بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
نصف قرش بقلم سمير الجندي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نصف قرش بقلم سمير الجندي
نصف قرش...
قصة قصيرة
بقلم: سمير الجندي
وقف أمام بائع (التمرية) يملؤه الحياء، يحمل بيده نصف قرش، حصل عليه من والدته بعد عناء، ودموع، ورجاء، وتوسل مدة يومين متتاليين، كان يقبض على نصف القرش بيده الصغيرة التي التحمت بالمعدن ، وقف ينظر إلى البائع وهو يعطي الأولاد الحلوى بعد أن يستلم منهم القرش ثمن الحلوى...
اعتاد بائع التمرية الحضور إلى الحي يوم يوم بعد صلاة العصر، كان يقف على ناصية الشارع ينادي بأعلى صوته، تمرية... تمرية... كان زبائنه من جميع فئات الحي، نساء، ورجال، وأطفال، وبنات، يُحبون تمريته الساخنة، المحمرة كوجنة عذراء يعبث بأحلامها عاشق، صاحب التمرية رجل جاوز الأربعين، طويل القامة أسمر البشرة، صوته صاف رقيق اكتسب حلاوة وعذوبة حلوياته، يحمل على رأسه صينية التمرية، ويسند على ساعده الأيمن حمالة الخشب التي يضع الصينية عليها حين يقف، يلبس قميصا أبيض ناصعا، مثل الذي يلبسه الأطباء في مستشفى الهوسبيس في البلدة القديمة، الأطباء أيضا كانوا يحبون التمرية، وأنا أكثر واحد يحبها فهي لذيذة حلوة المذاق، تسمع صوتا لذيذا وأنت تأكلها مقرمشة، يضعها في ورقة بيضاء ويرش عليها سكرا ناعما...
ما زال الصبي واقفا أمام بائع التمرية ونصف قرشه يرقد بسلام في كفه المعروقة، ينظر إلى قطع التمرية وهي تتناقص شيئا فشيئا إلى أن نفذ ما في الصينية من تمرية...
سكت البائع فلم يعد ينادي، وعاد الصبي إلى بيته يحمل حزنه، وخيباته، ونصف قرشه...
بعد عصر اليوم التالي، صدح صوت بائع التمرية من جديد، لكن الصبي لم يخرج إليه، بقي في البيت هو ونصف القرش ورغباته...
وقف أمام صورة والده المثبتة على الحائط، وقد كُتب أسفلها بخط أسود عريض شهيد الأقصى، هو لم ينس يوما والده، وكيف كان يشتري له كل عصر تمرية ساخنة ساخنة، مقرمشة، بعدها يذهبان معا إلى الأقصى، يصليان المغرب ويستمعان إلى درس الشيخ فتحي بانتظار صلاة العشاء...
لاحظت والدته وقوفه أمام صورة أبيه، ضمته إلى صدرها، طبعت قبلة فوق جبينه، ممزوجة بحرقة قلب فطر بنار القهر، ووضعت قرشا كانت تحتفظ به لشراء خبز يومهما، قائلة له اذهب واشتري لنا تمرية ساخنة ساخنة...
رد: نصف قرش بقلم سمير الجندي
التمرية فهي كما ذكرت نوعا من الحلوى، تتكون من عجينة تعد بطريقة خاصة جدا وترق بشكل جيد حتى تصبح برقة ورقة السيجارة، ثم تقطع بشكل مربع ويوضع في وسطها ملعقة كبيرة من حلاوة تعد مسبقا مكونة من السميد والحليب تسمى في فلسطين " حلاوة سميد" ثم تطوى العجنة من أطرافها لتأخذ شكل مربع بحجم كف اليد ومن ثم تقلى بالزيت حتى تأخذ شكلها الذهبي مثل زلابية ابن الرومي...
سمير الجندي
سمير الجندي
رد: نصف قرش بقلم سمير الجندي
للأسف هذا ما ألت له حالة أبناء الشهداء و عائلاتهم
أصبحوا نسياً منسياً.. و أبائهم من ضحوا بالغالي و النفيس من أجلي و أجلك و أجل كل فرد في الوطن.. من أجل كل ذرة تراب على أرض فلسطين.
يا أخي نصك يلوع القلوب.. فمن بين السطور تنضح الحروف في مدادك صدقاً و حزناً يأسر أحاسيسنا و يقهقر دمعتنا و ينزع قناع الزيف عن الوجوه.
شكراً لك أخي الحبيب..
أصبحوا نسياً منسياً.. و أبائهم من ضحوا بالغالي و النفيس من أجلي و أجلك و أجل كل فرد في الوطن.. من أجل كل ذرة تراب على أرض فلسطين.
يا أخي نصك يلوع القلوب.. فمن بين السطور تنضح الحروف في مدادك صدقاً و حزناً يأسر أحاسيسنا و يقهقر دمعتنا و ينزع قناع الزيف عن الوجوه.
شكراً لك أخي الحبيب..
إبن البلد- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 212
تاريخ الميلاد : 18/09/1978
تاريخ التسجيل : 12/01/2010
العمر : 46
مواضيع مماثلة
» خبر عاجل... قصة قصيرة بقلم: سمير الجندي
» سنوات القهر .. سمير الجندي .
» الجندي العاشق / بقلم الأستاذ عزام أبو الحمام
» سمير و الشجرة العظيمة
» إسرائيل تغتال سمير القنطار
» سنوات القهر .. سمير الجندي .
» الجندي العاشق / بقلم الأستاذ عزام أبو الحمام
» سمير و الشجرة العظيمة
» إسرائيل تغتال سمير القنطار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال