بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
نـَبـيــذ قــَديم في قـنـاني جـَديدة/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
نـَبـيــذ قــَديم في قـنـاني جـَديدة/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
نـَبـيــذ قــَديم في قـنـاني جـَديدة/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
من الظواهر التي نعاينها في الحياة الثقافية ظاهرة تقليب الكتب ،
وأقصد بالتقليب عملية إعادة طباعة الكتاب ونشره ،
بشكل يختلف عن الشكل الذي ظهر فيه أول مرة ، في طبعته الأولى،
كأن يحمل عنواناً آخر ، أو تظهر فصوله محرفة،
أو من دون تحريف لتكون أجزاء رئيسة في كتب أخرى للمؤلف نفسه.
يقـتـرف هذه العملية كثير من الكتاب ،
من بينهم أكاديميون ومبدعـون ومترجمون:
فـنسمع من باحث أكاديمي قوله إن له “خمسة وأربعـين كـتـابـاً” ،
ونسمع من شاعـر بأنه أبدع “ثلاثين ديواناً ونيف” ،
ويقول لنا مترجم بأنه قد ترجم “ما يزيد على مائتي كتاب”..
قد ينبهر المستمع العادي بأقوال هؤلاء الكتاب ، ويعجب بصنيعهم ،
وربما يقارنهم ، وهو يستمع إلى الأكاديميين منهم ،
بأجدادنا العـظام ، أمثال الجاحظ ، والثعالبي ، وابن منظور …
ولكن إذا ما تطرق إلى ذهن المستمع،
بعض الشك في عدد المؤلفات التي أعـدَّها بعض هؤلاء الكتاب ،
وحاول أن يتثبت من حقيقة الأمر ،
بالرجوع إلى المؤلفات نفسها في المكتبات فـسـيـهـوله ما يجـد:
فهذا الأكاديمي الذي يحمل درجة “بروفـيسور”،
لم يؤلف أو يعـد في حياته غير بضعة كتب ،
لكن كيف تناسخت إلى خمسة وأربعـين كتابا؟
فالأمر لا يحتاج إلى عبقرية فـذة أو ذكاء خـارق…
لقد لجأ صاحبنا إلى عـملية التقـليب:
فأعاد طباعة كتبه تارة بتغيير عـناوينها ،
وأخرى بتوزيع فـصولها على عـدة كتب ، تحت عناوين مختلفة.
وفي النهاية لاستكمال عملية التقليب ،
فإنه يجمع هذه الكتب تحت عـنوان جامع هو” الأعـمال الكاملة” ،
وهكذا تبدو قائمة مؤلفاته في سيرته الذاتية خمسة وأربعـين كـتـابـاً قابلة للزيادة.
هنالك بعض الشعراء من يلجأ إلى مثل صنيع ذلك الأكاديمي ،
مع اختلاف يتناسب وطبيعة الشعر:
فـيوزع قـصائده الشعرية الطويلة إلى مجموعات ،
ثم يكون من كل ثلاث مجموعات أو أكثر ، على سبيل المثال ،
كتاباً يحمل عنواناً جامعاً ،
وينتهي به المطاف إلى إن يجمع إبداعه الشعري كلّه،
تحت عنوان” الأعـمال الشعـرية الكاملة” ، وهكذا دواليك…
ويمكن إن نلحق بعمليات التـقـليب ما يلجأ إليه بعض المترجمين ،
وبخاصة مترجمو الأعمال القـصصية:
إذ يسطون على كتب غيرهم فـيغـيّرون في عـناوينها ،
وبعض فـقـراتها بالزيادة أو التحريف ،
وهذا يفـسر تعـدد الترجمات للعمل الواحد ،
ويلاحظ هـذا خصوصاً في ترجمات سلاسل القـصص الانجليزية المبسـَّـطة ،
التي تدرس في المدارس الخاصة.
وهكذا نستطيع أن نفهم قول احد المترجـمين بأن له “مائتي كتاب” …
لـقـد أمضى رابنـدرانات طـاغـور ،
شاعر البنـغـال الأعظم وفيلسوفهم الأشهر ،
والحائز على جائزة نوبل في الآداب ،
25 عـامـاً (أجل ، خمسة وعشرين عـاما) في ترجمة ” المهـا بـهارتـا” ،Mahabharta ،
ملحمة الهـنـدوس الخـالـدة ،
من السنسكريتية إلى الإنجليزية ، في ترجمة شعرية رائعة ،
يـحـسـده عليها وليم شكسبير وجون كيتس…
إن العمركله لا يتسع لهذا العدد من الكتب ،
حتى ولو إفـترضنا انه ولد مترجماً ،
وبدأ عـمليات الترجمة وهو في بطن أمه.
في النهاية ، ونحن نعاين هذه الظاهرة ،
وهي تتنامى في حياتنا الثقافية نتساءل:
هل الأكاديميون الحقيقيون ،
والشعراء المبدعـون ،
والمترجمون البارعـون ،
يحتاجون إلى تقـلـيـب مؤلفاتهم؟
وهل هنالك ضرورة لمضاعـفة العدد،
على حساب النوع والقيمة؟
من الظواهر التي نعاينها في الحياة الثقافية ظاهرة تقليب الكتب ،
وأقصد بالتقليب عملية إعادة طباعة الكتاب ونشره ،
بشكل يختلف عن الشكل الذي ظهر فيه أول مرة ، في طبعته الأولى،
كأن يحمل عنواناً آخر ، أو تظهر فصوله محرفة،
أو من دون تحريف لتكون أجزاء رئيسة في كتب أخرى للمؤلف نفسه.
يقـتـرف هذه العملية كثير من الكتاب ،
من بينهم أكاديميون ومبدعـون ومترجمون:
فـنسمع من باحث أكاديمي قوله إن له “خمسة وأربعـين كـتـابـاً” ،
ونسمع من شاعـر بأنه أبدع “ثلاثين ديواناً ونيف” ،
ويقول لنا مترجم بأنه قد ترجم “ما يزيد على مائتي كتاب”..
قد ينبهر المستمع العادي بأقوال هؤلاء الكتاب ، ويعجب بصنيعهم ،
وربما يقارنهم ، وهو يستمع إلى الأكاديميين منهم ،
بأجدادنا العـظام ، أمثال الجاحظ ، والثعالبي ، وابن منظور …
ولكن إذا ما تطرق إلى ذهن المستمع،
بعض الشك في عدد المؤلفات التي أعـدَّها بعض هؤلاء الكتاب ،
وحاول أن يتثبت من حقيقة الأمر ،
بالرجوع إلى المؤلفات نفسها في المكتبات فـسـيـهـوله ما يجـد:
فهذا الأكاديمي الذي يحمل درجة “بروفـيسور”،
لم يؤلف أو يعـد في حياته غير بضعة كتب ،
لكن كيف تناسخت إلى خمسة وأربعـين كتابا؟
فالأمر لا يحتاج إلى عبقرية فـذة أو ذكاء خـارق…
لقد لجأ صاحبنا إلى عـملية التقـليب:
فأعاد طباعة كتبه تارة بتغيير عـناوينها ،
وأخرى بتوزيع فـصولها على عـدة كتب ، تحت عناوين مختلفة.
وفي النهاية لاستكمال عملية التقليب ،
فإنه يجمع هذه الكتب تحت عـنوان جامع هو” الأعـمال الكاملة” ،
وهكذا تبدو قائمة مؤلفاته في سيرته الذاتية خمسة وأربعـين كـتـابـاً قابلة للزيادة.
هنالك بعض الشعراء من يلجأ إلى مثل صنيع ذلك الأكاديمي ،
مع اختلاف يتناسب وطبيعة الشعر:
فـيوزع قـصائده الشعرية الطويلة إلى مجموعات ،
ثم يكون من كل ثلاث مجموعات أو أكثر ، على سبيل المثال ،
كتاباً يحمل عنواناً جامعاً ،
وينتهي به المطاف إلى إن يجمع إبداعه الشعري كلّه،
تحت عنوان” الأعـمال الشعـرية الكاملة” ، وهكذا دواليك…
ويمكن إن نلحق بعمليات التـقـليب ما يلجأ إليه بعض المترجمين ،
وبخاصة مترجمو الأعمال القـصصية:
إذ يسطون على كتب غيرهم فـيغـيّرون في عـناوينها ،
وبعض فـقـراتها بالزيادة أو التحريف ،
وهذا يفـسر تعـدد الترجمات للعمل الواحد ،
ويلاحظ هـذا خصوصاً في ترجمات سلاسل القـصص الانجليزية المبسـَّـطة ،
التي تدرس في المدارس الخاصة.
وهكذا نستطيع أن نفهم قول احد المترجـمين بأن له “مائتي كتاب” …
لـقـد أمضى رابنـدرانات طـاغـور ،
شاعر البنـغـال الأعظم وفيلسوفهم الأشهر ،
والحائز على جائزة نوبل في الآداب ،
25 عـامـاً (أجل ، خمسة وعشرين عـاما) في ترجمة ” المهـا بـهارتـا” ،Mahabharta ،
ملحمة الهـنـدوس الخـالـدة ،
من السنسكريتية إلى الإنجليزية ، في ترجمة شعرية رائعة ،
يـحـسـده عليها وليم شكسبير وجون كيتس…
إن العمركله لا يتسع لهذا العدد من الكتب ،
حتى ولو إفـترضنا انه ولد مترجماً ،
وبدأ عـمليات الترجمة وهو في بطن أمه.
في النهاية ، ونحن نعاين هذه الظاهرة ،
وهي تتنامى في حياتنا الثقافية نتساءل:
هل الأكاديميون الحقيقيون ،
والشعراء المبدعـون ،
والمترجمون البارعـون ،
يحتاجون إلى تقـلـيـب مؤلفاتهم؟
وهل هنالك ضرورة لمضاعـفة العدد،
على حساب النوع والقيمة؟
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» “ما أنا بقارئ…!!”/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» الـكـتـاب فـي عـصـر الإنـتـرنـت/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» ذاكـرة تـَحـت الـطـَـلـَب الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» سـيـغـبـيـرت لارسـون : لا فـُـضَّ فـوك…!!”/الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» فـرانـك يـانـسِـن : لا فـُـضَّ فـوك…!!” الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» الـكـتـاب فـي عـصـر الإنـتـرنـت/ الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» ذاكـرة تـَحـت الـطـَـلـَب الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» سـيـغـبـيـرت لارسـون : لا فـُـضَّ فـوك…!!”/الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
» فـرانـك يـانـسِـن : لا فـُـضَّ فـوك…!!” الدكتور عـبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي