بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
فداك ليلى
صفحة 1 من اصل 1
فداك ليلى
فداك ليلى
قادوك من الجديلة يا ليلى وأحكموا الوثاق ، لم يعلموا أن هاتين الجديلتين هما حبل مشنقتي!
لا تصرخي ليلى ، لا تصرخي ، لم يعد يجدي الصراخ ، ولا تتوسلي أبدا ً ، فأنت منذ بدء الخليقة شامخة ، أبية ، لم تنحني يوما ً أمام
عنف الطغاة .
أذكرُ يا ليلى صباحاتنا عند الغدير، أنت تملئين
الجرة بالماء وأنا أملأ قلبي من محياك الجميل ،
يغالبني القصيد فيفرّ إليك هاربا ً، مستنجدا ً ، متوسلا ً كي يختبئ في عينيك ، وعندما أبحث عنه فيهما تشيحين بشالك الوردي عني وتخفين ما بدا من هالة القسمات ، وأستحلفك يا ليلى بأن تردي الوشاح قليلا ً أريد أن أنهل من لحظك ، أن أسكن في الأحداق ، فتبتسمين بخبث العذارى وتردين قلبي بتمنع ودلال ، وأنا لا أنفك يا ليلى أرسل أشعاري مذابا ً فيها قلبي معصور الأنفاس ، وتهمسين في أذني كشدو بلبل ولد للتو يبحث عن أقرانه : أشعارُكَ لي .. اختبأت في قلبي ، فكيف أعطيك ما في قلبي من أشعار ؟
وأنا ألاحق ذيل ثوبك الطاهر وهو يعانق حبيبات الرمل والحصى والتراب وأرجوك أن تأتي في الغد كي أستلب غفوة صغيرة بين الأجفان ، وتسحبين الجرة بغنجك المعهود فتعلق جدائلك بين أصابع كفي ، ترجوني أن أفك أسرها ، أن أطلقها في سماء العشق راية تعلن للملأ طهارة الروح والأبدان.
وتسحبين الجديلة برفق وهوادة من بين أصابعي الثكلى كما تنسل الروح من الجسد في لحظة الاحتضار ، وتلقين الخطى كمن يقطع النهر بسكين ،لا النهر أندحر عني ولا السكين يبغي
لي الفراق .
وأغيب يا ليلى في دنياي ، أحلم باللقاء ، وأعدُ نفسي إن تراءت لي صورتك بالمنام ألا أفيق ، وأبقى حبيس صورتك والأحلام .
لكنهم اليوم قادوك من الجديلة وأحكموا الوثاق وصراخك ليلى يمزقني ، يمزق قلبي والأحلام ،
لا لقاء في الغد يا ليلى ، لا لقاء ، ولا بعد الغد يا ليلى فقد ربطوا الجديلة وأحكموا الوثاق ، ضيقوا الخناق علي ليلاي وقطعوا مني الأنفاس ، جدائلك ليلى الآن مشنقتي وأنا لا أخشى في عشقك الإعدام سأوصي لك بقلبي وعيوني لتنامي فيهما بعد اليوم وتنعمي بدفء الأحلام ، لا تصرخي ليلى فالطغاة لن يثني جبروتهم صراخ قلب انفطر على المحب أو جديلة تمزقت بين يدي الجلاد .
أبية أنت يا ليلى منذ القدم ، منذ زُين التاريخ بحروف اسمك ورددتك قصائد العشاق ، منذ زُرعت نبتة الحب الأولى في زمن ساد فيه الظلم والعدوان .
لا تصرخي ليلى ، قد أمضي أنا ، لكن الحب لا جسد له فيشنق ، وروحه لا تطالها السيوف ولا الرماح .
أسكني ليلى في عيوني فلن يطالوك بعد اليوم ، فالجبن قاصر ٌ يخشى مد ناظريه بداخلي، والبحث عنك في سراديب الأحداق .
أودعتك قلبي يا ليلى وفيه كل الأمان ، كل الدفء والحب والحنان، تسيجي به فتصبحي عصية عليهم ، وحين نلتقي بعد الممات ، قبرك هو قلبي لن تدسي في التراب ، وجدائلك ليلى هي مماتي و محياي ، لا تصرخي ليلى فأنا فداك يا ليلى ... فداك يا ليلاى .
قادوك من الجديلة يا ليلى وأحكموا الوثاق ، لم يعلموا أن هاتين الجديلتين هما حبل مشنقتي!
لا تصرخي ليلى ، لا تصرخي ، لم يعد يجدي الصراخ ، ولا تتوسلي أبدا ً ، فأنت منذ بدء الخليقة شامخة ، أبية ، لم تنحني يوما ً أمام
عنف الطغاة .
أذكرُ يا ليلى صباحاتنا عند الغدير، أنت تملئين
الجرة بالماء وأنا أملأ قلبي من محياك الجميل ،
يغالبني القصيد فيفرّ إليك هاربا ً، مستنجدا ً ، متوسلا ً كي يختبئ في عينيك ، وعندما أبحث عنه فيهما تشيحين بشالك الوردي عني وتخفين ما بدا من هالة القسمات ، وأستحلفك يا ليلى بأن تردي الوشاح قليلا ً أريد أن أنهل من لحظك ، أن أسكن في الأحداق ، فتبتسمين بخبث العذارى وتردين قلبي بتمنع ودلال ، وأنا لا أنفك يا ليلى أرسل أشعاري مذابا ً فيها قلبي معصور الأنفاس ، وتهمسين في أذني كشدو بلبل ولد للتو يبحث عن أقرانه : أشعارُكَ لي .. اختبأت في قلبي ، فكيف أعطيك ما في قلبي من أشعار ؟
وأنا ألاحق ذيل ثوبك الطاهر وهو يعانق حبيبات الرمل والحصى والتراب وأرجوك أن تأتي في الغد كي أستلب غفوة صغيرة بين الأجفان ، وتسحبين الجرة بغنجك المعهود فتعلق جدائلك بين أصابع كفي ، ترجوني أن أفك أسرها ، أن أطلقها في سماء العشق راية تعلن للملأ طهارة الروح والأبدان.
وتسحبين الجديلة برفق وهوادة من بين أصابعي الثكلى كما تنسل الروح من الجسد في لحظة الاحتضار ، وتلقين الخطى كمن يقطع النهر بسكين ،لا النهر أندحر عني ولا السكين يبغي
لي الفراق .
وأغيب يا ليلى في دنياي ، أحلم باللقاء ، وأعدُ نفسي إن تراءت لي صورتك بالمنام ألا أفيق ، وأبقى حبيس صورتك والأحلام .
لكنهم اليوم قادوك من الجديلة وأحكموا الوثاق وصراخك ليلى يمزقني ، يمزق قلبي والأحلام ،
لا لقاء في الغد يا ليلى ، لا لقاء ، ولا بعد الغد يا ليلى فقد ربطوا الجديلة وأحكموا الوثاق ، ضيقوا الخناق علي ليلاي وقطعوا مني الأنفاس ، جدائلك ليلى الآن مشنقتي وأنا لا أخشى في عشقك الإعدام سأوصي لك بقلبي وعيوني لتنامي فيهما بعد اليوم وتنعمي بدفء الأحلام ، لا تصرخي ليلى فالطغاة لن يثني جبروتهم صراخ قلب انفطر على المحب أو جديلة تمزقت بين يدي الجلاد .
أبية أنت يا ليلى منذ القدم ، منذ زُين التاريخ بحروف اسمك ورددتك قصائد العشاق ، منذ زُرعت نبتة الحب الأولى في زمن ساد فيه الظلم والعدوان .
لا تصرخي ليلى ، قد أمضي أنا ، لكن الحب لا جسد له فيشنق ، وروحه لا تطالها السيوف ولا الرماح .
أسكني ليلى في عيوني فلن يطالوك بعد اليوم ، فالجبن قاصر ٌ يخشى مد ناظريه بداخلي، والبحث عنك في سراديب الأحداق .
أودعتك قلبي يا ليلى وفيه كل الأمان ، كل الدفء والحب والحنان، تسيجي به فتصبحي عصية عليهم ، وحين نلتقي بعد الممات ، قبرك هو قلبي لن تدسي في التراب ، وجدائلك ليلى هي مماتي و محياي ، لا تصرخي ليلى فأنا فداك يا ليلى ... فداك يا ليلاى .
مواضيع مماثلة
» فداك وطني..
» رسومات ناجي العلي
» قالوا في ليلى
» ليلى .. هل تذكرين ؟
» لقاء الثلاثاء (ضيفة الحوار الأديبة ميساء البشيتي) إعداد: السيدة ليلى وعزام أبو الحمــام
» رسومات ناجي العلي
» قالوا في ليلى
» ليلى .. هل تذكرين ؟
» لقاء الثلاثاء (ضيفة الحوار الأديبة ميساء البشيتي) إعداد: السيدة ليلى وعزام أبو الحمــام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 18:02 من طرف ميساء البشيتي
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي
» لوحة
السبت 22 يونيو 2024 - 12:04 من طرف ريما مجد الكيال
» كنتَ مني وكنتُ منك !
السبت 22 يونيو 2024 - 12:02 من طرف ريما مجد الكيال
» في مولد الهادي
الثلاثاء 18 يونيو 2024 - 12:21 من طرف هدى ياسين
» أحلم بالعيد
الأحد 16 يونيو 2024 - 12:06 من طرف اميرة
» فضل يوم عرفة
السبت 15 يونيو 2024 - 12:09 من طرف سيما حسن
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
السبت 8 يونيو 2024 - 11:57 من طرف خيمة العودة
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
الجمعة 31 مايو 2024 - 11:54 من طرف هبة الله فرغلي
» رباعيات عمر الخيام .
الخميس 30 مايو 2024 - 11:27 من طرف عمر محمد اسليم
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
الخميس 30 مايو 2024 - 11:24 من طرف خيمة العودة
» اعشق البحر
الثلاثاء 21 مايو 2024 - 11:19 من طرف ريما مجد الكيال
» ليل وعسكر .
السبت 18 مايو 2024 - 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد