بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
لماذا غابت "فلسطين" عن إعلام "الربيع العربي"؟ بقلم:جواد البشيتي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لماذا غابت "فلسطين" عن إعلام "الربيع العربي"؟ بقلم:جواد البشيتي
لماذا غابت "فلسطين" عن إعلام "الربيع العربي"؟
جواد البشيتي
تكاد "فلسطين"، ولو بمعنى "الحَدَث الفلسطيني"، أنْ تغيب تماماً (أو أنْ تُغيَّب، على ما يَزْعُم بعض الحريصين، أو مدَّعي الحرص، على "فلسطين") عن "الربيع العربي"، أو عن "الإعلام" المتوفِّر على تسليط الأضواء على أخبار وأحداث "الربيع العربي".
وإذا كان هذا هو واقع الأمر، على وجه العموم، ولا يسعنا إنكاره، فإنَّ ثمَّة من يَذْهَب به سوء الظَّن إلى مدى أبعد، فيتساءل قائلاً: "أهي مصادفة أم ضرورة أنْ يغيب الحَدَث الفلسطيني إعلامياً هذا الغياب؟".
و"فلسطين ـ القضية" ليست بالأمر السياسي العادي، أو الذي يتَّسِع لكثيرٍ من الخلاف بين العرب (على وجه العموم) في أمْر أهمية وضرورة أنْ تظلَّ لها، ولأخبارها وأحداثها، الهيمنة الإعلامية؛ فإنَّ ما يشبه "القُدْسية الدِّينية" هو ما يُلوِّن المشاعر والمواقف العربية منها؛ حتى أولئك الذين عاثوا فيها فساداً، وناصبوها عداءً مستتراً، وغالبيتهم من أهل الحكم الذين لا مصلحة لهم في أنْ ينتصروا لفلسطين، لا يجرؤون على الجهر بالكُفْر بها؛ فـ "فلسطين ـ القضية" ضَرَبَت جذورها عميقاً في الوجدان العربي (القومي والدِّيني) حتى أصبح تمييزها من هذا الوجدان من الصعوبة بمكان.
لكنَّ بعضاً من هذا الانتصار (الآن) لـ "فلسطين ـ القضية"، أو لـ "الخبر الفلسطيني"، يشبه "كلمة حقٍّ يُراد بها باطل"؛ فهو يأتي مِمَّن لهم مصلحة في خَفْض منسوب الاهتمام الإعلامي (العربي) بثورات الشعوب العربية ضدَّ أنظمة الحكم الاستبدادية الدكتاتورية، التي طالما تسربل بعضها بالعداء القومي لإسرائيل، وبالانتصار لـ "فلسطين ـ القضية"؛ مع أنَّ "فِعْله" لم يأتِّ إلاَّ بما يقيم الدليل على أنَّه مَصْدَر قوَّة لإسرائيل في صراعها ضدَّ "فلسطين ـ القضية"، وعلى أنَّ عداءه لها هو عداء مغشوش، ولا يفيد إلاَّ في تبرير الاستبداد، ومنع الديمقراطية من السريان في شرايين العلاقة بين الحاكم والمحكوم؛ وكأنَّ الانتصار لـ "فلسطين ـ القضية" لا يكون، ولا يمكنه أنْ يكون، بنشر وإشاعة الديمقراطية في حياتنا السياسية.
وهذا الذي قُلْت، وأقول به، لا يبرِّئ، ولا يمكنه أنْ يبرِّئ، ساحة بعض القوى المعارضة لأنظمة الحكم الدكتاتورية العربية؛ فثمَّة أقوال وأفعال لهذه القوى يُسْتَدَلُّ منها على أنَّ لديها (أيْ لدى هذه القوى) مَيْلاً إلى إبداء مزيدٍ من "الاعتدال" في موقفها من إسرائيل، ومن الصراع بينها وبين الفلسطينيين، توصُّلاً إلى الحصول على مزيدٍ من التأييد الغربي لها في صراعها ضدَّ أنظمة الحكم الدكتاتورية العربية، ومن أجل الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها؛ فأصبحت المعاهدات والاتفاقيات مع العدو القومي الأوَّل للعرب، وهو إسرائيل، "عهوداً"، يُلْبَس "حفظها" لبوس "الشرعية الدينية (الإسلامية)"!
وحتى لا نُتَّهم بالتجنِّي عليهم أقول إنَّ هناك مَنْ يريد لنا أنْ نَفْهَم موقفهم هذا على أنَّه "برغماتية سياسية" لن تدوم طويلاً، ولسوف يعود أصحابها مستقبلاً إلى "المبدئية"؛ وكأنَّ شعارهم هو "التَمَسْكُن حتى التمكُّن"!
لقد خَفَّ "الوزن الإعلامي" للحَدَث الفلسطيني؛ وأعْلَم أنَّ ثمَّة من له مصلحة في هذا الغياب الإعلامي لـ "فلسطين"؛ لكنَّ إنصاف الحقيقة يُمْلي علينا الاعتراف بـ "الغياب الموضوعي" للحدث الفلسطيني الذي يَفْرِض نفسه فَرْضاً على الإعلام العربي والدولي؛ فإنَّ خبر العلاقة بين "فتح" و"حماس"، والذي يكاد أنْ يشغل الجزء الأكبر من مساحة الأخبار الفلسطينية، فَقَد بريقه وجاذبيته، وما عاد يستأثر بالاهتمام الشعبي؛ حتى صُنَّاعه ما عادوا يُبالون به.
والمأساة تَعْظُم إذا ما كان "الخبر الفلسطيني" هو خبر القمع الإسرائيلي للفلسطينيين؛ فلقد نجحت أنظمة الحكم الدكتاتورية العربية، وهي تسير في مسار السقوط، في تبييض مساحة واسعة من صفحة إسرائيل السوداء؛ فالجرائم التي ارتكبتها، وترتكبها، في حقِّ شعوبها التي شَقَّت عصا الطاعة جَعَلَت الجرائم الإسرائيلية في حقِّ الفلسطينيين تبدو أقلَّ بشاعة؛ ونحن كثيراً ما سمعنا ضحايا مدنيين عرباً يقولون إنَّ إسرائيل لم تَفْعَل بالفلسطينيين ما فعله، ويفعله، الحُكَّام العرب بشعوبهم الثائرة عليهم.
وهذا "التبييض" لصفحة إسرائيل (السوداء) هو جريمة كبرى ارتكبها، ويرتكبها، حُكَّام عرب؛ ولا بدَّ لشعوبهم المنتصرة من أنْ تعاقبهم عليها أشدَّ عقاب.
في "الظاهر"، وفي "الظاهر" ليس إلاَّ، ابتعدت "فلسطين ـ القضية"، وغابت، عن الاهتمام الإعلامي الذي يتَّخِذ الآن من أحداث وأنباء "الربيع العربي" مركزاً له؛ أمَّا في "الباطن" من هذا الأمر فيُرى النقيض؛ فـ "الربيع العربي"، وعلى ما أرى، ويُرينا الواقع الذي لم يكتمل صُنْعاً وظهوراً بَعْد، سيعيد إلى "فلسطين ـ القضية" كل ما فَقَدته من أهمية واهتمام ومكانة؛ فإنَّ موت الدكتاتورية العربية هو حياة، وإحياء، لـ "فلسطين ـ القضية"؛ وهذا ما تُدْركه إسرائيل، وما لم يُدْركه بعض العرب بَعْد.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
العزيزة ميساء
ميساء أتمني عليكي دائما أن تنقلي لنا كتابات الأخ جواد
أنا من متابعيه ومحبيه أتابع مقالاته بدقة في الحوار المتمدن وباقي المواقع هذا طلب
دائما يقول أشياء نفتقر لها ونتعلم منها هو أستاذ أقدره وأحترمه
تحياتي لك وله
أنا من متابعيه ومحبيه أتابع مقالاته بدقة في الحوار المتمدن وباقي المواقع هذا طلب
دائما يقول أشياء نفتقر لها ونتعلم منها هو أستاذ أقدره وأحترمه
تحياتي لك وله
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: لماذا غابت "فلسطين" عن إعلام "الربيع العربي"؟ بقلم:جواد البشيتي
الله يبارك فيك غاليتي سميرة
حاضر يا عيوني سوف أنقل ما أستطيع نقله
أتمنى لك أسعد الأوقات يال غالية .
حاضر يا عيوني سوف أنقل ما أستطيع نقله
أتمنى لك أسعد الأوقات يال غالية .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مواضيع مماثلة
» هل نحن أهْلٌ للديمقراطية؟ بقلم جواد البشيتي
» "الأقصى".. من التناسي إلى النسيان!بقلم:جواد البشيتي
» أُمَّة تَنْتَحِر بسلاح التعصُّب!بقلم : جواد البشيتي
» أنا المالك الحقيقي لكنيس الخراب .. بقلم : جواد البشيتي
» سيِّد نتنياهو.. اسْمَعْ ما سأقول!بقلم:جواد البشيتي
» "الأقصى".. من التناسي إلى النسيان!بقلم:جواد البشيتي
» أُمَّة تَنْتَحِر بسلاح التعصُّب!بقلم : جواد البشيتي
» أنا المالك الحقيقي لكنيس الخراب .. بقلم : جواد البشيتي
» سيِّد نتنياهو.. اسْمَعْ ما سأقول!بقلم:جواد البشيتي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال