منتدى عصفورة الشجن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

من أنا ؟


حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية


المواضيع الأخيرة
» رسائل في الهواء
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyأمس في 12:30 من طرف ميساء البشيتي

» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة

» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالسبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد

» سلسلة حلقات جاهلية .
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي

» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:09 من طرف ميساء البشيتي

» لمن يهمه الأمر
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي

» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالسبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة

» شجرة التين بقلم نور دكرلي
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالسبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة

» عيد ميلاد سعيد يا فرح
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي

» مطر أسود
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي

»  بـــ أحس الآن ــــــــ
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد

» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد

» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة

» ثورة صامتة
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم

» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري

» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي

» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي

» ليلاي ومعتصمها
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة

» غزلك حلو
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال

» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي

» تحركوا أيها الدمى
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي

» لوحة
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالسبت 22 يونيو 2024 - 12:04 من طرف ريما مجد الكيال

» كنتَ مني وكنتُ منك !
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالسبت 22 يونيو 2024 - 12:02 من طرف ريما مجد الكيال

» في مولد الهادي
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالثلاثاء 18 يونيو 2024 - 12:21 من طرف هدى ياسين

» أحلم بالعيد
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Emptyالأحد 16 يونيو 2024 - 12:06 من طرف اميرة

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
خيمة العودة
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Poll_rightتـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Poll_centerتـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Poll_left 
ميساء البشيتي
تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Poll_rightتـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Poll_centerتـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Poll_left 


تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين

اذهب الى الأسفل

تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين Empty تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين

مُساهمة من طرف خيمة العودة الجمعة 29 مايو 2020 - 11:30

تـَحـالــُف الـسـَّـيـف والـقـَلـَم.. الـدكتور/ عبـدالقـادر حسين ياسين

العلم، في الأصل، هو الخالي من الـغـرض لاكتشاف الحقيقة : القوانين الفيزيائية التي تحكم ظواهر الطبيعـة والقوانين النفسية التي توجه سلوك الإنسان . وإذا كان مضمون علوم الطبيعة في الأصل محايداً حيال الانتماء القومي والاجتماعي ، فان تطبيقاتها العملية منحازة قومياً واجتماعياً بالضرورة ، لأنها ملتزمة بالاختيارات الاجتماعية ـ الاقتصادية والثقافية السائدة في المجتمع ،  وهو هنا المجتمع الغربي تحديداً.

منذ الحرب العـالميـة الأولى ، وخاصة بعد الحرب العـالمية الثانية ، فقد الباحثون والعلماء في الغرب كل استقلال عن الدول والشركات الاحـتكـاريـة المتـعـددة الجنسـيات، لان العلم بات منذ ذلك التاريخ الدولة أو الشركات الكبرى . ومن الضروري إن تتأثر وجهة البحث العلمي وأهدافه بالاختيارات السياسية والعسكرية والثقافية لمن يـُموِّل هذه المؤسسات العلمية ، خاصة وأن الباحثين في شتى المجالات العلمية والمعرفية يعملون اليوم كمستشارين للدول والشركات المتعددة الجنسيات ويشاركون بالتالي في صنع قرارها السياسي والعسكري … وهنا نضع إصبعنا على نقطة الارتكاز في أزمة العلم في الغرب.

لـقـد أشـعـل كل من ستفن  وجاليلي  وبيشـمان وكوبرنيك فـتيل الثورة العلمية والتكنولوجية الأولى التي نسفت علوم القرون الوسطى ، وخلال حقبة تاريخية كاملة امتدت من القرن السادس إلى بدايات القرن العشرين كان البحث العلمي والاكتشافات التي يفضي إليها يتم باستقلال كامل أو نسبي ، حسب ظروف الزمان والمكان ، عن السلطات القائمة . وهذا ما جعل احد علـمـاء القرن التاسع عشر في فرنسا يصرح بان  الاكتشافات العلمية متمردة بطبيعتها على تحريمات السلطة والتوجـهات العلمية لا تتم بوحي من توجيهاتهـا…

وهكذا،  فعـندما يفقد الباحثون والعلماء استقلالهم حيال السلطة ، سلطة الدولة أو سلطة راس المال ، يتحولون إلى “مجرد موظفين” يأتمرون بـأوامر الاجهزة التي يخضعون لها ويخدمون أهدافها . وبنفس العملية يتخلى العلم نفسه عن كونه عـلماً ليتحول إلى مجرد “تطبيقات تكنولوجية” مرصودة لتحقيق الأهداف الاقتصادية أو العسكرية للبرجوازية السائدة .

استحالة البحث العلمي الحر

كل اكتشاف علمي جديد هو تـقـويض لركائز السلطة القائمة. وذلك ما برهن عليه فعلا وقولا الباحثون والعلماء الأحرار في ظل محاكم التفتيش في أوروبا المسيحية التي قضت على أكثر من   400 ألف عالم وباحث ومفكر ثائر خلال أربعة قرون من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر… لقد حاولت محاكم التفتيش ، من خلال اضطـهـاد العلماء وسجنهم وحرقهم ، “تدجين البحث العلمي” ليظل خادما ذليلا لمصالح الكنيسة وكبار الإقطاعيين المتحالفين معها.
وحتى في القرن العشـرين،  قامت الدنيا ولم تقعد أمام اكتشاف ألبـرت آينشتاين لنظرية النسبية؛ لان “سـدنة الهيكل” رفضوا آن يسلموا بسهولة ، وبـدأوا بالتشكيك فيما ظنوه حقا من اقانيمهم العلمية والإيديولوجية . ولم ينقـذ آينشتاين إلا الاستقلال العلمي  الذي يتمتع به “مكتب تسجيل الاختراعات” في مدينة بيرن في سويسرة .

ولو  قـُدِّر لآينشـتاين (الذي يعتبر ، بحق ، واحـد من أعظم علماء القرن العشـرين ) اليوم أن يكون واحـدا  بين الـخمسين ألف باحث وعالم المجندين في مختبرات  الدولة والشركات الكبرى لرفضت نظريته وخنقت في المهد، كما يحدث اليوم لألوف الاكتشافات العلمية التي لا تخدم مصالح الدولة والشركات االاحتكـاريـة …

فالمؤسسات  المالية تـحـدد سلفاً للمؤسسات العلمية ما يخدم مصالحها الانانية بعيداً عن “العقلانية الزائفة”  التي زعمت البرجوازية الصاعدة أنها أتت بها للقضاء على سفاهة نمط الحياة الإقطاعية . وعلى سبيل المثال لا الحصر ، تنفق شركة “جنرال مـوتورز” الأمريكية العملاقـة 20 % من ميزانيتها العـامـة  سنوياً على بضعة آلاف من الباحثين لـ “تقصير أعمار”  السيارات التي تنتجها الشركة ،  التي بإمكانها أن تظل قيد الاستعمال لمدة ربع قرن …  لكنها، بفضل جهود باحثيها ، لا تصلح إلا لخمس سنوات فقط في أحسن الأحوال !

تبعية الباحثين والعلماء اليوم في الدول الصناعية ،  سواء فيما يخص وسائل رزقهم أو وسائل بحثهم ، وجهت للعلم ضربـة  قاصمة لأنها حرفـته عن مجراه الطبيعي برسمها له أهدافاً من خارجه ،غريبة عنه ومناقضة لمقاييسه الأخلاقية التي لم تعد تؤخذ بعين الاعتبار … بل أن الشروط التي فرضها النظام العالمي القائم جعل البحث العلمي الحر مستحيلا ، لان سلطة راس المال تغلغلت إلى خلايا كل بنية اجتماعية ، واقتصادية، وفنية وعلمية …

فالباحث ينبغي له ، لكي ينشر بحوثه العلمية ،  ان يجد مجلة علمية عالمية تقبل بنشرها للتعريف بها.وذلك يفترض سلفاً ان لا يكون بحثه أو اكتشافه العلمي مناقضاً لمخطط الشركة أو الدولة التي تمولها وترسم لها توجهها !

في ظل هـذا الوضع المأساوي لم يعد بإمكان الباحث العلمي ان يضمن خبزه اليومي الا إذا تخلى عن استقلاله وضميره العلمي ، وبالتالي عن العلم نفسه … وهذا ما دفع عدداً من الباحثين ، ممن لم يـُدجـَّن وعـيهم بعـد ، إلى الاحتجاج العاجز والتصريح بان”معين العبقرية العلمية يوشك على النضوب في الغرب” ، لان عنصر الشرط الأول لتفتح براعم العبقري العلمية هو حرية البحث ، بعيداً عن جميع الحدود ، سوى الحدود التي يفرضها عليه ضميره العلمي ، وأخلاقيات البحث العلمي . فـفي البحوث  الفيزيائية ،التي تعتبر نقطة الارتكاز لكل تقدم علمي ، والتي تتطلب أدوات وتجهيزات  علمية ضخمة ومكلفة (مثل المسرعات والمقربات والناظمات الالكترونية …الخ)،  لم يعد بامكان الباحث الفرد ان يوفرها…

ولا سبيل للحصول على التمويل الضروري للبحث العلمي الا إذا قبل الباحثون صاغرين الخضوع لمطالب طواغـيت المال من دول وشركات همـّها الربح أولا  والربح أخيراً ، وخدمة الأهداف العسكرية ،التي تستنزف ثلثي الموارد الإنسانية والطبيعية في الغرب ،لا خدمة الغايات الإنسانية السامية التي فقدت في الغرب اليوم كل قيمة واعتبار.

تحالف السيف والقلم

كانت الحرب العالمية الثانية مناسبة لعقد “حلف شيطاني” بين العلم والسلطة ،  بين القلم والسيف ،  لخدمة أهداف تتنافى مع أهداف العلم :  ترويض الطبيعة باكتشاف قوانين حركتها وتوفير الظروف الملائمة لحياة إنسانية جديرة بان تعاش.

إن الاتفاق على البحث الأصلي ،أي البحث النظري الخالص الذي هو لـُبّ العلم وجوهره ، تضاءل منذ نهاية الستينات ، وهو اليوم يوشك على التوقف التام لصالح التطبيقات التيكنولوجية الموجهة لخدمة أهداف اقتصادية وعسكرية خالصة!

لا ينبغي هـنـا الخلط بين النفقات الهائلة (ارتياد الفضاء وإنتاج الاسلحة والـطاقة النووية…) والنفقات العلمية غير المرصودة لأهداف عسكرية .فالإنفاق المذهـل بأرقام فلكية على تكنولوجيا الفضاء والأبحاث النووية لا يخدم البحث العلمي ، كما لا يخدم توفير الوسائل السمعية والبصرية التي يمكن بها القضاء على أميـة  أكثر من بليوني إنسان في بضعة شهور ، ولا تأمين الأدويـة  للعـديد من الأمراض الاستوائية والمعوية الـمـزمنة التي تنخر صحة بليونين من البشر في العالم الثالث ، ولا تستخدم  (وهذا أمر بديهي) في توفير الطعام ـ مع العلم أن ذلك ميسـور ومتوفر ـ  لأكثر من بليون من الفقراء المعـدمين والمصابين بأمراض سوء التغذية في العالم الثالث .

مئات البلايين من الدولارات التي أهدرت وما تزال تهدر على أبحاث الفضاء والذرة… مبررها الرئيسي هو خدمة المصالح العسكرية للدول الكبرى المتنافسة على إعادة اقتسام الأسواق والمواقع الإستراتيجية والقواعد العسكرية !

إن الاهتمامات السياسية والعسكرية للدول والشركات الاحـتكارية هي التي توجه خطى البحث العلمي نحو مزالق تشـكل خطراً على بقاء النوع الإنساني نفسه . فبعـد إيقاف الإنفاق على البحث العلمي الخالص الذي لا هدف له غير اكتشاف الحقيقة منذ أكثر من أربـعـة عـقـود ،اخـذ أكثر العلماء نباهة ويقظة ضمير يتساءلون بقلق بالغ عن مصير العلم في المجتمعات الغربية ، ويحذرون من مـغـبة استبدال التـكنولوجيا المكرسة لخدمة اقتصاد الحرب والتبذير في الدول الصناعية بالعلم. وكانت الحرب الأمريكية ـ البريطانية على العراق مناسبة لجعل الناس يعـون الأبعاد المذهلة لتحالف العلم والدولة ، واندماج الباحثين في المؤسسـة العسكرية الأمريكية .

فقد رأينا جيشا كاملا من الباحثين والعلماء مجندين طواعـية في خدمة المجهود الحربي الأمريكي في فيتنام يقدمون له المعلوماتية والأتمتـة  والالكترونيات لتسهيل وتسريع استخدام الأسلحة الأكثر إرهاباً كالقنابل العنـقـوديـة والصواريخ والقنابل الانشطارية ، ومبيدات الأشجار والأدغال .

كما أسهم العلماء الإسرائيليون في المجهود الحربي الإسرائيلي ، وخاصة أثـنـاء الاجتياح الإسرائيلي للبنـان عام 1982 ،  حيث شارك بعض الفيزيائيين في عمليات قصف العمارات السكنية في بيروت بالقنابل الفراغـية لرصد آثار التجربة الوحشية عن كثب!

ولأول مرة في التاريخ نشهد، وعلى نحو مكثف،  تحول الباحثين والعلماء إلى مجندين في جيوش دولهم الامبريالية ، وإلى مستشارين لحكوماتهم يقدمون لها أنـجـع الوصفات للعـدوان على شعوب العالم الثالث.
ومن نافلـة القول أن  تعاون العلماء مع الحكومات ليس غريبا عن تاريخ الغرب منذ أقدم العصور…فهذا ارخميدس يقدم لجيش ساراقوصا مراياه الحارقة لإفشال حصار الجيش الروماني للمدينة… كما قدم كل من ليوناردو دافينشي وغـاليليو غـاليلي خدماتهـمـا لتطوير علم القذائف الحربية …لكن وجود جيش جرار من الاختصاصيين المجندين اليوم في العالم الصناعي أمر لم يسبق له مثيل!

العلم كـأيديولوجيا مـُضلـِلـة

عـلاوة على تحول العلماء إلى موظفين مُسخـَّرين لخدمة المجهود الحربي، تـَحوَّل العلم نفسه إلى  ايديولوجيا مرصودة لتضليل المواطن الغـربي تجعله يتبنى الاختيارات السياسية والعسكرية الامبرياليـة ، كحقائق موضوعـيـة لا بديل لها . وقد أنشئت لهذا الغـرض عشرات المؤسسات في الغرب التي تنفق عشرات البلايين من الدولارات مثل Rand Corporation ،”مؤسسـة رانـد” الأمريكيـة . وكما كان ملوك أوروبا الاقطاعيـة يعتمدون على الكنيسة لتضـفي على  اختياراتهم السياسية “الشرعية الدينية” لفرضها على العامة ، كذلك يلجأ اليوم الزعمـاء الغربيون إلى الخبراء والعلماء لإضفاء “الشرعية العلمية” على اختياراتهم السيا سية والعسكرية لتحويل  المواطن الغربي إلى مستهلك سلبي عـاجز عن التفكير بنفسه ، وتحويل الإنسان في العالم الثالث إلى “فـأر تـجـارب” مخبري خائف وجائع!

إن تعليم العلوم في الغرب موجه قصداً لخدمة هذه الأهداف. فغايته ليست تمكين أكبر عـدد ممـكـن من المعلمين من ثقافة علمية ذات منظور شامل تؤهلـهـم لإدراك القوانين التي تحرك الطبيعة …بل تقديم كم من المعارف العلمية ليس لمضامينها المختلفة أي معـنى في ذاته ، بل انها تكتسب معناها من استخدامها فيما بعـد في غير طائل إنساني. كما ان منهجيتها المدرسية تستهدف قتل الروح النقدية لدى المتعـلم وتعـويده على الحفظ الأعمى والانصياع بانضباط  لكل ما يقـولـه المدرس والاذعان دون نقاش ، وتعويده الخضوع دون تفكير … وهي عادات ينقلونها معهم فيما بعد للمؤسسات العلمية التي سيعملون فيها ، تماما كالجنود داخل الثكنات…وهو تعليم مفصول عن الحياة تماما أو يكاد…

وبـعــد ؛

هل يستطيع العلم في الغرب ان يجد مخرجاً من أزمته الحالية؟ ذلك مرهـون بتغيير النظام الاجتماعي الغربي السائد الذي يمنع العلماء والباحثين من إعطاء كل ما يستطيعون إعطاءه من منجزات تمكن الإنسان من أن يكون أكثر سعادة وإنسانيـة .

لقد سيطر الإنسان ، بالعلم المعاصر،على المتناهي في الصغـر(الذرة) ،
وعلى المتناهـي  في الكبر(الأفلاك) ،
وعلى المتناهـي في التعـقـيـد (الأدمغـة الالكترونيـة)…
ولم يبقَ أمام الإنسان الا السيطرة على المتناهـي في السوء (النظام العالمي القائم )
ليصبح ، حقــاً ، إنسـاناً!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتب وأكاديمي فلسـطيني مـقـيـم في السـويد
خيمة العودة
خيمة العودة
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى