إلا أنـَّهُـم عـَـرَبُ ! بقلم : الدكتور عبدالقـادر حسين ياسين

... إلا أنـَّهُـم عـَـرَبُ !

الدكتور عبدالقـادر حسين ياسين

لـم يـَبقَ في حـالـهـم مـا يـَـنـدُبُ الأدبُ

فـهـل يـَــليقُ سـِوى أن يـَعـجـَبُ العـَجـَبُ؟!

أبـلاهـُم الـدهـرُ أم أردى مشـاعـِرَهـم

أم أن وصـلـَهـم أودَتْ بـهِ الحـُقـَـبُ ؟!

يـا معشـراً شـَـتــَـتـا.... باتوا كـأنهـم

جسـمٌ تـَغـَـلغـَـلَ في أعـضـائـهِ الجـَرَبُ

لا رأيَ وحـَّدَهـُم ، لا أرضَ تجـمـَعـهـم

يـا ليـتَ شـِعـري ، هـلا بـيـنـهـم سـَبَـبُ؟!

لا شـيء أعـجـب من قـوم تضـامـُـنـَهـم

فـَرْضٌ ، فـتـنـتـابـه من جـَهـلـهم شِـيـَبُ

وأخـوة بـيـنـهـم مـلـيـون رابـطـة...

راحـَتْ سـُـدى ، وعـراهـا العـيُّ والتـَعـَبُ

أنـعـي لـكـم وطـناً مـا بينَ مـَـشـرقـه

والغــربُ أهـلـهُ في الحيّ مـُغــتـربُ

نـيـفٌ وعشـرون لا تـلـفـي بـواحــدة

مـا يـطـفئ الشــوق ، والأشـواق تـَـلـتـَهـبُ

نـيـفٌ وعشـرون في "غـبـراء" دائـمـة

يـا بـئـسَ سـُـنـَّة جـَهـْلٍ لا لـهـا سـَـبـَـبُ

مـا بينَ واحــدة مـنـهـا وجــارتـهـــا

إن لـم تـَـكـُنْ "داحـسٌ" فـالهـجرُ والشـَغـَبُ!

نـيـفٌ وعشـرون مـا نـامـت مَضـاربـهـا

إلا عـلـى مضـربٍ.... يـقـتـاتـُـهُ اللـَهـَـبُ !

سـَـلْ عـن "رباطـِهـم" ، سـَـلْ عن "جـزائرهـم"،

عـن مصـر، عن صـور ، عن بغـداد مـا فـعـلوا

في دَ كّ بـعــضهـم ... فـي غـيـر واقــعـة

وسـَـلْ يـُخـْبـِركَ مـَن قــَد ضـَمـَّـت التـُـرَبُ !

عـَـجـبـتُ يَــقـتـَـتــِلُ الإخـوان فـي زَمـَـنٍ

عــَدُوُّهـم فـيـه غـــازٍ هــائـج ســَـغـِـبُ

الـقــُدسُ ضـاجَـعـَهـا ، بيروت دَمـَّرَهــا

ومـصـر صـاهـَرَهـا يـَحـلـو بـِهـا النـَسَــبُ !

نـيـفٌ وعشـرون لا "غـَـزَّة" تـُـحـَرِّكـُهـُـم

ولا "بــَغــداد" ، فـَهـُم كـالفـَيء يـنـتـهـبُ !

هـُـمُ العِـجـاف ، ومـا مـن قِــلــَّـة فـَـهـُـمُ

هـُـمُ المَـلايـيـن... إلا أ نـَّهـُم عـَــرَبُ!!