بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
الـكــُتـب الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد... الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
صفحة 1 من اصل 1
الـكــُتـب الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد... الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
الـكــُتـب الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد...
الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
يُنبئنا أحد أجمل الكتاب الساخرين في القرن العشرين، التركي عزيز نيسين،
كيف تتكدس فوق طاولته الكتب التي سيقرؤها ،
أو تلك التي يجب أن يقرأها، لكنه يقر بأنه لن يستطيع قراءتها كلها .
لذلك كلما ارتفع مستوى عمود الكتب المكدسة فوق بعضها،
يضع قسماً منها في المكتبة من دون قراءتها،
في نوعٍ من التسليم من جانبه بأنه ليس بوسعه أن يفعل ذلك،
لذلك يتملكه إحساس وحزن غريبان بسبب ذلك .
مع ذلك فإن لديه مجموعة من الكتب يطلق عليها تسمية: “كتبي”،
وليس المقصود هنا مؤلفاته هو شخصياً،
وإنما مجموعة الكتب التي يشعر بالحاجة الماسة ،
إلى قراءتها مرة أخرى قبل أن يموت .
وهو يُحدثنا عن الحزن العميق الذي يشعر به ،
وهو ينظر الى الكتب الموجودة في مكتبته،
خاصة منها تلك التي يشعر بالحاجة إلى قراءتها، ويقول:
“واأسفاه سأموت من دون قراءة هذه الكتب”، قبل أن يستدرك:
“كأن هناك فرقاً بين الموت من دون قراءة هذه الكتب أو الموت بعد قراءتها”،
مُذكراً إيـَّـانا بقول معبّر لمحمود درويش فحواه ،
أن الموتى سواسية أمام الموت، وحدهم الأحياء أبناء عـم الموت .
يذهب عزيز نيسين الساخر أبداً، والساخر من كل شيء حتى من نفسه،
أبعد من ذلك ليسخر من السياح الأجانب ،
الذين يراهم حين يمر من حرم جامع نور العثماني،
وقد صار كل عضو في جسمهم يرتجف ويهتز بسبب الشيخوخة،
فيقول في نفسه: “ماذا بقي لكم في هذه الحياة،
ولم لا تموتون في المكان الذي أنتم فيه،
أتريدون أن تروا الدنيا، فتقومون بذلك ،
كأن هناك فرقاً بين أن تموتوا بعد رؤية السوق المغلق في اسطنبول ،
أو أن تموتوا من دون رؤيته …:؟!.
من ذلك يخلص نيسين إلى أنه لا فرق بين حماقـته هو ،
حين يخشى الموت قبل قراءة هذه الكتب ،
وبين حماقة هؤلاء السياح الذين برزت عظامهم ،
حين يخشون الموت قبل أن يروا منطقة “ايفس” مثلاً .
لكن كاتبنا الساخر يختم بما يحمل العـزاء لنا ،
نحن الذين نحب السفر وقراءة الكتب،
فحواها أن الإنسان لا يرى حماقته،
بل كم هو جميل إنه لا يراها .
كان على نيسين أن يأخذ بنصيحة مواطنه ومجايله ناظم حكمت،
عن أن أجمل البلدان هي التي لم نزرها بعد،
وأجمل البحار هي التي لم نرها بعد،
ويمكن أن نضيف من عندياتنا أن ،
أجـمـل الـكـتـب هي تـلـك الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد .
الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
يُنبئنا أحد أجمل الكتاب الساخرين في القرن العشرين، التركي عزيز نيسين،
كيف تتكدس فوق طاولته الكتب التي سيقرؤها ،
أو تلك التي يجب أن يقرأها، لكنه يقر بأنه لن يستطيع قراءتها كلها .
لذلك كلما ارتفع مستوى عمود الكتب المكدسة فوق بعضها،
يضع قسماً منها في المكتبة من دون قراءتها،
في نوعٍ من التسليم من جانبه بأنه ليس بوسعه أن يفعل ذلك،
لذلك يتملكه إحساس وحزن غريبان بسبب ذلك .
مع ذلك فإن لديه مجموعة من الكتب يطلق عليها تسمية: “كتبي”،
وليس المقصود هنا مؤلفاته هو شخصياً،
وإنما مجموعة الكتب التي يشعر بالحاجة الماسة ،
إلى قراءتها مرة أخرى قبل أن يموت .
وهو يُحدثنا عن الحزن العميق الذي يشعر به ،
وهو ينظر الى الكتب الموجودة في مكتبته،
خاصة منها تلك التي يشعر بالحاجة إلى قراءتها، ويقول:
“واأسفاه سأموت من دون قراءة هذه الكتب”، قبل أن يستدرك:
“كأن هناك فرقاً بين الموت من دون قراءة هذه الكتب أو الموت بعد قراءتها”،
مُذكراً إيـَّـانا بقول معبّر لمحمود درويش فحواه ،
أن الموتى سواسية أمام الموت، وحدهم الأحياء أبناء عـم الموت .
يذهب عزيز نيسين الساخر أبداً، والساخر من كل شيء حتى من نفسه،
أبعد من ذلك ليسخر من السياح الأجانب ،
الذين يراهم حين يمر من حرم جامع نور العثماني،
وقد صار كل عضو في جسمهم يرتجف ويهتز بسبب الشيخوخة،
فيقول في نفسه: “ماذا بقي لكم في هذه الحياة،
ولم لا تموتون في المكان الذي أنتم فيه،
أتريدون أن تروا الدنيا، فتقومون بذلك ،
كأن هناك فرقاً بين أن تموتوا بعد رؤية السوق المغلق في اسطنبول ،
أو أن تموتوا من دون رؤيته …:؟!.
من ذلك يخلص نيسين إلى أنه لا فرق بين حماقـته هو ،
حين يخشى الموت قبل قراءة هذه الكتب ،
وبين حماقة هؤلاء السياح الذين برزت عظامهم ،
حين يخشون الموت قبل أن يروا منطقة “ايفس” مثلاً .
لكن كاتبنا الساخر يختم بما يحمل العـزاء لنا ،
نحن الذين نحب السفر وقراءة الكتب،
فحواها أن الإنسان لا يرى حماقته،
بل كم هو جميل إنه لا يراها .
كان على نيسين أن يأخذ بنصيحة مواطنه ومجايله ناظم حكمت،
عن أن أجمل البلدان هي التي لم نزرها بعد،
وأجمل البحار هي التي لم نرها بعد،
ويمكن أن نضيف من عندياتنا أن ،
أجـمـل الـكـتـب هي تـلـك الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» " رسائل شارل بودلير "// الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» الأشجار تموت واقفة // الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» العامل الأمـّي البسيط الـذي عـلـَّمني أبجـدية الـفـلـسـفـة!/ الدكتور عـبـد القادر حسـين ياسـين
» البـاحـث الـمـنـاضـل هـادي العـلوي :صـَرخـَة مـُسـتـَديـمة في وَجه الـظـلـم والعـُبـوديـّة/الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» صـقـيع الـمـنـفـى د. عبد القادر حسـين ياسـين
» الأشجار تموت واقفة // الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» العامل الأمـّي البسيط الـذي عـلـَّمني أبجـدية الـفـلـسـفـة!/ الدكتور عـبـد القادر حسـين ياسـين
» البـاحـث الـمـنـاضـل هـادي العـلوي :صـَرخـَة مـُسـتـَديـمة في وَجه الـظـلـم والعـُبـوديـّة/الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» صـقـيع الـمـنـفـى د. عبد القادر حسـين ياسـين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي