رد: أوراق امرأة

صبحي سالم ياسين كتب:كم هو رائع
منك كانت روعته
أحلام تدق باب القلب والقلب مفتوح
ونسمات نداعب أهداب الجفن المجروح
ليت عالم الطفولة وورديتها وصفاءها
تسكنان ولا تبرحان
هنا سيدتي ميساء لامست البقاء
بقاء حلم الطفولة على جدران القلب محفورا لا مرسوما
ولا شك أن ذات الحلم على جدرانه بات محفورا
وما أطيب الدنيا بحلم يبقى وهما يكبران
شعور الطفولة لا يغادر القلب مطلقا
ولو اشتعل القلب شيبا
ما أروعك سيدي قلما يجيد مزج الألوان
ويبدع في رسم قلبين على خد الزمن قلبا واحدا
ينبضان سويا
يضحكان سويا
ويحزنان سويا
لكن ما في القلب القلبين أعاد لهما سحر الطفولة
دمت سيدتي ميساء نبعا لمتعة الحرف وقارئه

شاعرنا العزيز أستاذ صبحي ياسين
أهلابك بين هذه الحروف المتواضعة
الطفولة ساكنة فينا ككل الأشياء الجميلة تبقى داخلنا ولا تبرح .. أحياناً تكون ساكنة صامتة وأحيانا تظهر على السطح وتعلن تمرد لذيذ يدب الحياة بأوصالنا ويشعرنا بمدى حاجتنا لهذه الطفولة فتظهر علينا ملامح الطفولة حتى تختفي التجاعيد من الوجنات ويفرُّ الشيب من الرأس ولكن هي فترة بسيطة ثم تتعب الطفولة وتخلد للنوم بانتظار زوبعة جديدة ..
شكرا لك أستاذي الفاضل وصدقني حروفي لا تستطيع أن تعبر لك عن امتنانها وسعادتها بحضورك الجميل وردودك الأجمل ودمت لنا يا رب بكل الخير .

:0049:

ما أجمل هذه الأوراق سيدتي ميساء وما أجمل أن نتصالح مع أنفسنا ومع أوراقنا ومع الحروف , كنت هنا وقرأت ما يسر القلب والعين , شكرا لك عصفورة الشجن الرائعة .

نضجت المرأة بداخلي وبتّ أعرف كيف أنساك ، نضجت الأنثى بداخلي وأحاطها الكبرياء بهالاته ،
الآن أعلم كيف أقلب الصفحة عن الوردة التي كانت ترقد فيها منذ سنين ، الآن فقط تعلمت كيف أقفز عنك وأنام بدون أن أفكر بشيء ....
ربما أوراقك سيدتي تختلف عن أوراقي ، لكنها راقتني كثيرا ،
استمتعت بقراءة كلماتك عزيزتي "أ. ميساء "
ودي ووردي

شكرا لك العزيز طارق ودمت بألف خير

نعم فاطمة الأوراق قد تختلف لكن الحروف في كل الحالات جميلة ورقيقة وعميقة ..
وصلتني حروفك وسعدت بها وبك ..
دمت غاليتي .

ميساء البشيتي كتب:
أوراق امرأة
اليوم .. أنا امرأة أخرى ..
اليوم .. سألبي نداء قلبي المتأرجح بين زوابع الانتظار وعواصف النسيان ..
اليوم .. سأتصالح مع أوراقي .. سأسكب عليها مداد قلبي يغلي كقهوة الصباح حين تفور على شفتيك .. سأروي ظمأ الأوراق .. سأطفىء لهيب اشتياقها وجمر حنينها إليك ..
سأرسمك على جدران قلبي .. على مدارج السطور سأزرعك على شرفة الحروف .. سأوشح باسمك صباحات كل الفصول .
كيف راودتني نفسي الحمقاء على نسيانك ؟
أية حماقة هذه التي كنت سأسطرها في تاريخ عمري وعمر أوراقي ؟
كيف أمزق وردة تنام بين صفحات دفتري .. تغفو على وسادة السطور .. تلتحف حروف المدّ .. وتتدثر بتنوين الضم وعلامات السكون ؟
اليوم أفقت عليك تداعب أنفي بوردة حمراء كتلك التي كنت أنا وأنت نقطف ورودها في لحظات الجنون .. ألقي إليك بأوراقها .. فتلقي إليّ بقلبك مسطر بعذب الحروف .. أذوب أنا فيها .. أغيب عنك .. ألملم ما تبعثر من أنفاسي ..
كنت حمقاء حين كنت أخفي عنك رغبتي بالمزيد .. حين كنت أخفي هالات الحبور التي كانت ترتسم في بؤبؤ عيني لحظة العناق مع الحروف ..
اليوم أنا نضجت .. المرأة بداخلي نضجت .. الأنثى بداخلي نضجت .. عواصف النسيان رحلت عن فكري ..
تصالحت مع الحلم ووعدني أن ينتظرك ..
في المساء .. في الصباح .. في الظهيرة .. قبل الغروب .. بعد الغروب .. في ساعات السحر قبل موعد الشروق ..
تصالحت مع الحروف .. وعدتها أن أرسلها في كل ساعة إليك .. في كل دقيقة .. في كل ثانية ..
ستطوقك الحروف بذراعيّها المحبة وتعانقك .. فأنى لك منها الهروب ؟
تصالحت مع أوراقي .. وعدتها بأن أرسمك ليس فقط على جدران قلبي وفكري وخيالي .. إنما بين السطور وفوق السطور وتحت السطور .. في الهوامش والزوايا .. بين الجمل .. فوق جميع علامات الاستفهام ..
أنت اليوم خارج علامات الاستفهام .. أنت اليوم في عقر قلبي وبين ذراعيّ .. حتى لو زرعتَ خيمتك باب دارها وأطلت المكوث ..
أنت منذ اللحظة قلبي ..
ولن تغادر قلبي .. لن تغادر أوراقي ..
لقد استدعيت الحلم .. أنت منذ اللحظة فارس أحلامي .. فاشهدي عليّ يا حروف .. واشهدي يا أوراقي .