بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
شعب الله " البحّار " ! بقلم خالد عيسى
صفحة 1 من اصل 1
شعب الله " البحّار " ! بقلم خالد عيسى
شعب الله " البحّار " !
قلما يمر يوم ، الا وتقرأ به في الفيس بوك تهنئة لفلسطيني بوصوله سالما غانما الى الأراضي السويدية أو الهولندية أو الالمانية أو الى أي دولة اوروبية .
وأكثر من ذلك بطاقات المباركة لفلان بحصوله على حق الاقامة في السويد او في بلد اوروبي آخر .
والدعاء لفلان المحتجز في اليونان .. ان يفرج الله عليه ويجد طريقا آمنا لبلاد العم " تشنغن " ! ومواساة فلان الذي فُرض عليه البصم في بلغاريا وهو في طريقه لهولندا التي لن تقبل به لاجئا على أرضها حسب اتفاقية دبلن .
لا أدري ؛ وأنا اقرأ هذه " التغريبة " الفلسطينية الجديدة لماذا تقفز بي الذاكرة الى سنوات اللجوء الفلسطينية الأولى .. يوم كنا نتجمّع حول صندوق الراديو الكبير في مخيمات التشرد لنستمع الى اذاعة اسرائيل التي كانت تبث يوميا رسائل صوتية من بقي من أهلنا هناك الى ذويهم في مخيمات التشرد .
" نحن بخير طمنونا عنكم " ! كنت وقتها طفلا لا أفهم دموع أمي رحمها الله وهي تسيل على خدّيها ، وأذنها ملتصقة بالمذياع تبحث عن صوت أختها التي بقيت في الناصرة ، وبقية أهلها تشردوا في مخيمات سوريا .
رحلت أمي عن الدنيا .. ولم تسمع صوت أختها يقول لها من راديو اسرائيل : نحن بخير "طموننا عنكم "!
وماتت خالتي أخت أمي في الناصرة رحمها الله بعدها بسنوات طويلة ؛ كنت التقيت بها مرة وحيدة في حياتي في قبرص .. كنت يومها شابا متزوجا ولي ثلاث بنات وسمعت صوتها الذي ماتت أمي وهي تبحث عن سماعه في راديو اسرائيل قبل ثلاثين عاما .
وبين الرسائل الصوتية في الراديو .. ورسائل التهنئة في الفيس بوك يهاجر شعب " المشحّرين " من منفى الى منفى ، منهم من يصل سالما ومنهم من يبتلعه البحر .
والعالم يحتفل في أعياد الميلاد في العواصم المزينة ابتلع بحر "ايجة " ثمانية فلسطينيين أطفال ونساء وشباب من مخيمات سوريا ماتوا وهم يبحثون عن أوطان مفتعلة في أوطان الآخرين .
يموت الفلسطينيون على الشواطئ اليونانية بحثا عن مخيم تركه فرسان أوسلو يقلع شوكه بيده في حريق البلد المضيف .
لم يصلوا سالمين الى تغريبتهم الجديدة ، ولم يكتبوا في الفيس بوك :
نحن بخير" طمننوا " عنكم .
لأرواحهم السلام .
قلما يمر يوم ، الا وتقرأ به في الفيس بوك تهنئة لفلسطيني بوصوله سالما غانما الى الأراضي السويدية أو الهولندية أو الالمانية أو الى أي دولة اوروبية .
وأكثر من ذلك بطاقات المباركة لفلان بحصوله على حق الاقامة في السويد او في بلد اوروبي آخر .
والدعاء لفلان المحتجز في اليونان .. ان يفرج الله عليه ويجد طريقا آمنا لبلاد العم " تشنغن " ! ومواساة فلان الذي فُرض عليه البصم في بلغاريا وهو في طريقه لهولندا التي لن تقبل به لاجئا على أرضها حسب اتفاقية دبلن .
لا أدري ؛ وأنا اقرأ هذه " التغريبة " الفلسطينية الجديدة لماذا تقفز بي الذاكرة الى سنوات اللجوء الفلسطينية الأولى .. يوم كنا نتجمّع حول صندوق الراديو الكبير في مخيمات التشرد لنستمع الى اذاعة اسرائيل التي كانت تبث يوميا رسائل صوتية من بقي من أهلنا هناك الى ذويهم في مخيمات التشرد .
" نحن بخير طمنونا عنكم " ! كنت وقتها طفلا لا أفهم دموع أمي رحمها الله وهي تسيل على خدّيها ، وأذنها ملتصقة بالمذياع تبحث عن صوت أختها التي بقيت في الناصرة ، وبقية أهلها تشردوا في مخيمات سوريا .
رحلت أمي عن الدنيا .. ولم تسمع صوت أختها يقول لها من راديو اسرائيل : نحن بخير "طموننا عنكم "!
وماتت خالتي أخت أمي في الناصرة رحمها الله بعدها بسنوات طويلة ؛ كنت التقيت بها مرة وحيدة في حياتي في قبرص .. كنت يومها شابا متزوجا ولي ثلاث بنات وسمعت صوتها الذي ماتت أمي وهي تبحث عن سماعه في راديو اسرائيل قبل ثلاثين عاما .
وبين الرسائل الصوتية في الراديو .. ورسائل التهنئة في الفيس بوك يهاجر شعب " المشحّرين " من منفى الى منفى ، منهم من يصل سالما ومنهم من يبتلعه البحر .
والعالم يحتفل في أعياد الميلاد في العواصم المزينة ابتلع بحر "ايجة " ثمانية فلسطينيين أطفال ونساء وشباب من مخيمات سوريا ماتوا وهم يبحثون عن أوطان مفتعلة في أوطان الآخرين .
يموت الفلسطينيون على الشواطئ اليونانية بحثا عن مخيم تركه فرسان أوسلو يقلع شوكه بيده في حريق البلد المضيف .
لم يصلوا سالمين الى تغريبتهم الجديدة ، ولم يكتبوا في الفيس بوك :
نحن بخير" طمننوا " عنكم .
لأرواحهم السلام .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» صباح العيد بقلم:خالد عيسى
» استقلال الاحتلال !بقلم:خالد عيسى
» ان تكون فلسطينيا !بقلم:خالد عيسى
» صباح الخير ياعدوي ! بقلم خالد عيسى
» رسالة عربي الى البيت الأبيض بقلم: الشاعر عيسى بطارسه
» استقلال الاحتلال !بقلم:خالد عيسى
» ان تكون فلسطينيا !بقلم:خالد عيسى
» صباح الخير ياعدوي ! بقلم خالد عيسى
» رسالة عربي الى البيت الأبيض بقلم: الشاعر عيسى بطارسه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي