بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
الـكــُتـب الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد... الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
صفحة 1 من اصل 1
الـكــُتـب الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد... الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
الـكــُتـب الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد...
الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
يُنبئنا أحد أجمل الكتاب الساخرين في القرن العشرين، التركي عزيز نيسين،
كيف تتكدس فوق طاولته الكتب التي سيقرؤها ،
أو تلك التي يجب أن يقرأها، لكنه يقر بأنه لن يستطيع قراءتها كلها .
لذلك كلما ارتفع مستوى عمود الكتب المكدسة فوق بعضها،
يضع قسماً منها في المكتبة من دون قراءتها،
في نوعٍ من التسليم من جانبه بأنه ليس بوسعه أن يفعل ذلك،
لذلك يتملكه إحساس وحزن غريبان بسبب ذلك .
مع ذلك فإن لديه مجموعة من الكتب يطلق عليها تسمية: “كتبي”،
وليس المقصود هنا مؤلفاته هو شخصياً،
وإنما مجموعة الكتب التي يشعر بالحاجة الماسة ،
إلى قراءتها مرة أخرى قبل أن يموت .
وهو يُحدثنا عن الحزن العميق الذي يشعر به ،
وهو ينظر الى الكتب الموجودة في مكتبته،
خاصة منها تلك التي يشعر بالحاجة إلى قراءتها، ويقول:
“واأسفاه سأموت من دون قراءة هذه الكتب”، قبل أن يستدرك:
“كأن هناك فرقاً بين الموت من دون قراءة هذه الكتب أو الموت بعد قراءتها”،
مُذكراً إيـَّـانا بقول معبّر لمحمود درويش فحواه ،
أن الموتى سواسية أمام الموت، وحدهم الأحياء أبناء عـم الموت .
يذهب عزيز نيسين الساخر أبداً، والساخر من كل شيء حتى من نفسه،
أبعد من ذلك ليسخر من السياح الأجانب ،
الذين يراهم حين يمر من حرم جامع نور العثماني،
وقد صار كل عضو في جسمهم يرتجف ويهتز بسبب الشيخوخة،
فيقول في نفسه: “ماذا بقي لكم في هذه الحياة،
ولم لا تموتون في المكان الذي أنتم فيه،
أتريدون أن تروا الدنيا، فتقومون بذلك ،
كأن هناك فرقاً بين أن تموتوا بعد رؤية السوق المغلق في اسطنبول ،
أو أن تموتوا من دون رؤيته …:؟!.
من ذلك يخلص نيسين إلى أنه لا فرق بين حماقـته هو ،
حين يخشى الموت قبل قراءة هذه الكتب ،
وبين حماقة هؤلاء السياح الذين برزت عظامهم ،
حين يخشون الموت قبل أن يروا منطقة “ايفس” مثلاً .
لكن كاتبنا الساخر يختم بما يحمل العـزاء لنا ،
نحن الذين نحب السفر وقراءة الكتب،
فحواها أن الإنسان لا يرى حماقته،
بل كم هو جميل إنه لا يراها .
كان على نيسين أن يأخذ بنصيحة مواطنه ومجايله ناظم حكمت،
عن أن أجمل البلدان هي التي لم نزرها بعد،
وأجمل البحار هي التي لم نرها بعد،
ويمكن أن نضيف من عندياتنا أن ،
أجـمـل الـكـتـب هي تـلـك الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد .
الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
يُنبئنا أحد أجمل الكتاب الساخرين في القرن العشرين، التركي عزيز نيسين،
كيف تتكدس فوق طاولته الكتب التي سيقرؤها ،
أو تلك التي يجب أن يقرأها، لكنه يقر بأنه لن يستطيع قراءتها كلها .
لذلك كلما ارتفع مستوى عمود الكتب المكدسة فوق بعضها،
يضع قسماً منها في المكتبة من دون قراءتها،
في نوعٍ من التسليم من جانبه بأنه ليس بوسعه أن يفعل ذلك،
لذلك يتملكه إحساس وحزن غريبان بسبب ذلك .
مع ذلك فإن لديه مجموعة من الكتب يطلق عليها تسمية: “كتبي”،
وليس المقصود هنا مؤلفاته هو شخصياً،
وإنما مجموعة الكتب التي يشعر بالحاجة الماسة ،
إلى قراءتها مرة أخرى قبل أن يموت .
وهو يُحدثنا عن الحزن العميق الذي يشعر به ،
وهو ينظر الى الكتب الموجودة في مكتبته،
خاصة منها تلك التي يشعر بالحاجة إلى قراءتها، ويقول:
“واأسفاه سأموت من دون قراءة هذه الكتب”، قبل أن يستدرك:
“كأن هناك فرقاً بين الموت من دون قراءة هذه الكتب أو الموت بعد قراءتها”،
مُذكراً إيـَّـانا بقول معبّر لمحمود درويش فحواه ،
أن الموتى سواسية أمام الموت، وحدهم الأحياء أبناء عـم الموت .
يذهب عزيز نيسين الساخر أبداً، والساخر من كل شيء حتى من نفسه،
أبعد من ذلك ليسخر من السياح الأجانب ،
الذين يراهم حين يمر من حرم جامع نور العثماني،
وقد صار كل عضو في جسمهم يرتجف ويهتز بسبب الشيخوخة،
فيقول في نفسه: “ماذا بقي لكم في هذه الحياة،
ولم لا تموتون في المكان الذي أنتم فيه،
أتريدون أن تروا الدنيا، فتقومون بذلك ،
كأن هناك فرقاً بين أن تموتوا بعد رؤية السوق المغلق في اسطنبول ،
أو أن تموتوا من دون رؤيته …:؟!.
من ذلك يخلص نيسين إلى أنه لا فرق بين حماقـته هو ،
حين يخشى الموت قبل قراءة هذه الكتب ،
وبين حماقة هؤلاء السياح الذين برزت عظامهم ،
حين يخشون الموت قبل أن يروا منطقة “ايفس” مثلاً .
لكن كاتبنا الساخر يختم بما يحمل العـزاء لنا ،
نحن الذين نحب السفر وقراءة الكتب،
فحواها أن الإنسان لا يرى حماقته،
بل كم هو جميل إنه لا يراها .
كان على نيسين أن يأخذ بنصيحة مواطنه ومجايله ناظم حكمت،
عن أن أجمل البلدان هي التي لم نزرها بعد،
وأجمل البحار هي التي لم نرها بعد،
ويمكن أن نضيف من عندياتنا أن ،
أجـمـل الـكـتـب هي تـلـك الـتـي لـم نـقـرأها بـعــد .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» " رسائل شارل بودلير "// الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» الأشجار تموت واقفة // الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» العامل الأمـّي البسيط الـذي عـلـَّمني أبجـدية الـفـلـسـفـة!/ الدكتور عـبـد القادر حسـين ياسـين
» البـاحـث الـمـنـاضـل هـادي العـلوي :صـَرخـَة مـُسـتـَديـمة في وَجه الـظـلـم والعـُبـوديـّة/الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» صـقـيع الـمـنـفـى د. عبد القادر حسـين ياسـين
» الأشجار تموت واقفة // الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» العامل الأمـّي البسيط الـذي عـلـَّمني أبجـدية الـفـلـسـفـة!/ الدكتور عـبـد القادر حسـين ياسـين
» البـاحـث الـمـنـاضـل هـادي العـلوي :صـَرخـَة مـُسـتـَديـمة في وَجه الـظـلـم والعـُبـوديـّة/الدكتور عبد القادر حسـين ياسـين
» صـقـيع الـمـنـفـى د. عبد القادر حسـين ياسـين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال