بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
جمال الأمكنة!! عبد الهادي شلا
صفحة 1 من اصل 1
جمال الأمكنة!! عبد الهادي شلا
جمال الأمكنة!!
عبد الهادي شلا
ماذا يصنع الفنان حين يشعر باحباط و دوامة تأخذه إلى عالم يعج بأفكارلا تنتهي و هو يبحث عن مخارج لمشاعره المتأججة في قرارها البعيد ؟
يراها قريبة يكاد يلمسها وهي غير ذلك ،دون أن يملك القدرة على عتقها من بين ضفتي صدفتها المغلقة على سرها في أحشائه؟!
قبضة حديدية تمسك بتلابيب مشاعره تحبسها ..تذيبها وتحولها إلى خليط عديم الطعم جامد متكلس ،إلا من ارتجاجات يتردد صداها في رماد الصمت دون أن يحقق مرادا ولا نفعا.
الأماكن لا تحتاج أن تكون جميلة كي تثير الحس والمشاعرالدافئة في نفس الفنان،وكم من مكان مرت عليه السنون وخلفته ركاما وقعت عليه عين فنان فتحول بإبداعه إلى عمل فني إحتل الصدارة في المتاحف أو صالونات أصحاب الذوق الرفيع.
هو الفنان ..القادر على إضافة اللمسة الجميلة إلى الجمال ذاته ، كما يمكنه إضافتها إلى مادون ذلك بطريقة لا يمكن لغيره أن يقوم بها وهي لا تتشابه مع فنان أخر حين يريد أن يضيف لمسة جمال بمذاق أخر.
حقيقة يعرفها جيدا كل الفنانين فلا يمكن أن تتطابق الصورة النهائية عند كل منهم في رسم نفس المكان وبث مشاعرالحنين فيه خاصة إن لم يكن المكان جميلا بالشكل المتعارف عليه إلا أن الفنان بمقدورة أن يجعل منه مكانا تعشقه العين حين يتكشف لها مكنون جماله.
بعض الأماكن تفصلنا عنها مسافات زمنية بعيدة،ولكن صورتها تبقى ساكنة في ذكريات وصور سرعان ما تتجلى في لحظة ما فيتجدد العهد بها حين تبرز تفاصيلها و تستقبلها المشاعر بالابتسامة الغريبة ،قد يكون أجملها أمنية أن تعود تلك اللحظة بكل تفاصيلها وفي نفس المكان .
كنت في زيارة لجزيرة قبرص في منتصف الثمانينيات متجها إلى مدينة سياحية ولفت نظري جمال الطريق المتعرج بين الجبال التي استقر في وسطها موقع به رادار ضخم يحيط به عدد من الملاعب الرياضية ومجمعات خشبية في تناسق جميل،وبدى منظر البحر من بعيد تلألأت أمواجه تحت أشعة الشمس ، فقلت للسائق :كم هو جميل هذا المكان..!!
قال: إنهم هم الذين صنعوا جماله وكان يقصد -القاعدة البريطانية-،وأردف هذا المكان نمر به نحن أهل الجزيرة منذ سنوات طويلة لكننا لم نفكر في أن نجعله بهذا الجمال الذي تراه!!!
هذا يحدث مع الكثيرين الذين يألفون مكانا بعينة ويعيشون فيه ولا يفكرون في مغادرته وإن كان غير ملائم للحياة الرغيدة إلا أن مشاعرهم ارتبطت وتآلفت معه وكلما ابتعدوا عنه طوعا أو كرها أخذهم الحنين إليه بالعودة ولو لساعات عابرة تعيدهم إلى ذكريات ترافقهم مسيرة الحياة.
بعض الأشياء نحتفظ بها سنين وسنين دون أن نسأل عن السر في ذلك رغم أننا لا نقوى على أن نلقيها بعيدا بل ننقلها من مكان إلى أخر ونتفقدها من فترة إلى أخرى بحنين غريب،فما السر في ذلك؟!
أكاد أجزم أن المثل القائل الذي سمعته مرارا من جدتي: " مـَن أحـَبَ عبداً..عـَبـَدهُ،ومن أحب حجرًا..نقـَلهُ "، هو السر في ذلك.
وإني أحتفظ بحجر صغير غريب في ألوانه منذ أكثر من أربعين عاما وقد حملته من مكان بعيد جدا في مدينة أسوان حيث قبر زوجة أغا خان أمير الطائفة الإسماعيلية في أعلى الهضبة التي تطل على النيل،ولا أدري سر الإحتفاظ بهذا الحجر الصغير الجميل حتى يومنا هذا ولم أفكر مرة واحدة في التخلص منه.
ربما جمال ولحظة الفرح التي عشتها في ذاك المكان مازالت تسكن في وجداني وأنا برفقة أصدقاء مازلت أشتاق إليهم؟ ..
ربما .
و لكن..يبقى الوطن الأم بكل ما فيه هو أجمل الأماكن التي ترتاح لها النفس حين تشتد الغربة ولا نملك القدرة على العودة إليه وقت نشاء..!!
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» في مولد الهادي
» التحــَرُّش .. / عبد الهادي شلا
» محاكاة د. جمال مرسي-- الميدان
» اللهجــة تخترق اللغــة..!! – عبد الهادي شلا
» ديوان رشفة للشاعر والفنان عبد الهادي شلا
» التحــَرُّش .. / عبد الهادي شلا
» محاكاة د. جمال مرسي-- الميدان
» اللهجــة تخترق اللغــة..!! – عبد الهادي شلا
» ديوان رشفة للشاعر والفنان عبد الهادي شلا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال