بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
قـاع الأمـّية الـسَّـحـيـق في العـالم العـربي / الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
قـاع الأمـّية الـسَّـحـيـق في العـالم العـربي / الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
قـاع الأمـّية الـسَّـحـيـق في العـالم العـربي / الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
الدكتور عبد القادر حسين ياسين*
أهداني الصديقٌ الدكـتـور سـمـيـر الـتـرك قرصاً ليزرياً CD-ROM خلته أشبه بمكتبة الإسكندرية ، بل مكتبة الكونغرس ، وربما جمحت بخيالي فظننته يفوق بما سُجِّل عليه من كتبٍ ومؤلفاتٍ وموسوعاتٍ ودواوين شعرٍ ما تضمُّه مكتبات كبريات الجامعات العالمية المشهورة كجامعة كامبريدج وهارفارد وأكسفورد والسوربون.
جلستُ إلى حاسوبي لأسافـر في عوالم هذا القرص ، مبحراً بزورق اللهفة مجدِّفاً بمجدافيْ الإثارة والرغبة الجامحة في العبِّ ظامئاً من مناهل العلم وينابيع المعرفة.
ما هذا؟
كتاب ”الأغاني” لأبي فرج الأصفهاني بأجزائه الأربعة والعشرين؟
يا إلهي، ”نهاية الأرب في فنون الأدب” للعلَّامة النويري بمجلَّداته الثلاثين؟
ربـَّاه! ”خزانة الأدب ولبُّ لباب لسان العرب” للأديب الكبير عبد القادر البغدادي ؛ تلك الموسوعة المؤلفة من عشرة آلاف ومئتين وتسعٍ وتسعين صفحة! ا
”العمدة”….
”طبقات الشعراء”….
”المستطرف من كل فنٍّ مستظرف”….
”الكشكول”….
”البخلاء”….
”رسائل المعري”….
”العقد الفريد”…. إلخ!!
كادت عينايَ تجحظان من تلك الدهشة التي عرتني وذلك الانبهار الذي تسلل إلى خلايا دماغي ونزعة التملك التي خدرت أعصابي.. هل يُعقل أن أحتاز كل هذه الكنوز.. وأن ألج ملكوتها وأجوس فضاءاتها وأغشى رياضها وأرتشف من فيوضاتها وأتفيَّأ ظلالها وأجني من ثمارها متى شاء تشوُّفي إلى العلم وأنـَّى إنبثق في جناني توقٌ إلى معرفة ما أجهل وزيادة ما أعلم، دون أن أذهب إلى المركز الثقافي لأستعير ما أشاء من الكتب ودون أن أزهق مالاً لأبتاع من المعارض ما يغريني من المؤلفات والموسوعات ما أعجز عن شرائه ؟؟
ودونك بعض ما يحتوي هذا القرص الكنز: مئتان وخمسة وستون عنواناً من المؤلفات في ثلاثمئة وستٍ وأربعين ألفاً وثلاثمئة وأربع صفحات!!
ألفان ومئتا شاعرٍ ومئةٌ وسبعَ عشرة قصيدةً تتألف من مليون وأربعمئة وثمانين ألفاً وأربعمئة واثنين وأربعين بيتاً من الشعر!!
عشرة معـاجـم لغويةٍ في مئة وأربعةٍ وثمانين ألفاً وثلاثمئة وتسعٍ وثمانين صفحة!! مثل : ”العين”، ”المحيط في اللغة”، ”تاج العروس” المؤلف من خمسةٍ وثلاثين مجلَّداً!!
كنوزٌ ثمينةٌ فريدة تبحث عمن يلتقطها. كل ذلك الركام المعرفي الهائل والزاخر في قرصٍ قطره تسعة سنتمتراً.. فهل تصدق؟؟!!
يا للحضارة الواعية،
ويا للتقدم العلمي والتقني المثيرين،
كم لهما من أيادٍ بيضٍ على البشرية جمعاء .
علمٌ ضخمٌ زاخرٌ، ومعارف هائلةٌ تُقدَّم إليك حيث كنت على طبقٍ من اليُسْرِ والسهولة، دون أن تسعى لها، ودون أن تبذل حيال ذلك جهداً، ولكن أين من يقرأ؟؟
إن معدل ما يخصّصه المواطن العربي للقراءة سنويا هو عـشر دقائق ، وأن مُجمل الكتب التي تصدر في مختلف أرجاء الـعـالم الـعـربي ، من طـنـجـة إلى أم الـقـيـوين ، لا تبلغ الخمسة آلاف كتاب في السنة الواحدة”.
إن عـدد الكتب الصادرة في أوروبا يصل إلى سـتـيـن ألفا ، وفي الولايات الـمـتــحـدة الأمريكية وكندا يصـل العـدد إلى مائة وخمسبن ألفا. ووفقـاً لـمـا تـنـشـره ”الـمـنـظـمـة الـعـربيـة للتـربـيـة والـثـقـاقـة والـعـلـوم ” التابـعـة لـجـامـعـة الـدول الـعـربيـة فـإنَّ معدل قراءة العربي “كلمة” في الأسبوع. وأن كل 300 ألف عربي يقرأون كتابا واحدا. …!!
بـعـبـارة أوضح ، إن مـعـدل القراءة لدى الأوروبي يصل إلى ستّ وثلاثين ساعة سنويا، أي 360 مرّة أكثر من العربي. وثـمـة إحصائيات تشير إلى أن المعدّل العالمي السنوي للقراءة لدى الفرد الواحد يصل إلى أربعة كتب ، وفي الولايات الـمـتــحـدة الأمريكية إلى أحدَ عشرَ كتابا وفي يريطانـيـا سبعة كتب، أما في العالم العربي فرُبع صفحة للفرد الواحد.
وهناك أربعون بالمائة من الأطـفـال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشرة، غير منخرطين في سلك التعليم. وهناك كتاب واحد لكل ثلاثمائة وخمسين ألف عربي في حين أن النسبة في أوروبا هي كتاب واحد لكل خمسة عشر ألفا. أضف إلى ذلك أن الثقافة المعلوماتية لدى الأغلبية الساحقة من الطلبة العرب تعانق خانة الصفر.
يوازي عدد الكتب المطبوعة في إسبانيا سنويا ما طبعه العربُ منذ عهد الخليفة المأمون وحتى يومـنـا هذا (12 عـشـر قرناً فـقـط..!!!)، قرابة مائة ألف كتاب. أضِف إلى ذلك أن ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة من الورق يفوق ما تستهلكه مطابعُ العرب مجتمعة ، من طـنـجـة إلى أم الـقـيـوين. وثمة مقارنة أخرى مُحبطة تبين أن عدد الاختراعات الإسرائيلية سنوياً يصل إلى حوالي 500 في حين أن عدد الاختراعات في كافة الدول العربية لا يتعدّى الخمسة وعشرين اختراعا.
إن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو 5 كـتـب لكل مليون نسمة …بيـنـمـا يصل متوسط عدد الكتب المترجمة في هـنـغـاريا ، على سبيل الـمـثـال لا الـحصر ، إلى 540 كتاباً لكل مليون… أما في إسبانيا فـيـصـل الـمـتوسـط إلى 950 كتابا لكل مليون.
وتشير الأبحاث اليوم إلى أن الطفل الذي لا يتعلم أسُـس القراءة مبكّراً فليس من المحتمل أن يتعلمها كما ينبغي أبدا. وطفل لا يتعلم القراءة جيدا وبسنّ مبكّرة لن يفلح في مهارات أخرى وفي اكتساب العلم والمعرفة.
لا أملَ في تطوير مهارات الخطابة والكتابة والبحث والحوار بدون الغوص في القراءة والمطالعة لأمهات الكتب والمراجع في شتّى المجالات المعرفية. ويبدو لي أن نسبة غير ضئيلة من المتعلمين العرب يكتبون وينشرون في مواقـع ”الإنترتـت” أكثر بكثير مما يقرأون فيأتي نتاجهم غـثاً واهـياً.
إنَّ أول كلمة في القرآن الكريم كانت “إقرأ”، وفي أمّة “إقرأ”، الأمـة التي تـزعـم أنـهـا ”خـيـر أمـَّة أخـرجـت للـنـاس” نجد أن الأميّة متفشيةٌ حتى النخاع.
غـنـيّ عـن الـبـيـان أنـه ليس كل متعلم مثقفاً ، وليس كل مثقف يكون حاصلا على شهادات عليا.
ومع إقراري بحقيقة حجم الأمية في العالم العربي (توقعت ”الـمـنـظـمـة الـعـربيـة للتـربـيـة والـثـقـاقـة والـعـلـوم”، في تقريرها السنوي ، أن يصل عـدد الأميين لدى الفئات العمرية التي تزيد عن 15 عاما الى 80 مليونا أمّي [ فـقـط...!!] هذا العام… فانني لا أتخيل ، بأي شكل من الأشـكال ، أن يكون ”بائع الثقافـة” أمّـيـا..!!
إن هـذه الـنـسـبـة تـمـثـل – بحق – قاع الأمية الـسـحيق جـدا في العالم العربي. إنَّ محو الأميـة هي مسؤولية كل نظـام عربي . ومما يحزُّ في النفس أنه ليس ثمة مؤسسـة عربية واحـدة ، بما في ذلك جامعة الدول العربية (أطـال اللـه بقـاءهـا!!) ومنظمـاتها المتخصصـة استطاعت أن تقيم الـدليل على أنهـا مؤهـلة لمواجهـة هـذا الواقع العربي المحزن . فاذا كان يحق للعرب أن يختلفـوا في الشؤون السياسية ، فبأي حق يخـتلفون على محـو الأميـة ؟!
الاسـتثمار العربي ، هنا ، هو الأفضل ؛ لأنـه الأقل كلفـة والأوفـر مردوداً… إنـه اسـتثمار يحول قـنـديل الزيت الشـاحب الى مصـباح مشـع…
وما الذي يحـول دون تجنيـد جامعة الدول العربية لـهـذه المهمـة ما دامت التجارب العربية في التنمية قـد منيت بالفـشـل الذريع في معظمهـا ، وما دامت الجامعة العربية (بل أجهزتها) عاطلة عن العمل ؟! لمـاذا لا تتحمل الجامعة العربية عبء هـذا المشـروع العربي المتواضع ، رغم أنه – في تقديري – لا يليق كثيراً بـهـيـبـتـهـا التاريخية !!
”جمعية الصداقة الباكستانية – السويدية” تـتـقاضى من العامل الباكستاني المهاجر الى السويد أربعـين كراونا سـويدياً (خمسة دولارات أمريكية) في الشهر لتعلمه[ا] القراءة والكتابة باللغتين الأوردو والسويدية…. أي أن تكلفة محو الأمية هنا لا تزيد عن ثمن فـنجـان قهوة (كي لا أقول كأس ويسـكي!!) في أي مقهى يرتاده السياح العرب في أوروبا . ولا أريد هنا أن أتحدث عن الأموال التي يبذرها بعض السـفهاء العرب في سهرات حمراء في حانات أوروبا ومواخيرها . إن هذا الأموال تكفي لمحو الأمية في العالم العربي في المشرق والمغرب . ان القـنديل الشـاحب ، الذي يصير مصباحاً مشـعاً ، لن يضيء نفسه فـقط ، وانما ينيـر ويسـتنير… الا اذا أصرَّ الزعمـاء العرب على أن حكم الأمـة العربية ، بملايينها الـ 380 أسـهل اذا كان عشرون بالمئة منهم أميين !!
الدكتور عبد القادر حسين ياسين*
أهداني الصديقٌ الدكـتـور سـمـيـر الـتـرك قرصاً ليزرياً CD-ROM خلته أشبه بمكتبة الإسكندرية ، بل مكتبة الكونغرس ، وربما جمحت بخيالي فظننته يفوق بما سُجِّل عليه من كتبٍ ومؤلفاتٍ وموسوعاتٍ ودواوين شعرٍ ما تضمُّه مكتبات كبريات الجامعات العالمية المشهورة كجامعة كامبريدج وهارفارد وأكسفورد والسوربون.
جلستُ إلى حاسوبي لأسافـر في عوالم هذا القرص ، مبحراً بزورق اللهفة مجدِّفاً بمجدافيْ الإثارة والرغبة الجامحة في العبِّ ظامئاً من مناهل العلم وينابيع المعرفة.
ما هذا؟
كتاب ”الأغاني” لأبي فرج الأصفهاني بأجزائه الأربعة والعشرين؟
يا إلهي، ”نهاية الأرب في فنون الأدب” للعلَّامة النويري بمجلَّداته الثلاثين؟
ربـَّاه! ”خزانة الأدب ولبُّ لباب لسان العرب” للأديب الكبير عبد القادر البغدادي ؛ تلك الموسوعة المؤلفة من عشرة آلاف ومئتين وتسعٍ وتسعين صفحة! ا
”العمدة”….
”طبقات الشعراء”….
”المستطرف من كل فنٍّ مستظرف”….
”الكشكول”….
”البخلاء”….
”رسائل المعري”….
”العقد الفريد”…. إلخ!!
كادت عينايَ تجحظان من تلك الدهشة التي عرتني وذلك الانبهار الذي تسلل إلى خلايا دماغي ونزعة التملك التي خدرت أعصابي.. هل يُعقل أن أحتاز كل هذه الكنوز.. وأن ألج ملكوتها وأجوس فضاءاتها وأغشى رياضها وأرتشف من فيوضاتها وأتفيَّأ ظلالها وأجني من ثمارها متى شاء تشوُّفي إلى العلم وأنـَّى إنبثق في جناني توقٌ إلى معرفة ما أجهل وزيادة ما أعلم، دون أن أذهب إلى المركز الثقافي لأستعير ما أشاء من الكتب ودون أن أزهق مالاً لأبتاع من المعارض ما يغريني من المؤلفات والموسوعات ما أعجز عن شرائه ؟؟
ودونك بعض ما يحتوي هذا القرص الكنز: مئتان وخمسة وستون عنواناً من المؤلفات في ثلاثمئة وستٍ وأربعين ألفاً وثلاثمئة وأربع صفحات!!
ألفان ومئتا شاعرٍ ومئةٌ وسبعَ عشرة قصيدةً تتألف من مليون وأربعمئة وثمانين ألفاً وأربعمئة واثنين وأربعين بيتاً من الشعر!!
عشرة معـاجـم لغويةٍ في مئة وأربعةٍ وثمانين ألفاً وثلاثمئة وتسعٍ وثمانين صفحة!! مثل : ”العين”، ”المحيط في اللغة”، ”تاج العروس” المؤلف من خمسةٍ وثلاثين مجلَّداً!!
كنوزٌ ثمينةٌ فريدة تبحث عمن يلتقطها. كل ذلك الركام المعرفي الهائل والزاخر في قرصٍ قطره تسعة سنتمتراً.. فهل تصدق؟؟!!
يا للحضارة الواعية،
ويا للتقدم العلمي والتقني المثيرين،
كم لهما من أيادٍ بيضٍ على البشرية جمعاء .
علمٌ ضخمٌ زاخرٌ، ومعارف هائلةٌ تُقدَّم إليك حيث كنت على طبقٍ من اليُسْرِ والسهولة، دون أن تسعى لها، ودون أن تبذل حيال ذلك جهداً، ولكن أين من يقرأ؟؟
إن معدل ما يخصّصه المواطن العربي للقراءة سنويا هو عـشر دقائق ، وأن مُجمل الكتب التي تصدر في مختلف أرجاء الـعـالم الـعـربي ، من طـنـجـة إلى أم الـقـيـوين ، لا تبلغ الخمسة آلاف كتاب في السنة الواحدة”.
إن عـدد الكتب الصادرة في أوروبا يصل إلى سـتـيـن ألفا ، وفي الولايات الـمـتــحـدة الأمريكية وكندا يصـل العـدد إلى مائة وخمسبن ألفا. ووفقـاً لـمـا تـنـشـره ”الـمـنـظـمـة الـعـربيـة للتـربـيـة والـثـقـاقـة والـعـلـوم ” التابـعـة لـجـامـعـة الـدول الـعـربيـة فـإنَّ معدل قراءة العربي “كلمة” في الأسبوع. وأن كل 300 ألف عربي يقرأون كتابا واحدا. …!!
بـعـبـارة أوضح ، إن مـعـدل القراءة لدى الأوروبي يصل إلى ستّ وثلاثين ساعة سنويا، أي 360 مرّة أكثر من العربي. وثـمـة إحصائيات تشير إلى أن المعدّل العالمي السنوي للقراءة لدى الفرد الواحد يصل إلى أربعة كتب ، وفي الولايات الـمـتــحـدة الأمريكية إلى أحدَ عشرَ كتابا وفي يريطانـيـا سبعة كتب، أما في العالم العربي فرُبع صفحة للفرد الواحد.
وهناك أربعون بالمائة من الأطـفـال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشرة، غير منخرطين في سلك التعليم. وهناك كتاب واحد لكل ثلاثمائة وخمسين ألف عربي في حين أن النسبة في أوروبا هي كتاب واحد لكل خمسة عشر ألفا. أضف إلى ذلك أن الثقافة المعلوماتية لدى الأغلبية الساحقة من الطلبة العرب تعانق خانة الصفر.
يوازي عدد الكتب المطبوعة في إسبانيا سنويا ما طبعه العربُ منذ عهد الخليفة المأمون وحتى يومـنـا هذا (12 عـشـر قرناً فـقـط..!!!)، قرابة مائة ألف كتاب. أضِف إلى ذلك أن ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة من الورق يفوق ما تستهلكه مطابعُ العرب مجتمعة ، من طـنـجـة إلى أم الـقـيـوين. وثمة مقارنة أخرى مُحبطة تبين أن عدد الاختراعات الإسرائيلية سنوياً يصل إلى حوالي 500 في حين أن عدد الاختراعات في كافة الدول العربية لا يتعدّى الخمسة وعشرين اختراعا.
إن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو 5 كـتـب لكل مليون نسمة …بيـنـمـا يصل متوسط عدد الكتب المترجمة في هـنـغـاريا ، على سبيل الـمـثـال لا الـحصر ، إلى 540 كتاباً لكل مليون… أما في إسبانيا فـيـصـل الـمـتوسـط إلى 950 كتابا لكل مليون.
وتشير الأبحاث اليوم إلى أن الطفل الذي لا يتعلم أسُـس القراءة مبكّراً فليس من المحتمل أن يتعلمها كما ينبغي أبدا. وطفل لا يتعلم القراءة جيدا وبسنّ مبكّرة لن يفلح في مهارات أخرى وفي اكتساب العلم والمعرفة.
لا أملَ في تطوير مهارات الخطابة والكتابة والبحث والحوار بدون الغوص في القراءة والمطالعة لأمهات الكتب والمراجع في شتّى المجالات المعرفية. ويبدو لي أن نسبة غير ضئيلة من المتعلمين العرب يكتبون وينشرون في مواقـع ”الإنترتـت” أكثر بكثير مما يقرأون فيأتي نتاجهم غـثاً واهـياً.
إنَّ أول كلمة في القرآن الكريم كانت “إقرأ”، وفي أمّة “إقرأ”، الأمـة التي تـزعـم أنـهـا ”خـيـر أمـَّة أخـرجـت للـنـاس” نجد أن الأميّة متفشيةٌ حتى النخاع.
غـنـيّ عـن الـبـيـان أنـه ليس كل متعلم مثقفاً ، وليس كل مثقف يكون حاصلا على شهادات عليا.
ومع إقراري بحقيقة حجم الأمية في العالم العربي (توقعت ”الـمـنـظـمـة الـعـربيـة للتـربـيـة والـثـقـاقـة والـعـلـوم”، في تقريرها السنوي ، أن يصل عـدد الأميين لدى الفئات العمرية التي تزيد عن 15 عاما الى 80 مليونا أمّي [ فـقـط...!!] هذا العام… فانني لا أتخيل ، بأي شكل من الأشـكال ، أن يكون ”بائع الثقافـة” أمّـيـا..!!
إن هـذه الـنـسـبـة تـمـثـل – بحق – قاع الأمية الـسـحيق جـدا في العالم العربي. إنَّ محو الأميـة هي مسؤولية كل نظـام عربي . ومما يحزُّ في النفس أنه ليس ثمة مؤسسـة عربية واحـدة ، بما في ذلك جامعة الدول العربية (أطـال اللـه بقـاءهـا!!) ومنظمـاتها المتخصصـة استطاعت أن تقيم الـدليل على أنهـا مؤهـلة لمواجهـة هـذا الواقع العربي المحزن . فاذا كان يحق للعرب أن يختلفـوا في الشؤون السياسية ، فبأي حق يخـتلفون على محـو الأميـة ؟!
الاسـتثمار العربي ، هنا ، هو الأفضل ؛ لأنـه الأقل كلفـة والأوفـر مردوداً… إنـه اسـتثمار يحول قـنـديل الزيت الشـاحب الى مصـباح مشـع…
وما الذي يحـول دون تجنيـد جامعة الدول العربية لـهـذه المهمـة ما دامت التجارب العربية في التنمية قـد منيت بالفـشـل الذريع في معظمهـا ، وما دامت الجامعة العربية (بل أجهزتها) عاطلة عن العمل ؟! لمـاذا لا تتحمل الجامعة العربية عبء هـذا المشـروع العربي المتواضع ، رغم أنه – في تقديري – لا يليق كثيراً بـهـيـبـتـهـا التاريخية !!
”جمعية الصداقة الباكستانية – السويدية” تـتـقاضى من العامل الباكستاني المهاجر الى السويد أربعـين كراونا سـويدياً (خمسة دولارات أمريكية) في الشهر لتعلمه[ا] القراءة والكتابة باللغتين الأوردو والسويدية…. أي أن تكلفة محو الأمية هنا لا تزيد عن ثمن فـنجـان قهوة (كي لا أقول كأس ويسـكي!!) في أي مقهى يرتاده السياح العرب في أوروبا . ولا أريد هنا أن أتحدث عن الأموال التي يبذرها بعض السـفهاء العرب في سهرات حمراء في حانات أوروبا ومواخيرها . إن هذا الأموال تكفي لمحو الأمية في العالم العربي في المشرق والمغرب . ان القـنديل الشـاحب ، الذي يصير مصباحاً مشـعاً ، لن يضيء نفسه فـقط ، وانما ينيـر ويسـتنير… الا اذا أصرَّ الزعمـاء العرب على أن حكم الأمـة العربية ، بملايينها الـ 380 أسـهل اذا كان عشرون بالمئة منهم أميين !!
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» قـاع الأمـّيـَّة العـَمـيـق في العـالم العـَرَبي/الدكتور عـبد القادر حسين ياسين
» “جـَمـَل المـَحامـِل” الـفـِلـِسـطـيني/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وداعاً يا آخـر الأنـبـيـاء ...!!الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» الاتكاء المـُريح عـلى المـُسـَلــَّمات الغـيـْبـيـَّيـَّة..!! الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وَلـَو نار نـَفـَختَ بِها أَضاءَت..." الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» “جـَمـَل المـَحامـِل” الـفـِلـِسـطـيني/ الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وداعاً يا آخـر الأنـبـيـاء ...!!الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» الاتكاء المـُريح عـلى المـُسـَلــَّمات الغـيـْبـيـَّيـَّة..!! الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
» وَلـَو نار نـَفـَختَ بِها أَضاءَت..." الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي