بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس! جواد البشيتي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس! جواد البشيتي
خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس!
جواد البشيتي
إنَّها "مُسلَّمة" أنْ أقول، وأنْ يقول معي كثيرون من القانطين من السياسة العربية، إنَّ "المسجد الأقصى" ليس بذي أهمية تُذْكَر لدى العرب، دولاً وقِمَمَاً؛ ولعلَّ خير دليل على ذلك هو أنَّ الزعماء العرب لم يجتمعوا، ولو مرَّة واحدة، ليقرِّروا "الأحمر" في موقفهم من قضيته، التي يُظْهِرونها، في شعائرهم وطقوسهم السياسية ـ الدينية على أنَّها قُدْس أقداس السياسة الرسمية العربية؛ أمَّا في العالم الواقعي والحقيقي للسياسة التي ينتهجون ويمارِسون فقد أتوا إلينا بكل دليل مُقْنِع ومُفْحِم على أنَّ السلام مع إسرائيل ممكن وضروري وحتمي ولو ظلَّ المسجد الأقصى، والحرم القدسي كله، إلى الأبد على ما هما عليه الآن، وكأنَّ بقاء "الأقصى" خاضعاً لاحتلال إسرائيلي أبدي، لا يقف، ويجب ألاَّ يقف، عقبة في طريق السلام (وتطبيع العلاقة بأوجهها كافة) مع "الدولة التلمودية"!
حتى "الشيوخ"، الذين يستسهلون الإفتاء في كل شيء، ويتوفَّرون على إنتاج وتسويق الفتاوى في أمور أهمها من قبيل "الرِجْل التي ينبغي لنا شرعاً أن نَدْخُل فيها الحمَّام"، فضَّلوا أنْ يغيبوا غياب "البدر" في الليلة الظلماء، فَلَم يكلِّفوا أنفسهم عناء الاجتهاد الديني في أمر "الأقصى"، فيُبَيِّنوا للعامة من المسلمين "حُكْم الشرع" في سلام مع إسرائيل يقوم على بقاء المسجد الأقصى على ما هو عليه.
أحد كبار الزعماء الدينيين اليهود مِمَّن كانت لهم مساهمة كبيرة في عقد اجتماعات ومؤتمرات "التطبيع الديني" مع شيوخ كبار، دعا إلى "حوار ديني جاد"، بدعوى أنَّ لدى "التوارتيين" من الحُجَج (المُقْنِعَة والمُفْحِمَة) ما يسمح لهم بتقليل وزن المسجد الأقصى (وفلسطين كلها) في "الميزان الديني" لدى المسلمين!
إنَّنا لا ندعو الدول العربية، أو بعضها، إلى "تحرير" المسجد الأقصى، فلا يكلِّف الله نفساً إلاَّ وسعها؛ كما أنَّ "الدعوة" هي في حدِّ ذاتها مساهمة في بث ونشر مزيدٍ من الأوهام؛ ما ندعو إليه فحسب هو أن "يُجامِل" السلام (العربي) مع إسرائيل ولو قليلاً المشاعِر الدينية الإسلامية والمسيحية لشعوبنا ومجتمعاتنا، فجعل "السلام"، في معاهداته واتفاقياته، مشروطاً، على الأقل، بحلٍّ انتقالي (مؤقَّت) دولي لمشكلة الحرم القدسي والأماكن المسيحية ككنيسة القيامة، يقوم على إنهاء كل مظهر من مظاهر السيادة (والاحتلال) الإسرائيلية، هو ما كان يجب أن يُفكَّر ويُعْمَل فيه عربياً، أي لدى المؤمنين من العرب بالسلام مع إسرائيل خياراً استراتيجياً لهم.
وكان لا بدَّ لذلك من أن يشغل حيِّزاً من نصِّ "مبادرة السلام العربية"، التي كلَّما تقادم عهدها تأكَّد أنَّ حِمْلَها، على ضآلته، ناء وينوء حامله، فالمسجد الأقصى، ولجهة ضرورة انتزاعه من براثن السيادة الإسرائيلية، لَمْ يؤتَ على ذِكْرِه في تلك "المبادرة"!
وربَّما لا يتأخَّر كثيراً مجيء يومٍ تُعامِل فيه الدول العربية، التي أعْجَزَها كثيراً "تحدِّي الأقصى"، المسجد الأقصى على أنَّه "شيء فلسطيني صرف"، يعود إلى "المفاوِض الفلسطيني"، المُثْخَن بجراح "مفاوضات السلام"، بتَّ أمره، لِيُعْلِن العرب بعد ذلك (كما أعلنوا من قبل) أنَّ أهل مكة أدرى بشعابها، وأنَّهم على عهدهم باقون، يقبلون ما يقبله الفلسطينيون، ولن يكونوا أبداً فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم؛ فهذا "الخطاب العربي"، الذي يقطر "أُخُوَّةً" من رأسه حتى أخمص قدمه، هو خير مساعدة تُسْدى إلى "المفاوِض الإسرائيلي" في إحكام حصاره على "المفاوِض الفلسطيني".
ويبقى "خوف عظيم"، هو الخوف من اتفاقيات سلام، تُحْفَظ فيها وتُصان، الحقوق الدينية الإسلامية في المسجد الأقصى؛ لكن في مقابل التفريط في كثيرٍ من "الحقوق الدنيوية"، أي "القومية"، للشعب الفلسطيني، كأنْ يُدْفَن "حق العودة" في "مقبرة إسرائيلية"، وتُضمُّ إلى إسرائيل الأجزاء التي تريد من "القدس الشرقية" والضفة الغربية، في مقابل أن نَشْعُر ونحن نصلِّي في المسجد الأقصى أن القدسية الإسلامية لهذا المكان أصبحت في الحفظ والصون!
"خطاب النصر" هذا يجب ألاَّ يقع على أسماعٍ شعبية (فلسطينية وعربية) تشبه أسماع مُلْقييه، الذين سيُفْرِطون في "التزيين الديني" للتفريط في تلك "الحقوق الدنيوية"، قائلين لنا: لقد ضَحَّيْنا بالغالي والنفيس (من تلك الحقوق) في سبيل إنقاذ الأقصى!
"القدس الشرقية"، وفي القَلْب منها يَقَع "الحرَم القدسي"، الذي يَضُم المسجد الأقصى، وقُبَّة الصخرة، والفناء الواسع بين المسجد والقُبَّة، هي جزء من أرضٍ فلسطينية، احتلتها إسرائيل من الأردن، في حرب 1967؛ ثمَّ وسَّعَت حدود "القدس الشرقية" بضَمِّها مناطق مجاوِرة لها إليها؛ ثمَّ وَحَدَّت القدس الشرقية والقدس الغربية ، التي كانت جزءاً من إقليم دولتها قبل الحرب، مُعْلِنَةً "القدس الكبرى الموحَّدة" عاصمة أبديةً لها؛ وهذا عَنَى ضِمْناً بسط السيادة الإسرائيلية حتى على المسجد الأقصى؛ وإسرائيل لم تُعْلِن قَطْ ما يمكن أنْ يُفْهَم منه أنَّ "الأقصى" مستثنى من سيادتها هذه.
حتى في اتفاقية وادي عربة، التي أسَّست للسلام بين الأردن وإسرائيل، لم نَرَ ما يمكن أنْ يُفْهَم منه أنَّ الأردن قد اقْتَطَع "المسجد الأقصى" من القدس الشرقية المشمولة بالسيادة الإسرائيلية؛ ولَمَّا صَوَّر السلام مع إسرائيل على أنَّه نُتاج تفاوض، أساسه مبدأ "الأرض في مقابل السلام"، لم يَقُلْ قَطْ أنَّ "الأقصى" جزء من تلك الأرض التي استعادها، أو كان يعتزم استعادتها؛ فكل ما حَصَلَ عليه لم يتعدَّ قبول إسرائيل إشراف الأردن على المسجد الأقصى؛ وهذا الإشراف (الإداري الشكل والمحتوى) لا يتناقَض مع استمرار السيادة الإسرائيلية (والتي هي في أصلها "احتلال") على "الأقصى"، بصفة كونه جزءاً من "القدس الشرقية"، بصفة كونها جزءاً من "القدس الكبرى الموحَّدة، والعاصمة الأبدية لإسرائيل".
السيادة على القدس الشرقية لِمَن؟
إنَّها ليست (أو ما عادت) لله؛ وإنَّها ليست لإسرائيل، ولا للأردن؛ إنَّها، وُفْق اتفاقية بين الأردن والسلطة الفلسطينية، لـ "الدولة الفلسطينية"؛ فهذه الدولة هي التي يحقُّ لها فحسب بسط سيادتها على كل القدس الشرقية، وعلى "الأرض المقام عليها المسجد الأقصى (الحرم القدسي الشريف)"، بصفة كونها جزءاً من إقليم هذه الدولة. وهذه السيادة تشمل حتى "حائط المبكى"، و"تحت" الحرم القدسي.
لإسرائيل التي ما زالت تحتل القدس الشرقية، مع الحرم القدسي، قالت تلك "الاتفاقية": الملك الأردني هو، وحده، صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدَّسة في القدس، و"دولة فلسطين" هي، وحدها، صاحبة السيادة على القدس (الشرقية) والحرم القدسي.
قبل هذه "الاتفاقية"، اعترفت إسرائيل للأردن (في معاهدة وادي عربة) بحقِّه في رعاية (أي في الاستمرار في رعاية) الأماكن المقدَّسة (الإسلامية والمسيحية) في القدس؛ وقُبَيْلها، اعترفت القمة العربية في الدوحة بالدور الهاشمي التاريخي في القدس.
لكن كل ذلك يَفْقِد أهميته، أو كثيراً منها، ما بقي الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية؛ وهذا إنَّما يشدِّد الحاجة إلى "اتفاقية" لحلٍّ نهائي ودائم لمشكلة القدس (الشرقية) مع حرمها القدسي.
كيف يمكن استخدام العقيدة الإسلامية نفسها في جَعْل الفلسطينيين والعرب يتقبَّلون فكرة الاعتراف (أيْ اعترافهم هُمْ) بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية، إقليمها (الذي هو القسم الأكبر من أرض فلسطين) مُلْك أبدي لـ "الشعب اليهودي" فحسب؟ الجواب أتى من "شيخ" أردني يُدْعى أحمد العدوان، ويُعرِّف نفسه على أنَّه "عالِم إسلامي"؛ فهذا "الشيخ"، الذي لا رادِع يردعه عن "صَهْيَنَة" و"تَلْمَدَة" بعضٍ من أصول العقيدة الإسلامية، قال، في لهجة قائل "وجدتها": لا شيء في القرآن اسمه "فلسطين"؛ والله كتب الأرض المقدسة (أيْ فلسطين) لبني إسرائيل إلى يوم القيامة. ثمَّ خاطَب "المحرِّفين لكلام ربهم"، قائلاً: من أين أتيتم باسم فلسطين، وقد سمَّاها الله "الأرض المقدسة"، وأورثها لهم (أيْ لبني إسرائيل) إلى يوم القيامة؟!
إنَّها لمحاولة سافرة للتأسيس لاعتراف "ديني ـ إسلامي" بحق "دولة الوعد الربَّاني" في الوجود من خلال تفسير وتأويل مُغْرضين لآيات قرآنية تضمَّنتها سورة "المائدة"؛ وهذه الآيات هي: "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ. يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ. قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ. قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ".
هؤلاء، وبثلاثين من الفضة، ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا خَدَماً عند "شعب الله المختار"، فزَعَموا أنَّ الله قد كَتَبَ فلسطين لـ "بني إسرائيل"، إذْ قال "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ"، وأنَّ "عقوبة تحريمها على بني إسرائيل" قد انتهت، إذْ قال "قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ".
ومن قَبْل، سَمِعْنا ذلك الداعية الذي أَخَذَ بأسلوب سقراط في محاورة الشباب؛ فروى لنا، وكأنَّه كان "شاهد عيان"، أنَّ النبي داوود، وبأمرٍ من الله، هو الذي بنى المسجد الأقصى؛ ولقد بناه في مكان بيت رجل يهودي؛ ثمَّ جاء النبي سليمان ليُكْمِل، بأمرٍ من الله أيضاً، ما بدأه داوود.
وغني عن البيان أنَّ هذا المعبد، الذي يسميه الداعية "المسجد الأقصى"، هو "هيكل سليمان"، الذي بحسب الرواية اليهودية، التي لا سند لها في التاريخ والواقع، يقع تحت المسجد الأقصى.
هذا الداعية الإسلامي يقول للتلموديين إنَّ المسجد الأقصى هو في الأصل منزل كان يملكه رجل يهودي!
وأنتَ يكفي أن تقول للإسرائيليين ذلك حتى تبدو أنَّكَ تدعوهم إلى أن يستعيدوا حقَّهم في المكان، الذي كان، على ما زعم هذا الداعية في روايته، بيتاً يملكه رجل يهودي!
في مَعْرِض دفاعه عن "الحق اليهودي" في القدس الشرقية، قال أحد كبار التلموديين في إسرائيل: إنَّ أحداً في العالم ليس من حقه أن يسأل إسرائيل في أمر بناء منازل في القدس الشرقية (عاصمة الملك داوود) لأنَّها عاصمتها منذ ثلاثة آلاف سنة، وإنَّها كانت يهودية خالصة عندما كان أجداد العرب يعاقرون الخمر، ويئدون البنات، ويعبدون اللات والعزَّى، مضيفاً أنَّ القرآن نفسه لم يَذْكُر اسم القدس؛ و"خريطة الطريق" لم تُشِرْ لا من قريب ولا من بعيد إلى القدس الشرقية. أمَّا الضفة الغربية (ومعها القدس الشرقية) فهي أرض لا سيادة لأيِّ دولة عليها؛ لقد كانت قبل حرب حزيران 1967 تحت "الاحتلال الأردني"، ثمَّ سيطرت عليها إسرائيل؛ وعليه، لم تستولِ عليها إسرائيل من أيِّ دولة حتى تعيدها إليها؛ وعليه، أيضاً، يحق لإسرائيل أن تفعل فيها ما تشاء.
وزارة الخارجية الإسرائيلية كانت أنتجت فيلماً، فيه تَظْهَر قبة الصخرة وهي تختفي، ويبرز الهيكل في مكانها، مع عودة التاريخ إلى ما قبل الميلاد، تأكيداً للصِّلة اليهودية القديمة بالقدس؛ وكان نجم هذا الفيلم نائب وزير الخارجية الإسرائيلي (مِنْ قَبْل) داني أيالون.
ومن قبل، برز نتنياهو، أو أبرز نفسه، في هيئة "رجل الحقيقة"، السادن لها، والمتحدِّث باسمها، إذ وصف الصراع الذي تخوضه إسرائيل من أجل تهويد القدس الشرقية بأنَّه "صراع من أجل الحقيقة"، أي من أجل إظهارها، وانتصاراً لها؛ ولقد ذكَّرني تعصُّب نتنياهو، وغيره من ممثِّلي "التلمودية السياسية"، لـ "الحقيقة" بكيسينجر الذي قال إنَّ ما "يبدو أنَّه حقيقة"، وليس "الحقيقة"، هو ما يستأثر باهتمامه!
وإنصافاً للحقيقة أقول إنَّ الإسرائيليين واليهود على وجه العموم يؤمنون بأنَّ "حقيقة" القدس موجودة في "التلمود"، الذي، على ما أحسب وأعتقد، موجود فحسب في خارج عالم الحقيقة.
إنَّهم، من ثمَّ، لا يكترثون لـ "الحقيقة"، وإنَّما لِمَا يبدو لهم أنَّه حقيقة؛ وليس يصحُّ في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل؛ وإنَّ الإنسان الذي استبدت به الأوهام التلمودية هو من جنس أولئك الذين يجادلون، طالبين دليلاً على وجود النهار!
اسْألْ مؤلِّف كتاب "مكان تحت الشمس"، أي نتنياهو، "لِمَنْ القدس؟"، فيجيبكَ على البديهة قائلاً "إنَّها للشعب اليهودي؛ وإنَّها له، عاصمةً، منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة"؛ ثمَّ اسْألْهُ عن الدليل والبرهان، فيأخذكَ إلى "العهد القديم"، الذي فيه ذُكِر "صهيون"، أي الاسم العبري للقدس، بحسب زعمه، 850 مرَّة؛ وكفى الله ممثِّلي أوهام "العهد القديم" شرَّ التاريخ، عِلْماً وحقائق، وشرَّ العقل والمنطق، فإنَّ هؤلاء الذين لا يستطيعون العيش في أيِّ مكان تحت الشمس يتَّخِذون مِمَّا هو في حاجة إلى إثبات (أي مزاعم "التوراة") دليل اثبات!
القدس (أو التي يسمُّونها "صهيون") لهم؛ لأنَّ فلسطين لهم؛ وفلسطين لهم؛ لأنَّها "أرض الميعاد"!
لقد قنط نتنياهو من الجهود المضنية التي بذلها علماء الآثار الإسرائيليون (منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية) لإثبات أنَّ لـ "الشعب اليهودي" حقَّاً دينياً وتاريخياً في أرض فلسطين، وفي "العاصمة الموحَّدة الأبدية" على وجه الخصوص.
ولا شكَّ في أنَّ "النتائج" قد ذهبت بأوهامه التلمودية إذ أكَّد علماء آثار يهود علميُّون وموضوعيُّون، بعد البحث والحفر والتنقيب في "مدينة داود" في حيِّ سلوان في القدس الشرقية، أنْ لا شيء هناك يدلُّ على أنَّ داود كان له قصراً، حيث بحثوا وحفروا ونقَّبوا، أو أنَّ ذلك المكان عَرَف داود، أو عرفه داود.
وأخصُّ بالذِّكْر من هؤلاء المحاضِر في جامعة تل أبيب رافاييل جرينبرج، الذي قال "لم نعثر على شيء"، وعالم الآثار في الجامعة نفسها البرفيسور إسرائيل فنكلشتاين الذي قال "هؤلاء يخلطون الدين بالعلم.. المنظَّمات اليهودية اليمينية المتطرفة (كجمعية "إيلعاد") لم تعثر على قطعة أثرية واحدة من قصر النبي داود"، وعالم الآثار المستقل البروفيسور يوني مزراحي الذي قال لم نعثر على لافتة مكتوب عليها "مرحباً بكم في قصر داود"!
التاريخ، الذي لم يتركوا لهم أثراً فيه يقول لهم "القدس ليست لكم"، فيَرُدُّ له نتنياهو الصاع صاعين، قائلاً له "بلى، إنَّها لنا، فالتوراة قالت إنَّها لنا"، فكيف لهذا أن يجنح للسلام مع الفلسطينيين وهو الذي يأبى أن يجنح للسلام مع العقل؟!
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس! جواد البشيتي
سيدي الفاضل الأستاذ جواد البشيتي المحترم
أخاطبك سيدي كشخص بالنسبة لي مجهول عبر أختنا الأستاذة ميساء البشيتي كاتب لدي معلوم واقول في عجالة
هذا ليس مقالا وفقط .. هذا كتاب عبارة عن ايقونه وجب على كل عربي أي مسلم وضعه في جيبه كمرجع جلي واضح
يتحدث في بساطة عن القدس ويضع بين ايادينا : التاريخ ، الدين ، السياسة ، والقانون .
لا أحسب اني ساضيف شيئا فوق هذا ولكن ويا حبذا لو وجد محاورين حوله كنا لنتحدث عن خرافات التلمود
والأكاذيب التي سيقت حول تفسير التوراة كما ورد .. على أي حال قد يسمح لنا الزمن بكتابة بحث
حول كثير من الخرافات ليس لإثبات انها كذلك بل لتنظيف العقل العربي والإسلامي والفلسطيني في جوانب كثيرة حول المعتقدات .. وما الذين ذكرهم أستاذنا الرائع والذي وصفهم بالمتصهينين ليسو معزولين ولا مقطوعين من سياق فهم له جذورة في الروايات والحكايات الشعبية مع كل أسف لذا يجب أن يُفهم عنوان المقال من هذه الزاوية فعندما قال " خطر عربي إسلامي وتلمودي يتهدد القدس " كان يعني ما يقول وأكثر ... سلمت يداك استاذنا والف شكر لسيدتي على نقل الموضوع .
أخاطبك سيدي كشخص بالنسبة لي مجهول عبر أختنا الأستاذة ميساء البشيتي كاتب لدي معلوم واقول في عجالة
هذا ليس مقالا وفقط .. هذا كتاب عبارة عن ايقونه وجب على كل عربي أي مسلم وضعه في جيبه كمرجع جلي واضح
يتحدث في بساطة عن القدس ويضع بين ايادينا : التاريخ ، الدين ، السياسة ، والقانون .
لا أحسب اني ساضيف شيئا فوق هذا ولكن ويا حبذا لو وجد محاورين حوله كنا لنتحدث عن خرافات التلمود
والأكاذيب التي سيقت حول تفسير التوراة كما ورد .. على أي حال قد يسمح لنا الزمن بكتابة بحث
حول كثير من الخرافات ليس لإثبات انها كذلك بل لتنظيف العقل العربي والإسلامي والفلسطيني في جوانب كثيرة حول المعتقدات .. وما الذين ذكرهم أستاذنا الرائع والذي وصفهم بالمتصهينين ليسو معزولين ولا مقطوعين من سياق فهم له جذورة في الروايات والحكايات الشعبية مع كل أسف لذا يجب أن يُفهم عنوان المقال من هذه الزاوية فعندما قال " خطر عربي إسلامي وتلمودي يتهدد القدس " كان يعني ما يقول وأكثر ... سلمت يداك استاذنا والف شكر لسيدتي على نقل الموضوع .
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
رد: خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس! جواد البشيتي
أضم صوتي لصوت الأستاذ : رأفت العزي
فأنحني إكبارا و إجلالا لصاحب المقال .
إذ تعلمت منه اليوم الكثير .عن مكيدة العرب
و المسلمين ..نسأل الله العظيم
أن يظهر الحقّ و يزيح الغمة عن أهلنا
في فلسطين .
فأنحني إكبارا و إجلالا لصاحب المقال .
إذ تعلمت منه اليوم الكثير .عن مكيدة العرب
و المسلمين ..نسأل الله العظيم
أن يظهر الحقّ و يزيح الغمة عن أهلنا
في فلسطين .
شفيقة لوصيف- عضو جديد
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015
رد: خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس! جواد البشيتي
رأفت العزي كتب:سيدي الفاضل الأستاذ جواد البشيتي المحترم
أخاطبك سيدي كشخص بالنسبة لي مجهول عبر أختنا الأستاذة ميساء البشيتي كاتب لدي معلوم واقول في عجالة
هذا ليس مقالا وفقط .. هذا كتاب عبارة عن ايقونه وجب على كل عربي أي مسلم وضعه في جيبه كمرجع جلي واضح
يتحدث في بساطة عن القدس ويضع بين ايادينا : التاريخ ، الدين ، السياسة ، والقانون .
لا أحسب اني ساضيف شيئا فوق هذا ولكن ويا حبذا لو وجد محاورين حوله كنا لنتحدث عن خرافات التلمود
والأكاذيب التي سيقت حول تفسير التوراة كما ورد .. على أي حال قد يسمح لنا الزمن بكتابة بحث
حول كثير من الخرافات ليس لإثبات انها كذلك بل لتنظيف العقل العربي والإسلامي والفلسطيني في جوانب كثيرة حول المعتقدات .. وما الذين ذكرهم أستاذنا الرائع والذي وصفهم بالمتصهينين ليسو معزولين ولا مقطوعين من سياق فهم له جذورة في الروايات والحكايات الشعبية مع كل أسف لذا يجب أن يُفهم عنوان المقال من هذه الزاوية فعندما قال " خطر عربي إسلامي وتلمودي يتهدد القدس " كان يعني ما يقول وأكثر ... سلمت يداك استاذنا والف شكر لسيدتي على نقل الموضوع .
في الحقيقة أخي رأفت جواد البشيتي هو أخي،
لكن هنا في هذا المنتدى أنا مجرد قارئة له .. أنتقي ما يعجبني من المواضيع سواء له أو لغيره من الكتاب وأضعها هنا لأحبتي بغرض الاستفادة منها ..
جواد الله يحفظه لا يعلم بهذا الموضوع .. هو يعلم على ما أظن أنني أنتقي من مقالاته بين
الفينة والأخرى، ولكن لا يعلم أي مقال بالضبط ، وهو للأسف الشديد غير متابع العصفورة بسبب كثرة مشاغله وضيق الوقت ..
كم كنت أتمنى لو أنه معنا الآن ليشاركنا هذا الحديث الشيق؛ فأنت تعلم اخي رأفت أنني قارئة ومستمعة أحياناً في بعض المواضيع الهامة لأنني أترك ساحة النقاش إذا كنت لا أستطيع أن أضيف إليها شيئاً ..
لذلك أنا الآن أستمع إليك كما استمعت من قبل إلى جواد، وأحاول فعلاً أن أستفيد من مقالاتكم وأرائكم وخبراتكم الرائعة وقدرتكم على الحوار الواعي والمفيد .. لذلك أنا الآن قارئة ومستمعة فتفضل وقل كل ما تشاء وكلي آذان صاغية .
وألف شكر لك مرة ومرات أخي العزيز والأديب والقاص والسياسي اللطيف رأفت العزي
ودام لك ألق التفاعل والحضور .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الإثنين 20 يونيو 2016 - 22:31 عدل 1 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس! جواد البشيتي
شفيقة لوصيف كتب:أضم صوتي لصوت الأستاذ : رأفت العزي
فأنحني إكبارا و إجلالا لصاحب المقال .
إذ تعلمت منه اليوم الكثير .عن مكيدة العرب
و المسلمين ..نسأل الله العظيم
أن يظهر الحقّ و يزيح الغمة عن أهلنا
في فلسطين .
غاليتي شفيقة
ولا أخفي عنك أنني مثلك أقرأ وأتعلم وأستفيد من المقالات الهامة كهذه
شكرا لك لأنك كنت هنا وقرأت وأضفت وتفاعلت التفاعل الرائع
أحييك من أعماق قلبي أيتها الأديبة والقاصة المتميزة
ودمت بكل المحبة
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مواضيع مماثلة
» هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟ بقلم جواد البشيتي
» أُمَّة تَنْتَحِر بسلاح التعصُّب!بقلم : جواد البشيتي
» أنا المالك الحقيقي لكنيس الخراب .. بقلم : جواد البشيتي
» "الأقصى".. من التناسي إلى النسيان!بقلم:جواد البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
» أُمَّة تَنْتَحِر بسلاح التعصُّب!بقلم : جواد البشيتي
» أنا المالك الحقيقي لكنيس الخراب .. بقلم : جواد البشيتي
» "الأقصى".. من التناسي إلى النسيان!بقلم:جواد البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي