج القـوات الـعـراقـيـة من الكويت ،
التي سيكون الشعـب العراقي ضحيتها الاولى، وكان فعلاً.
لم يفعل فـرانـك يـانـسـن شيئا من هذا،
ولا أظنه راجع موقفه حتى والطائرات الأمـريكـيـة ،
تقوم بقصفها السـّجادي لبغـداد والمدن العراقـيـة الاخرى.
لكن شيئا حدث في مواقف فـرانـك يـانـسـن بعد الحادي عشر من أيـلـول،
أو هكذا يهييء اليّ.
فهو كان من أوائل الكـتـاب الذين تناولوا هذا العمل الإرهابي الكبير ،
بشيء من الانضباط العقلي والتحليل السياسي والفكري العميق ،
لخلفيات ودوافع هذا العمل الذي كُتب له أن يشكل فاصلا حاسما،
بين مرحلتين في الحياة السياسية الامريكية،
ومنعطفا حاداً في العلاقات الدولية.
في مـقـال نـشـره في صـحـيـفـة Politiken في الشـهـر الـمـاضي ،
يـتـصـدى فـرانـك يـانـسـن، على نحو تحليلي عميق وواف،
لخرافة “الصدام الحتمي بين الغرب والإسلام“، ويـُـفـنـد مزاعـمها،
وهـو بالضبط، ما فعله في حلقة البرنامج الـتـلـفـزيـوني الذي اشرت اليه..
فماذا قال في هذا الحوار؟
قال ان الإسلام “متعدد بتعدد الشعوب التي تعـتـنـقه“،
فمن المضحك أن تضع كل المسلمين ومذاهبهم المختلفة في سلة واحدة،
وان الإسلام، وهذا هو أهم ما قاله، “ليس سبب الدكتاتورية والفساد في العالم العربي“،
فليست الطغـم العسكرية الديكتاتورية التي حكمت ردحاً طويلا في أمريكا اللاتينية مسلمة،
ولا الفساد طبيعة متأصلة في السلوك العربي والإسلامي،
“فهناك في العالم فساد كثير ومفسدون كثيرون“ ،
لا هم عـرب ولا يدينون بالإسلام.
وتحدث عن الديموقراطية التي تـزعـم الـولايات الـمـتـحـدة الأمريكيـة،
انـهـا تـعـمـل عـلى تـحـقـيـقـهـا في العالم العربي ،
وقال ان مشكلة أمريكا هي في “انعدام الثقة“ بها في أجزاء كبيرة من العالم ،
بسبب حروبها، فالديموقراطية “لا تستقيم مع الحروب ولا مع الاحتلال“.
“الذين يحكمون العالم العـربي مجموعة من اللصوص،
الذين ينهبون ثروات بلادهم“ .
هذا بالحرف ما قاله،
ولا أظن أن عـربياً حراً يختلف معه في ذلك،
بل سـيزيده من الشعـر بيتاً.
تـسأله مـقـدمـة الـبـرنامـج إن كانت هناك مقاومة شعـبية أو ثقافية،
للديكتاتورية والفـساد في العالم العربي،
فيكشف، هنا، فـرانـك يـانـسـن عن معـرفة ومتابعة جـيدتين ،
للشأن الثقافي في العالم العربي، فيقول:
“طبعا هناك مقاومة ولكن الذين يتصدون للنظم الديكتاتورية السائدة،
يقتلون او يلقون في غـياهـب السجون ، أو يمنعون من العمل او السفر...”
يذكر فـرانـك يـانـسـن أسماء مقاومة واحتجاج نعـرفها على هذا الصعـيد،
منها الشيخ إمام وأحـمـد فـؤاد نجم، وعـبد الرحمن منيف، وزياد الرحباني.
وبـعــد ؛
لم اطرب لكلام فـرانـك يـانـسـن لأنه يحابي العـرب ،
وينتصر لهم ظالمين ومظلومين،
مثل هذا الكلام لا يطربني،
بل أطربني أن أسمع مثقفاً أوروبـياً يـنـظـر إلـيـنـا ،
من خارج أسوار التنميط العالية..
يرى ويعكس بصدق وجرأة ما رأى…
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: فـرانـك يـانـسِـن : لا فـُـضَّ فـوك…!!” الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
وما ظلمونا ولكن كنا لأنفسنا ظالمين " مضمون قرآني "
وماذا ينفع فهم العالم كله لنا ونحن لا نفهم أنفسنا ؟!
شكرا لاختياراتك الجميلة سيدتي ميساء
وماذا ينفع فهم العالم كله لنا ونحن لا نفهم أنفسنا ؟!
شكرا لاختياراتك الجميلة سيدتي ميساء
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
مواضيع مماثلة
» سـيـغـبـيـرت لارسـون : لا فـُـضَّ فـوك…!!”/الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» “ما أنا بقارئ…!!”/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» الـكـتـاب فـي عـصـر الإنـتـرنـت/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» ذاكـرة تـَحـت الـطـَـلـَب الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» نـَبـيــذ قــَديم في قـنـاني جـَديدة/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» “ما أنا بقارئ…!!”/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» الـكـتـاب فـي عـصـر الإنـتـرنـت/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» ذاكـرة تـَحـت الـطـَـلـَب الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» نـَبـيــذ قــَديم في قـنـاني جـَديدة/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي